اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٤ شباط ٢٠٢٥
في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ استضافت قاعة 'فكر وإبداع' ببلازا 1 ضمن محور 'كاتب وكتاب' ندوة لمناقشة كتاب 'رنين الصمت.. صماء أسمعت العالم' للدكتورة فادية عبد الجواد، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقد شارك في الندوة كل من الكاتب الصحفي أحمد عامر عبد الله، والدكتور أسامة حماد، وأدارها الدكتور إيهاب بديوي.
في بداية الندوة، رحب الدكتور إيهاب بديوي بالحضور ومشاركته في مناقشة كتاب 'رنين الصمت'، مشيدًا بأهمية الكتاب الذي يسلط الضوء على تجارب الحياة الإنسانية، ويعطي الأجيال الجديدة أملًا في المستقبل.
وأكد أن الكتاب يحمل رسائل قيمة تعكس قوة الإرادة والصمود، لا سيما في مواجهة التحديات الكبرى التي قد يواجهها الفرد، فالكتاب يتناول السيرة الذاتية للدكتورة فادية عبد الجواد، التي أصيبت بحمى شوكية في سن الـ11، مما أدخلها في غيبوبة استمرت لعدة أسابيع، لتستيقظ بعدها فاقدة للسمع. ورغم التحديات الجسيمة التي واجهتها، استطاعت أن تواصل مسيرتها التعليمية والطبية، وأن تحقق حلمها في أن تصبح طبيبة.
بدأت الدكتورة فادية عبد الجواد حديثها معبرة عن سعادتها لمناقشة تجربتها ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب، وأوضحت كيف كان والداها الداعم الأكبر في مسيرتها، حيث كان يشجعها منذ صغرها على القراءة والتفوق الدراسي، كما تحدثت عن تجربتها خلال فترة المرض، حيث كانت القراءة هي الوسيلة الوحيدة للترفيه والمعرفة، ووسيلة للتغلب على شعورها بالعزلة بعد فقدان السمع.
واستعرضت أيضًا مراحل التحديات التي مرّت بها بعد فقدان السمع، مؤكدة أنها لم تستسلم للظروف، بل كانت مصممة على النجاح واستكمال مسيرتها التعليمية حتى أصبحت طبيبة، وأوضحت أن إيمانها العميق بالله كان دافعًا أساسيًا لها لتتجاوز الصعوبات، مشيرة إلى أن الصمم كان بمثابة قيد، لكنها استطاعت التغلب عليه بفضل الله وإرادتها القوية.
وأعربت عن إيمانها العميق بأهمية قضية الصمم، فالمشكلة تؤثر على ملايين المصريين، مؤكدة أنها تولي هذه القضية أهمية خاصة بعد استعادة سمعها، وأنها أسست جمعية الصم وضعاف السمع وقامت بتولي إدارتها لعدة سنوات، كما قدمت مشروعًا بعنوان 'السمع حياة.. فلنحيا'، والذي يهدف إلى إيجاد حلول لمشكلة الصمم في مصر بحلول عام 2030، مطالبةً بتضافر جهود الدولة لتلبية احتياجات هذه الفئة من المجتمع.
ومن جهته، أكد الكاتب الصحفي أحمد عامر على أن ما لفت انتباهه في قصة الدكتورة فادية هو كيفية تعاملها مع تحدي فقدان السمع، حيث استكملت تعليمها في المدرسة العادية بدلًا من الانتقال إلى مدارس متخصصة للصم، وهو ما يعكس دعمًا هائلًا من أسرتها، ولا سيما والدها، الذي آمن بقدرتها على مواجهة هذه المحنة.
أما الدكتور أسامة حماد، فقد أشاد بإرادة الدكتورة فادية عبد الجواد وقوة شخصيتها، مشيرًا إلى أن مسيرتها تمثل نموذجًا يحتذى به في الصبر والتحدي، وأوضح أن الأسرة لعبت دورًا محوريًا في دعمها طوال هذه المرحلة الصعبة.