اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست عن أن إسرائيل كانت تخطط لعملية سرية تهدف إلى تغيير النظام في إيران، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هدنة مع إيران. ويرى الصحفي الأمريكي ديفيد إجناتيوس أن إسرائيل كانت بصدد الاستعداد لموجة أخيرة من الهجمات التي تستهدف الإطاحة بالنظام الإيراني، عندما أعلن ترامب وقف إطلاق النار. ولكن توقفت تلك المرحلة النهائية، التي اعتقد المخططون الإسرائيليون أنها قد تطيح بالجمهورية الإسلامية، عندما تدخل ترامب.
وجاء إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار في 23 يونيو الماضي، منهيًا صراعًا استمر 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وتوج بضربات أمريكية على مواقع نووية إيرانية. وذكرت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين بإدارة ترامب، أن الولايات المتحدة كانت قد أشارت إلى أنها لن تنضم إلى الحملة إلا إذا كانت تسير على ما يرام. يأتي هذا الكشف ليثير تساؤلات جدية حول مدى التنسيق بين الحليفين، والتوترات الكامنة بين أهداف سياستهما الخارجية.
ففي الوقت الذي كان فيه ترامب يسعى لتهدئة التوترات مع طهران، كانت إسرائيل تعمل على ما يبدو على أجندة مختلفة تمامًا، تركز على زعزعة استقرار الحكومة الإيرانية من الداخل أو من خلال عمليات سرية. هذا التباين في الأهداف يعكس تعقيد العلاقات في الشرق الأوسط، حيث تتداخل المصالح وتختلف الأولويات حتى بين الدول الصديقة.
تفاصيل الخطة الإسرائيلية وتوقيتها المثير للجدل
وفقًا لواشنطن بوست، فإن الخطة الإسرائيلية لتغيير النظام الإيراني كانت في مراحل متقدمة، وتضمنت على الأرجح جوانب استخباراتية وعمليات سرية محتملة. الأهم من ذلك هو توقيت هذه الخطة؛ فقد تزامن الكشف عنها مع إعلان ترامب عن 'هدنة' مع إيران، بعد فترة من التصعيدات الخطيرة التي كادت أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
ولفتت إلى أن هذا التوقيت يشير إلى أن إسرائيل كانت تشعر بالقلق من أي تقارب أمريكي إيراني، أو أنهم رأوا في هذه الهدنة فرصة للتحرك دون خوف من رد فعل أمريكي سلبي. إن قيام إسرائيل بتطوير مثل هذه الخطة السرية، بينما كانت الولايات المتحدة تسعى لتهدئة الأوضاع، يؤكد على استقلالية إسرائيل في اتخاذ قراراتها الأمنية، حتى لو كانت تتعارض مع المساعي الدبلوماسية لحليفها الأكبر.
تداعيات الحملة العسكرية الإسرائيلية على البنية التحتية الإيرانية
وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 12 يومًا ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية النووية والعسكرية لإيران، مما أدى إلى تأخير برنامج طهران للأسلحة لمدة تتراوح بين عام وعامين على الأقل.
وقد صرح مصدر إسرائيلي للصحيفة بأن 'إيران لم تعد دولة نووية على وشك الامتلاك'، مشيرًا إلى أن الحملة أدت إلى القضاء على جميع العلماء النوويين الإيرانيين من المستويين الأول والثاني تقريبًا، وشلت قدرات التخصيب والتسليح. تضمنت الضربات استهداف منشآت في نطنز وفوردو وأصفهان ومخابئ اليورانيوم المخفية، إلى جانب استهداف أبحاث النبض الكهرومغناطيسي والانصهار النووي. وأفاد المصدر الإسرائيلي أن الهدف كان تفكيك ليس فقط المعدات الإيرانية، بل أيضًا الركيزة البشرية واللوجستية لجهودها النووية. ووصفت الواشنطن بوست العملية بأنها جمعت بين القصف الجوي، والاختراق الاستخباراتي، وحرب الخوارزميات.
