اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
مع اقتراب فصل الشتاء، تتزايد التحذيرات من احتمال حدوث انهيار جزئي في الدوامة القطبية، ما قد يؤدي إلى موجات برد شديدة تضرب أوروبا وأمريكا الشمالية، وربما تجعل شتاء 2025–2026 الأبرد منذ أربعين عامًا.
وفقًا لتقرير نشرته شبكة 'فوكس ويذر'، فإن نماذج الطقس تشير إلى ضعف متوقع في التيار القطبي العلوي، ما يسمح بتدفق كتل هوائية شديدة البرودة نحو خطوط العرض الوسطى، بما في ذلك المملكة المتحدة، ألمانيا، كندا، والولايات المتحدة.
ما هي الدوامة القطبية؟ ولماذا انهيارها مقلق؟
الدوامة القطبية هي نظام رياح دائري قوي يتمركز في طبقة الستراتوسفير فوق القطب الشمالي، وتعمل كحاجز يمنع الهواء البارد من الانزلاق جنوبًا. لكن وفقًا لتقرير نشره موقع 'سيفير ويذر يوروب'، فإن ضعف هذا الحاجز يؤدي إلى تسرب الهواء القطبي نحو مناطق مأهولة، ما يسبب موجات برد مفاجئة وعواصف ثلجية كثيفة. وقد شهد العالم مثل هذا الانهيار في شتاء 2021، حين ضربت الولايات المتحدة موجة برد تاريخية عطلت شبكات الكهرباء في تكساس.
توقعات أوروبا: بريطانيا وألمانيا في مرمى البرد
وفقًا لتوقعات 'ميت أوفيس' البريطانية، فإن المملكة المتحدة قد تبدأ الشتاء بدرجات حرارة معتدلة نسبيًا، لكن احتمالات حدوث موجات برد شديدة تزداد مع دخول ديسمبر ويناير، خاصة إذا استمر ضعف الدوامة القطبية. أما في ألمانيا وبولندا والدول الإسكندنافية، فتحذر النماذج المناخية من احتمال حدوث انخفاضات قياسية في درجات الحرارة، مع تساقط كثيف للثلوج قد يؤثر على حركة النقل والطاقة.
الولايات المتحدة وكندا: لا نينيا تعزز البرد
في أمريكا الشمالية، تشير توقعات 'ناشونال ويذر سيرفيس' إلى أن نمط 'لا نينيا' المناخي قد يعزز تأثيرات الدوامة القطبية، ما يعني شتاءً أكثر برودة في الشمال، خاصة في مناطق مثل نيو إنجلاند والغرب الأوسط. وقد بدأت السلطات المحلية في تجهيز مراكز الإيواء وتحديث أنظمة إزالة الثلوج، استعدادًا لاحتمال حدوث عواصف شتوية متكررة.
هل سيكون شتاء 2025 هو الأبرد منذ 40 عامًا؟
رغم أن بعض النماذج المناخية تشير إلى شتاء أكثر برودة من المعتاد، إلا أن الخبراء يحذرون من أن التنبؤات طويلة المدى تظل غير مؤكدة بنسبة كاملة. لكن وفقًا لتقرير نشرته صحيفة 'ديلي ميل'، فإن تكرار ظاهرة انهيار الدوامة القطبية في السنوات الأخيرة، إلى جانب التغيرات في التيارات الجوية، يعزز من احتمالية حدوث اضطرابات جوية مشابهة هذا العام.
الاستعدادات الحكومية والمجتمعية
وبدأت الحكومات في أوروبا وأمريكا بالفعل في مراجعة خطط الطوارئ الشتوية، بما في ذلك تعزيز شبكات الطاقة، وتوفير معدات إزالة الثلوج، وتحديث أنظمة الإنذار المبكر. كما أطلقت حملات توعية صحية لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والأطفال، من مضاعفات البرد القارس.
شتاء استثنائي يلوح في الأفق
شتاء 2025–2026 قد يحمل مفاجآت مناخية قاسية، مع احتمالية أن يكون الأبرد منذ أربعة عقود إذا انهارت الدوامة القطبية كما تشير بعض النماذج المناخية. وبينما تراقب وكالات الأرصاد الجوية تطورات الستراتوسفير، يبقى الاستعداد المبكر هو خط الدفاع الأول أمام تقلبات الطقس المتطرفة، خاصة في ظل تغيرات مناخية متسارعة تضرب أنماط الطقس التقليدية في العالم.
