اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٥ كانون الأول ٢٠٢٥
تحل اليوم الاثنين ذكرى رحيل الإعلامي والكاتب الكبير أحمد سمير، أحد أبرز رواد التليفزيون المصري، والذي ترك بصمة لا تنسى في وجدان المشاهدين بصوته الرخيم، وحضوره الوقور، وثقافته الواسعة، ليظل اسمه محفورا في تاريخ الإعلام العربي رمزا للمهنية والرقي.
ولد أحمد سمير في 12 سبتمبر عام 1940 بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتخرج في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1961، ثم اتجه بعد التخرج إلى تنمية موهبته الإعلامية، فحصل على دراسات عليا في الإعلام والتمثيل والإلقاء وفن التليفزيون، وهو ما أسهم في تميز أدائه لاحقا على الشاشة.
بدأ حياته العملية محاسبا في مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر بجريدة الجمهورية، إلا أن شغفه بالإعلام دفعه للحصول على دبلومة في الإعلام، والتقدم لمسابقة المذيعين بالتليفزيون المصري، التي نجح فيها ليلتحق بالتليفزيون أوائل عام 1963 مذيعا للنشرات الإخبارية.
اختص أحمد سمير بقراءة النشرة الإخبارية بالقناة الأولى، وتميز بأسلوب فصيح جعله صوتا موثوقا لدى الدولة والجمهور، فكان مذيعا لأهم البيانات الرسمية، من بينها بيان وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وأول بيان عسكري عن انتصار حرب أكتوبر 1973، كما اختاره الرئيس الأسبق حسني مبارك مرافقا له في عدد من الرحلات الرسمية للتعليق التليفزيوني عليها.
قدم الراحل عددا من البرامج التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ التليفزيون، من بينها برنامج «أضواء على الأحداث» الذي يعد من أنجح البرامج الإخبارية، حيث تصدر استفتاءات اتحاد الإذاعة والتليفزيون كأفضل برنامج إخباري، وكان يذاع يوميا عقب نشرة التاسعة مساء، إلى جانب برامج «صورة ورأي»، و«في مثل هذا اليوم»، و«أنباء الصحافة» الذي يعد أول برنامج للتعليق على الصحف، فضلا عن برامج السينما والحرب، ونهاية الأسبوع، وبانوراما، ومجلة السياحة، ولقاء كل يوم.
حصل أحمد سمير على لقب أفضل مذيع مرتين؛ الأولى عام 1978 على مستوى الشرق الأوسط في استفتاء نقابة الصحفيين بلبنان، والثانية عام 1987 في استفتاء إذاعة الشرق الأوسط، تأكيدا لمكانته المهنية الرفيعة.
وإلى جانب عمله الإعلامي، كان أحمد سمير عاشقا للفن منذ عام 1964، فشارك بالتمثيل في ثلاث مسرحيات هي «الزلزال»، و«المصيدة»، و«ثلاثة مجانين عقلاء»، كما كتب للسينما قصة وسيناريو وحوار أفلام «الحناكيش»، و«الكماشة»، وكتب للتليفزيون مسلسلي «الهروب إلى المجهول» و«عصر الخانكة»، وله روايتان هما «لن يضيع الغد يا حبيبي» و«عصر الضحايا».
وتدرج الراحل في المناصب داخل التليفزيون من مذيع أخبار إلى كبير مذيعي الأخبار والبرامج السياسية، ثم نائب رئيس القناة الأولى، وصولا إلى رئيس القناة الأولى حتى يوم رحيله، ومن أبرز إنجازاته إطلاق حفلات «ليالي التليفزيون» لإعادة إحياء الحفلات الغنائية الراقية، وكان مشرفا عليها.
تزوج أحمد سمير من الإعلامية الكبيرة سهير شلبي، وأنجبا ابنيهما شريف وعمرو.
رحل أحمد سمير عام 1995 إثر أزمة قلبية قبل أيام قليلة من انطلاق برنامج حفلات «أضواء المدينة»، وقرر التليفزيون إلغاء الحفل لمدة عام كامل تكريما له، لكنه بقى صوتا وذكرى ورمزا لعصر إعلامي جميل، لا يزال يضرب به المثل في المهنية والالتزام والرقي.


