وبعد اليومين الأول والثاني، حققت إسرائيل تفوقًا جويًا كاملًا ودمرت حوالي نصف صواريخ إيران الباليستية و80 بالمائة من قاذفاتها، وفقًا للتقرير. وقد أسفرت حملة الضربات الجوية وهجمات الطائرات بدون طيار الإسرائيلية المفاجئة عن مقتل مئات الإيرانيين، بمن فيهم مدنيون وعسكريون وعلماء نوويون، بينما أسفرت ضربات إيران الصاروخية الانتقامية عن مقتل 27 مدنيًا إسرائيليًا.
التقييمات الإسرائيلية والأمريكية للضربات وأثرها المستقبلي
وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، تتفق التقييمات الإسرائيلية والأمريكية على أن الضربات الإسرائيلية عطلت المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في نطنز، وفوردو، وأصفهان.
وقد صرح مصدر إسرائيلي رفيع المستوى بأن 'الاعتداء أخر البرنامج النووي الإيراني بما لا يقل عن عام، وربما عامين'، مضيفًا أن 'إيران لم تعد دولة نووية على وشك الامتلاك'. وقد أبلغ مسؤولون إسرائيليون إجناتيوس بأنهم يعتقدون أن إيران كانت تطور سلاح نبض كهرومغناطيسي (EMP) مصمم لشل شبكات الطاقة والاتصالات الإسرائيلية، وأنها كانت تبحث أيضًا في تطوير قنابل نووية أكثر تعقيدًا.
وذكر مصدر إسرائيلي أن مشروع النبض الكهرومغناطيسي كان يحظى بدعم كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، الذين اعتقدوا أنه لا ينتهك الفتوى الدينية للمرشد الأعلى علي خامنئي التي تحظر الأسلحة النووية. ومع ذلك، أشارت المصادر إلى أن إيران كانت تعد مسارات متعددة للتسليح، بما في ذلك أسلحة معقدة قائمة على الانصهار إلى جانب الرؤوس الحربية الانشطارية التقليدية.
الخسائر البشرية والمادية والتحذيرات المستقبلية
وفقًا لمصادر إسرائيلية، أدت العملية الإسرائيلية في الساعات الأولى إلى مقتل جميع كبار العلماء النوويين الإيرانيين تقريبًا، بمن فيهم جميع الشخصيات من المستويين الأول والثاني، ومعظم الكوادر من المستوى الثالث. ويعتقدون أن هذه الخسارة ستثني جيلًا جديدًا من الفيزيائيين عن الانضمام إلى البرنامج.
وأضاف مصدر إسرائيلي أن الضربات الإسرائيلية قضت أيضًا على البنية التحتية اللوجستية النووية الإيرانية، وأرشيفاتها، ومعدات الاختبار، ومراكز القيادة. كما استفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي من السيطرة الجوية الكاملة بعد اليومين الأولين من القتال لتدمير ما يقرب من نصف صواريخ إيران الباليستية البالغ عددها 3000 صاروخًا و400 من أصل 500 قاذفة.
وأشار المسؤولون إلى أن ترسانة إيران من الصواريخ ذات الوقود الصلب كانت أكبر مما كان يعتقد في السابق، مما كان يمكن أن يتسبب في أضرار أكبر بكثير لو تأخرت العملية الإسرائيلية. على الرغم من الأضرار، يرى إجناتيوس أن الأسئلة لا تزال قائمة. وقد حذر مسؤول أمريكي من أن إيران قد تحاول شن حملة سرية لبناء جهاز نووي بدائي أو شن هجمات إرهابية – على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يعتقدون أنهم سيكتشفون ويوقفون مثل هذه الجهود. وقد تمتلك إيران أيضًا أجهزة طرد مركزي مخفية، ومخزونات، أو أسلحة، وهناك العديد من مكونات البرنامج النووي التي يعتقد أنها لا تزال غير معروفة لدى واشنطن أو تل أبيب.