اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يحمل عدد محدود من البشر فصيلة الدم فائقة الندرة Rh-null، إذ لا يتجاوز عدد المعروفين منهم في العالم 50 شخصاً فقط ورغم خطورة ندرتها على أصحابها في حال احتاجوا إلى نقل دم، فإن قيمتها العلمية والطبية جعلتها تعرف عالميا باسم 'الدم الذهبي'.
و يسعى العلماء إلى إنتاج هذه الفصيلة في المختبر أملا في استخدامها لإنقاذ الأرواح وتطوير منظومات نقل الدم حول العالم وذلك وفقا لما ذكرته بي بي سي.
منذ إدخال عمليات نقل الدم إلى الطب الحديث، أصبحت من أهم الوسائل المنقذة للحياة، سواء في الحوادث أو الجراحات الكبرى لكن هذه العملية ليست متاحة للجميع بالشكل نفسه، إذ يواجه أصحاب فصائل الدم النادرة صعوبة كبيرة في العثور على متبرع مناسب، ويعد أصحاب دم Rh-null الأكثر معاناة، لدرجة أنهم يشجعون على تخزين دمهم ذاتيا لفترات طويلة تحسبا للحالات الطارئة.
رغم ندرتها الكبيرة، فإن لهذه الفصيلة قيمة بحثية استثنائية فهي تستخدم في:
البحوث العلمية المتعلقة بأنظمة الدم
دراسة المناعة وتفاعلات المستضدات
تطوير عمليات نقل الدم العالمية
ويعود ذلك إلى غياب جميع مستضدات Rh فيها، ما يجعلها متوافقة مع معظم الفصائل النادرة الأخرى.
تحدد فصيلة الدم بناءا على وجود أو غياب مستضدات على سطح خلايا الدم الحمراء، وهي بروتينات وسكريات يتعرف عليها جهاز المناعة.
ويشرح البروفيسور آش توي من جامعة بريستول وفق بي بي سي قائلاً:
'عند نقل دم يحتوي على مستضدات غريبة، ينتج الجسم أجسام مضادة تهاجم الدم المنقول، وقد يكون ذلك خطيراً عند تكراره.'
ورغم شيوع وصف فصيلة O سالب بأنها المتبرع العالمي، فإن الأمر أكثر تعقيداً؛ إذ يوجد 366 مستضداً معروفاً حتى 2024، ما يجعل التوافق الكامل مهمة صعبة.
يمتلك البشر أكثر من 50 مستضداً من نوع Rh، لكن أصحاب فصيلة Rh-null يفتقرون إليها جميعاً لذلك لا يمكنهم تلقي الدم إلا من شخص Rh-null و يمكن استخدام دمهم لنقل الدم للعديد من الفصائل الأخرى حيث تعد فصيلة O–Rh-null أقرب ما يكون إلى 'متبرع عالمي فائق'
تكشف الأبحاث أن هذه الفصيلة ناتجة عن طفرات تؤثر في بروتين أساسي يُعرف بـ RHAG، وهو المسؤول عن تكوين مستضدات Rh عندما تتعطل وظيفة هذا البروتين، تختفي المستضدات من سطح خلايا الدم، فتظهر فصيلة Rh-null.
وفي عام 2018، نجح فريق جامعة بريستول في إعادة تكوين Rh-null مخبرياً باستخدام تقنية كريسبر-Cas9 لحذف الجينات المسؤولة عن خمسة أنظمة مستضدات في الدم ما أدى إلى إنتاج خلايا دم فائقة التوافق تشبه الدم الذهبي.
رغم النجاح المخبري، لا تزال تقنيات تعديل الجينات مثار جدل عالمي، وما زال الطريق طويلاً قبل استخدام هذا النوع من الدم سريرياً فالاختبارات السريرية والقوانين التنظيمية تشكل تحدياً كبيراً.
وفي الوقت الحالي، أسس البروفيسور توي شركة 'سكارليت ثيرابيوتكس' لجمع دم أصحاب الفصائل النادرة، بينها Rh-null، بهدف إنشاء سلالات خلوية تزرع في المختبر لتوفير مخزون دائم للحالات الحرجة.


































