اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٣ شباط ٢٠٢٥
منذ صعود دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، أصبح العالم يشهد تحولًا كبيرًا في السياسات الأمريكية داخليًّا وخارجيًّا تصدرت قراراته وتصريحاته عناوين الأخبار، لما حملته من صدمات غير متوقعة على مستوى السياسة الدولية، التجارة العالمية، والأمن الإقليمي.
وفي الداخل الأمريكي، تراوحت ردود الأفعال بين تأييد حذر وانتقادات واسعة من الخبراء والسياسيين، الذين أبدوا قلقهم من انعكاسات هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي والاستقرار الاجتماعي.
على الساحة الدولية، دفعت هذه السياسات كثيرًا من الدول إلى إعادة تقييم تحالفاتها واستراتيجياتها الدبلوماسية، في ظل تصاعد النزعات القومية والانغلاق الاقتصادي الذي تبنته إدارة ترامب.
من الشرق الأوسط إلى المحيط الأطلسي ومن سياسات الضغط الاقتصادي إلى مقترحات مثيرة للجدل حول أراضٍ استراتيجية، أصبح نهج ترامب محور جدل عالمي لا يتوقف.
أبرز القضايا المثيرة للجدل كانت محاولات ترامب المستمرة للضغط من أجل تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بدعوى حل الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك. هذه المقترحات قوبلت برفض شعبي ورسمي في مصر، حيث شهدت مظاهرات قرب معبر رفح الحدودي، بينما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تكون طرفًا في أي مشروع يهدد سيادتها أو يسهم في تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
من جانب آخر، شددت الأردن على موقفها الرافض لأي خطة تهدد حل الدولتين، حيث أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي تمسك بلاده بهذا المبدأ.
لم تتوقف سياسات ترامب عند حدود الشرق الأوسط. ففي خطوة أثارت السخرية والدهشة، اقترح شراء جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، مشيرًا إلى أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية. الحكومة الدنماركية رفضت هذا الاقتراح بشدة، مؤكدة أن الجزيرة ليست للبيع.
في سياق آخر، صرّح ترامب بأن كندا يجب أن تصبح الولاية رقم 51 للولايات المتحدة، متهمًا البلاد باستغلال أمريكا ماليًّا.
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو رد بحزم، مؤكدًا أن كندا دولة ذات سيادة مستقلة ولا مجال لمناقشة مثل هذه الأفكار.
ضمن محاولاته لإعادة الهيمنة الأمريكية على مناطق استراتيجية، أعرب ترامب عن رغبته في استعادة السيطرة على قناة بنما، متهمًا الصين بالهيمنة عليها. الحكومة البنمية رفضت هذه التصريحات بشدة، مشددة على أن القناة تابعة لبنما ولن تكون محل تفاوض.
أحد أكثر القرارات تأثيرًا على الاقتصاد العالمي كان رفع الضرائب الجمركية على العديد من السلع المستوردة من الصين ودول الاتحاد الأوروبي. هذه الخطوة أثارت ردود فعل غاضبة من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، الذين فرضوا بدورهم ضرائب انتقامية على المنتجات الأمريكية.
الخبراء حذروا من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية وتزيد من تكلفة المنتجات للمستهلكين الأمريكيين.