اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
سبط موقع 'سبيس دوت كوم' الضوء على الطائرات بدون طيار المستخدمة بكثافة في الصراع الأوكراني، إذ تُشكل تهديدًا وجوديًا جديدًا يواجه أوروبا كما يتجاوز القدرات التقليدية للدفاع الجوي.
ويأتي هذا الخطر على خلفية حوادث مقلقة شهدتها الدنمارك والمملكة المتحدة، حيث تسببت الطائرات المسيّرة بـاضطرابات كبيرة في مطارات كوبنهاجن، وألبورج، وبيلوند، مما يذكر بالتعطيل الواسع الذي حدث في مطار لندن جاتويك.
بالإضافة إلى الخطر المباشر على الملاحة المدنية واحتمال وقوع اصطدامات في الجو قد تؤدي إلى وفيات وإصابات بين المدنيين، هناك مخاوف متزايدة من أن تكون هذه الحوادث جزءًا من عمليات هجينة روسية أوسع، تهدف إلى نشر الخوف وتعطيل الدفاعات، وهو الأمر الذي نفته موسكو بشدة.
وقد تصاعدت هذه التوترات مؤخرًا بعدما أبلغت كل من بولندا ورومانيا وإستونيا عن انتهاكات روسية لمجالاتها الجوية بطائرات مسيّرة أو مقاتلات، مما دفع حلف الناتو إلى تعزيز جناحه الشرقي.
الاستجابة الاستراتيجية الأوروبية: 'جدار الدرونز' بحلول 2027
في خطوة تؤكد جدية التهديد، تسعى المفوضية الأوروبية لوضع خطة دفاعية طموحة. ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أعلنت كايًا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن نظامًا جديدًا لمكافحة الطائرات بدون طيار يجب أن يكون 'عمليًا بالكامل بنهاية عام 2027'.
وتأتي هذه الخطة ضمن 'خارطة طريق دفاعية' أوسع للاتحاد الأوروبي، هدفها 'تحقيق الجاهزية الدفاعية بحلول عام 2030' لـ'ردع العدوان الروسي، ومنع الحرب، والحفاظ على السلام'. وتؤكد كالاس أن 'الدفاعات ضد الطائرات بدون طيار لم تعد خيارًا لأي أحد'، مشددة على أن الخطر لن يزول حتى بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا.
وتشمل الخطة الأوروبية المقترحات التالية:
إنشاء 'جدار من الدرونز' متعدد الطبقات هدفه الرئيسي هو الكشف السريع عن الطائرات الروسية وتتبعها وتدميرها.
تعزيز الحدود الشرقية للاتحاد وبناء 'دروع جوية وفضائية'.
وتهدف المنظومة الأوروبية المزمع إنشاؤها إلى سد الفجوات الحرجة في القدرات الدفاعية الأوروبية، خاصة في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي ومنظومات المدفعية، من خلال التطوير والشراء المشترك.
وأشار أندريوس كوبيليوس، مفوض الدفاع الأوروبي، إلى أن الخطة لا تتطلب 'مئات المليارات' من اليورو، ولكنها تتطلب موافقة قمة قادة الدول الأعضاء. ويؤكد الاتحاد الأوروبي أن هذه المشاريع ستُنفذ بالتنسيق الوثيق مع حلف الناتو دون تكرار عمله.
الاستراتيجيات الدفاعية التقنية: الليزر والتشويش الفعال
ووفقًا لتحليلات الخبراء في موقع 'سبيس دوت كوم'، فإن الرد الأوروبي الفعّال يكمن في تطوير تقنيات قادرة على التفوق على الطائرات المسيّرة من الناحية الاقتصادية والتشغيلية، مع الأخذ في الاعتبار القيود القانونية في المجال الجوي المدني:
الأساليب الحركية (Kinetic) وتحديات السقوط: يُعد إسقاط الطائرات عبر المدافع الموجهة أو أسلحة الليزر خيارًا، إلا أنه يتطلب تشريعًا جديدًا لـ'إطلاق النار' في الأجواء المدنية. كما أن سقوط حطام الطائرة المدمرة قد يشكل خطرًا كبيرًا على البنية التحتية والمواطنين.
تقنيات التشويش (Jamming): تُفضل هذه التقنية لتعطيل الاتصال بين الطائرة والمُشغل، مما يؤدي لسقوطها ويسهل استعادتها لأغراض استخباراتية.
