اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
خيّم الحزن على الأوساط القضائية في الإسكندرية وطنطا، بعد الحادث المفجع الذي أودى بحياة أحد رجال القضاء وتحديدا رئيس محكمة الجنح المستأنفة بالإسكندرية، والذي عُثر عليه متوفّى داخل استراحة القضاة في سموحة. وهي حادثة صادمة أثارت تساؤلات كثيرة حول ملابساتها، في ظل شهادات تؤكد أن الراحل كان يعيش حياته الطبيعية دون أي مؤشرات اضطراب.
وقال المستشار أحمد عوني رئيس نادي قضاة طنطا، في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”، إن الراحل كان “رجلاً متميزًا وذو خلق وعلم”، مشيرًا إلى أنه لم يكن يعاني من أي مشكلات قبل وفاته.
وأضاف أن الأسرة والأصدقاء في حالة صدمة، وأن الجميع في انتظار ما ستكشفه تحقيقات النيابة.
وأشار عوني إلى أن المستشار الراحل كان متزوجًا وله ابنة تبلغ 12 عامًا، وابن آخر يبلغ نحو 8 سنوات، مؤكدًا أن نادي القضاة سيقيم عزاءه غداً في دار المناسبات بمدينة طنطا تكريماً للفقيد الراحل.
وكان أقدم رئيس محكمة الجنح المستأنفة بالإسكندرية على الانتحار داخل استراحة القضاة في سموحة، عقب انتهاء يوم عمله بصورة طبيعية.
وتبين من المعاينة الأولية أنه أطلق النار على نفسه باستخدام سلاحه الشخصي، فيما انتقلت قوات الأمن والنيابة العامة إلى موقع الحادث لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية.
وقد صرحت جهات التحقيق بدفن الجثمان بعد انتهاء تقرير الطب الشرعي، بينما لم تكشف التحقيقات حتى الآن عن دوافع الانتحار أو أي ملابسات تشير إلى وجود ضغوط أو تهديدات.
ووفق مصادر قضائية، بدأ الراحل يومه كأي يوم عادي؛ حيث ترأس الجلسات ووقّع على القضايا دون أن تظهر عليه أي علامات توتر أو قلق.
وبعد انتهاء الجلسات، توجه إلى الاستراحة، حيث أطلق على نفسه رصاصة من مسدسه الشخصي. وتشير التحقيقات إلى أن العزل الصوتي للغرفة منع سماع صوت الطلقة، ولم يُكتشف الأمر إلا بعد تأخره في الخروج، ليعثر أحد الموظفين عليه جثةً داخل الغرفة.
وامتلأت صفحات القضاة ووكلاء النيابة بمنشورات النعي، حيث أجمعوا على أن الراحل كان مثالًا للشرف والنزاهة وحسن الخلق والاتزان. واعتبر كثيرون رحيله خسارة كبيرة للهيئة القضائية.
وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة الدوافع والأسباب خلف هذا الحادث الصادم، بينما يعيش الوسط القضائي وأسرته حالة من الحزن العميق. ورغم أن رحيله يترك أسئلة معلّقة، يبقى ما أجمع عليه زملاؤه من سيرته الطيبة شاهدًا على حياة مهنية مشرفة انتهت بشكل مأساوي.


































