بعد رفع الوقود.. مطالب بتشديد الرقابة على الأسواق لضبط حركة الأسعار

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن رفع أسعار البنزين والسولار في مصر عقب اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية، بعد أن تم تثبيت الأسعار لمدة ستة أشهر.

وقد أثار هذا القرار تساؤلات حول تأثير الزيادة على أسعار السلع الغذائية والأساسية في الأسواق المحلية، وخاصة رغيف الخبز، مع مخاوف من عودة التضخم إلى مستويات مرتفعة، مما قد يؤثر سلبًا على حركة السوق المحلية.

التأثير على أسعار السلع الغذائية والتضخم

أعرب خبراء الاقتصاد عن تخوفاتهم من تأثير رفع أسعار البنزين والسولار بمقدار جنيهين على أسعار السلع الغذائية والخدمات ووسائل النقل في مختلف أنحاء مصر، خاصة مع التوقعات بزيادة جديدة في أسعار الوقود بعد ستة أشهر. وكان هناك ظهور لتأثيرات رفع أسعار السولار على تعريفة النقل، حيث ارتفعت أسعار وسائل النقل داخل وخارج المحافظات بنسبة 15%، كما تم رفع سعر أتوبيسات النقل العام إلى 10 و20 جنيهًا للأتوبيس المكيف.

ارتفاع أسعار البنزين والسولار وتأثيره على السلع

أوضح خبراء الاقتصاد أن رفع أسعار البنزين والسولار بنسبة 15% سيؤدي إلى زيادة أسعار السلع في الأسواق المحلية ورفع أسعار وسائل النقل، خاصة مع الاعتماد الكبير على الوقود في نقل وتوزيع السلع. هذه الزيادة ستؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما سينعكس بشكل مباشر على الأسعار. من المتوقع أن تشهد السلع الأساسية مثل الخضروات، الفواكه، الأرز، السكر، والزيت زيادات في الأسعار تتراوح من 10% إلى 15%، حسب بُعد مناطق الإنتاج عن مراكز الاستهلاك وحجم هامش الربح لدى التجار.

التوقعات بموجة تضخمية جديدة

من جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، إن قرار الحكومة برفع أسعار البنزين والسولار بنسبة 15% يعد خطوة ذات تأثير مباشر على السوق المحلي، ويتوقع أن يؤدي إلى موجة تضخمية جديدة تشمل مختلف السلع والخدمات، لاسيما السلع الغذائية الأساسية مثل الدواجن ورغيف الخبز.

ارتفاع أسعار السلع بنسبة 15%

أوضح الإدريسي في تصريحاته لـ'الرئيس نيوز' أن السولار يعد عصب النقل الثقيل ووسائل الشحن بين المحافظات، وبالتالي فإن أي زيادة في سعره تنعكس بشكل مباشر على تكلفة نقل السلع والبضائع. وهذا يعني أن أسعار المنتجات الغذائية الأساسية، مثل الخضروات والفواكه، والأرز، والسكر، والزيت، وغيرها، ستشهد زيادات تتراوح ما بين 10% إلى 15%، وفقًا لبُعد مناطق الإنتاج عن مراكز الاستهلاك.

ضرورة ضبط الأسواق المحلية

وأكد الإدريسي على ضرورة أن تتحرك الحكومة لضبط الأسواق المحلية من خلال تكثيف الرقابة على الأسعار والتدخل لمنع جشع بعض التجار الذين قد يستغلون الظروف لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه. كما أشار إلى أهمية دعم الفئات الأكثر تضررًا من خلال توسيع شبكة الحماية الاجتماعية، وتعزيز المعارض الحكومية التي تبيع بأسعار مخفضة مثل معارض 'أهلًا رمضان' و'كلنا واحد'.

تأثير رفع أسعار السولار على الخضروات والفاكهة

من جانبه، قال حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، إن رفع أسعار السولار يزيد من تكلفة النقل والتوزيع، مما يرفع أسعار الخضروات والفواكه في السوق المحلي. وأوضح أن الزيادة في سعر السولار تؤدي إلى إضافة حوالي 25 قرشًا على سعر كل كيلو من الخضروات والفاكهة.

زيادة الرقابة لضبط الأسعار

وأشار النجيب إلى ضرورة زيادة الرقابة على الأسواق المحلية لضبط حركة الأسعار بعد رفع أسعار الوقود، ومنع استغلال بعض التجار للزيادة الأخيرة في أسعار الوقود من أجل رفع أسعار السلع الغذائية والخضروات في السوق المحلي.