ماذا يحدث في محافظة السويداء السورية؟.. خبير يوضح

أكد الدكتور مختار غباشي أمين مركز الفارابي للدراسات أن نزع السلاح من كافة المليشيات الموجودة في محافظة السويداء السورية هو ما يمكن أن يوقف النزاعات المتكررة بين الطوائف في المنطقة.

وقال غباشي في مداخلة مع قناة 'القاهرة الإخبارية': 'نزع السلاح أمر ليس سهلا، السويداء محافظة ذات طبيعة خاصة، وهناك شكل من أشكال الاستقلالية المجتمعية والثقافية للطائفة الدرزية، وهي طائفة كبيرة في الداخل السوري'.

وأضاف: 'نحن نتحدث عن سبعمائة ألف درزي تقريبًا، وعن حركات مسلحة أُنشئت بعد عام 2015، وعلى رأسها رجال الكرامة أو حركة شرف، وهذه حركات مسلحة إلى جانب ميليشيات أخرى موجودة داخل المحافظة'.

وتابع: 'الطبيعة البدوية، أو الجزء البدوي الموجود فيها، وهو جزء من أصوله التاريخية أنه دائمًا يحمل السلاح، ويرى في حمل السلاح شكلًا من أشكال الدفاع عن النفس والحماية فمعالجة مسألة نزع السلاح من ميليشيات داخل مدينة السويداء، أو من العشائر البدوية، مسألة ليست هينة ولا سهلة، وتحتاج إلى معالجة سياسية، وتحتاج إلى حكمة في آليات التعامل مع هذا الملف تحديدًا'.

وواصل: 'هناك مشكلة بين العشائر الدرزية، أو الطائفة الدرزية، وبين الطوائف الأخرى الموجودة، وهي الطوائف البدوية داخل المحافظة وإذا نظرنا إلى سبب تفجّر النزاع الأخير، سنجد عمليات خطف متبادلة بين الجانبين'.

وأكمل: 'البدو خطفوا أفرادًا من عائلة درزية، وردت الميليشيات المنتمية إلى الدروز بمحاولة تحريرهم، فحصل الصدام الذي نتابعه الآن هذه المشكلة تكررت، وكانت هناك مشكلة سابقة في مارس أو أبريل الماضيين في مدينة صحنايا وأشرفية، وكان من المفترض أن تكون رسالة إلى إدارة الحكم في دمشق لتبدأ معالجة فعلية لهذا الملف تحديدًا، لأن وجود السلاح بيد الميليشيات دون سلطة مركزية أو حكم عليها، يؤدي دائمًا إلى إمكانية تفجّر الصراعات بين حين وآخر، خاصةً مع وجود تنافس أو صراع بين العائلات البدوية ورجال الطائفة الدرزية'.

وأوضح: 'الطبيعة الطائفية لهذه الميليشيات داخل محافظة السويداء تجعل نزع سلاحها أمرًا بالغ الصعوبة الميليشيات التي لا تنتمي إلى طائفة لها جذور تاريخية في المدينة يمكن نزع سلاحها بسهولة نسبية، أما الميليشيات المنتمية إلى طائفة ذات امتداد تاريخي، فنزع السلاح منها يتطلب أولًا توفير غطاء أمني وشكل من أشكال الأمان داخل هذه المحافظة، لإقناعهم بالتخلي عن سلاحهم'.