اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
في أعقاب الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، دخلت المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد الخطير، وسط مؤشرات على أن تل أبيب باتت تعتمد نهجًا مختلفًا في إدارة صراعها.
لجأت إسرائيل إلى استراتيجية الاغتيالات المباشرة للقيادات السياسية والعسكرية، في محاولة لإظهار قدرتها على الردع وتحقيق ما تصفه بـ”النصر المعنوي”.
هذه التطورات تضع الشرق الأوسط أمام مشهد أكثر تعقيدًا، بما يفتح الباب واسعًا أمام موجة جديدة من المواجهات، بما ينذر بوضع المنطقة على صفيح ساخن خلال الأيام القليلة المقبلة.
أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد فؤاد أنور في لـ صدى البلد، أن استهداف الإعلاميين والسياسيين في اليمن يمثل تطورًا خطيرًا من شأنه أن يفجر الأوضاع أكثر، مشيرًا إلى أن السياسي يمكن التفاوض معه، لكن عندما يجد نفسه هدفًا للاستهداف العسكري تصبح الأمور أكثر تعقيدًا.
وأوضح أن مثل هذه العمليات تمثل “انتصارات رخيصة”، إذ يمكن أن تنسب لإسرائيل بينما قد ينفذها طابور خامس أو جهات أخرى، لافتًا إلى أن هذا النهج قد يدفع الجماعات المسلحة إلى توسيع دائرة الاستهداف لتشمل مصالح غربية أيضًا.
وأشار أنور إلى أن سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل أثبتت فشلها عبر التاريخ، مستشهدًا بتجربة اغتيال الرئيس ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين، والتي لم تحقق لإسرائيل أهدافها، بل أدت إلى بروز قوى أكثر قوة مثل حزب الله الذي أجبر إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان وكبدها خسائر كبيرة.
وشدد على أن هذه الممارسات تهدد استقرار المنطقة بشكل مباشر، مضيفًا: “هذه الجرائم ليست فقط فاشلة، بل أيضًا تعكس إفلاسًا سياسيًا وإعادة تدوير لسياسات ثبت فشلها”.
وتابع: “74% من الداخل الإسرائيلي يطالبون بإتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي انتهكه نتنياهو، وأي خيار آخر لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل”.
واختتم أنور تصريحاته بالتأكيد، أن الأيام القادمة قد تشهد تبعات خطيرة ، سواء عبر انتقام مباشر من الأطراف المستهدفة أو عبر ظهور تشكيلات وتنظيمات جديدة، وربما عبر “ذئاب منفردة” يصعب رصدها والتصدي لها.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي كمال ريان، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات حوثية في صنعاء وأسفر عن مقتل رئيس الوزراء وعدد من الوزراء والمسؤولين؛ يمثل تصعيدًا نوعيًا جديدًا.
وأوضح أن تل أبيب انتقلت إلى تبني استراتيجية الاغتيالات؛ بعد فشل هجماتها السابقة على البنية التحتية والمواقع العسكرية في اليمن في تحقيق أهدافها.
وأوضح ريان أن إسرائيل تروج لهذا الهجوم باعتباره “انتصارًا” على الحوثيين، إلا أنه لا يعد انتصارًا عسكريًا حقيقيًا، باعتبار أن المستَهدفين مدنيون كانوا في اجتماع حكومي، وبالتالي فإن العملية لا تؤثر على القدرات العسكرية للحوثيين أو على استمرار دعمهم لغزة.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تنتهجها إسرائيل حاليًا على أكثر من جبهة، سواء في لبنان عبر استهداف قيادات حزب الله، أو في غزة ضد قادة حماس، معتبرًا أن الهدف منها “تحقيق مكاسب معنوية” وإظهار القدرة على الردع، لكنها لا تغير موازين القوى على الأرض.
وشدد ريان على أن التهديدات الحوثية بـ'ردّ ساحق” على إسرائيل؛ تنذر بمزيد من التصعيد، لافتًا إلى أن حجم الرد المتوقع من الحوثيين سيكون هو العامل الحاسم في تحديد مسار المواجهة في الأيام القادمة.
واختتم ريان تصريحاته، بالتأكيد أن المنطقة بأكملها تقف على صفيح ساخن؛ في ظل تزامن الهجمات الإسرائيلية في غزة ومحاولات التوغل هناك مع عملياتها ضد حزب الله في لبنان، والآن استهدافها للحوثيين، محذرًا من أن الأيام المقبلة ستشهد توترات غير مسبوقة قد تدفع المنطقة إلى مواجهة أوسع.