اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
في مشهد جديد يعكس النبرة التصادمية التي باتت سمة ثابتة في علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوسائل الإعلام، وجّه الرئيس إهانات علنية لمراسلة صحفية بعد سؤالها عن نتائج فحصه بالرنين المغناطيسي، خلال رحلة العودة على متن طائرة الرئاسة من منتجع مارالاغو.
السؤال الذي تناول حالته الصحية أثار غضب ترامب، فبادر إلى إطلاق عبارات جارحة بحق الصحفية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن نتائج فحصه جاءت «مثالية» وأنه «تفوق» سابقًا في اختبار إدراكي.
تفاصيل الواقعة
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، فقد جاءت الواقعة بعد سؤال مباشر من المراسلة حول نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي، في ظل مطالبات من حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز بالكشف عن تفاصيل الفحص.
ترامب ردّ بحدة، قائلًا إن الصحفية «لن تستطيع اجتياز اختبار إدراكي»، مضيفًا إهانة أخرى بحقها، قبل أن يؤكد أنه سيكشف قريبًا عن نتائج التصوير، من دون أن يقدم أي معلومات طبية محددة عن طبيعة الفحص أو المنطقة التي شملها.
جدل طبي قديم يتجدد
ملف ترامب الصحي لم يتوقف عن إثارة التساؤلات. فقد سبق أن أثار تقرير طبي صدر في أكتوبر الماضي جدلًا واسعًا، عقب خضوعه لفحص استمر أكثر من ثلاث ساعات في مستشفى والتر ريد وهو وقت أطول بكثير من الفحوصات الروتينية.
الدكتور جيفري كولمان، الطبيب السابق للرئيس باراك أوباما، أوضح لـ الإندبندنت أن التقييمات الطبية العادية لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة إذا لم تتضمن تصويرًا متقدمًا مثل الرنين المغناطيسي، معتبرًا أن ما ورد في التقرير «لا يتسق» مع طبيعة الفحص المعلن.
مهاجمة الصحفيين ليست سلوكًا جديدًا لدى ترامب، لكنها هذه المرة ارتبطت بملف حساس يتعلق بصحته الشخصية، ما جعل الواقعة أكثر إثارة للجدل.
تقارير نيويورك تايمز وواشنطن بوست تشير إلى سجل طويل من المواجهات بين ترامب وممثلي وسائل الإعلام، تضمن اتهام مراسلي CNN بأنهم «أعداء الشعب»، والهجوم على مراسلة NBC في مؤتمر عام 2018، إضافة إلى مشادة بارزة مع مراسل واشنطن بوست حول أعداد الحضور في حفل تنصيبه.
ويعتبر مراقبون أن هذه الأساليب تستهدف تقويض مصداقية الإعلام، خاصة عندما تقترب الأسئلة من ملفات قد تؤثر على صورته السياسية.
ردود فعل متباينة ونقاش حول الشفافية
الواقعة أثارت مزيجًا من التأييد والانتقاد. بعض مؤيدي ترامب اعتبروا سؤال المراسلة استفزازيًا، بينما رأى آخرون أن الرئيس تجاوز حدود اللياقة في التعامل مع الصحافة.
وفي المقابل، أكدت منظمات صحفية أن من حق الإعلام طرح أسئلة تتعلق بصحة الرئيس، باعتبارها شأنًا عامًا يمس الأمن القومي.
ملف صحي حساس وتداعيات سياسية أوسع
ورغم تأكيد ترامب المتكرر على «تفوقه» في الاختبارات الإدراكية، إلا أن الغموض الذي يحيط بتقارير فحوصه يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول درجة شفافية البيت الأبيض في التعامل مع الملف الصحي.
كما تسهم الإهانات المتكررة للصحفيين في تأجيج التوتر بين الإدارة والإعلام، في مشهد يعكس أزمة أعمق حول حدود حرية الصحافة ودور الإعلام في الرقابة على السلطة داخل الولايات المتحدة.


