ورغم أن التشويش الحالي لا يمكن أن يستهدف طائرة واحدة فقط (مما قد يهدد الملاحة الجوية)، فإن الجيش البريطاني يعمل على تطوير تقنية تشويش موجهة بدقة أكبر.
أسلحة الليزر الموجهة: يجري تطوير تقنيات مستقبلية مثل نظام 'DragonFire' التابع للبحرية الملكية البريطانية، القادر على التدمير المادي للمسيرات بالليزر من مسافة ثلاثة أميال.
هل عثرت روسيا على سلاح سري لمواجهة الطائرات الأوكرانية بدون طيار؟
تضيف المسيّرات طبقة جديدة من التعقيد إلى العمليات القتالية البرية في أوكرانيا، حيث يراقب الجنود باستمرار السماء بحثًا عن صوت الطنين المخيف الذي يشير إلى طائرة معادية تبحث عن هدف.
ومع أن الإجراءات المضادة التقليدية والإلكترونية لا تكفي لمواجهة مئات الطائرات المسيّرة التي يستخدمها الطرفان يوميًا في مهام الاستطلاع والضربات، اضطرت القوات الروسية للجوء إلى طرق أقدم وأكثر تقليدية للتخفي، وفقًا لتحليل موقع 'ذا ناشيونال إنترست' الأمريكي..
التخفي بالطقس سلاح روسي قديم
يكمن 'السلاح السري' الروسي الجديد لمواجهة الطائرات المسيّرة الأوكرانية في الخداع التكتيكي القديم، وهو استخدام الظروف الجوية السيئة لحجب تحركات القوات.
وتُعد هذه الحيلة قديمة قدم الحروب، وهي فعالة جدًا في إخفاء التجمعات العسكرية، وهي جزء من التاريخ الروسي الناجح في استخدام الخداع 'ماسكيروفكا' لتحقيق الأهداف.
وقد لاحظ 'معهد دراسات الحرب' الأمريكي، في تقييم استخباراتي حديث، أن 'القوات الروسية تبدو وكأنها تُجري هجمات ميكانيكية أكبر حجمًا خلال ظروف الطقس الممطرة والضبابية، مما يُعقِّد عمليات الطائرات المسيّرة الأوكرانية'.
وتستخدم القوات الأوكرانية الطائرات المسيّرة بفعالية كبيرة لرصد وتوجيه الضربات ضد تجمعات المركبات والدبابات الروسية قبل شن الهجوم، لذا فإن تزامن الهجمات الميكانيكية الروسية الكبيرة مع هطول الأمطار الغزيرة والضباب يعمل كقناع طبيعي يحد من قدرة الاستطلاع الجوي على تحديد الأهداف بدقة.
العودة إلى المناورات المشتركة لكسر الدفاعات
بالإضافة إلى الاعتماد على الظروف الجوية المعاكسة للتخفي، تحاول القوات الروسية العودة مرة أخرى لتطبيق 'عمليات الأسلحة المشتركة'. وتهدف هذه العمليات إلى الجمع بين عناصر قتالية مختلفة – مثل المشاة، والمهندسين القتاليين، والمدفعية، والدروع، والطائرات المسيّرة – في ضربة واحدة قوية لاختراق دفاعات الخصم.
ويرجح 'معهد دراسات الحرب' أن القوات الروسية قد تعود إلى هذه التكتيكات في المناطق التي تواجه فيها المشاة صعوبة في التقدم، خاصة في محيط إقليم دونباس، حيث أن الهجمات الفردية للمشاة وحدها غير قادرة على اختراق المواقع المحصنة.
ومن خلال اللجوء إلى هجمات ميكانيكية محدودة ومناورات مشتركة، تسعى روسيا لزيادة فرص نجاحها، خصوصًا بعد أسابيع من الهجمات الفاشلة التي اعتمدت على المشاة فقط. ورغم محاولات الخداع وتحديث التكتيكات، تستمر القوات الروسية في تكبد خسائر فادحة مقابل تحقيق تقدم محدود على الأرض.
التكيف التكنولوجي والتكتيكي الروسي المتنوع
على الجانب الآخر من الصراع، أبدت روسيا تكيفًا سريعًا لمواجهة 'جيش الدرونز' الأوكراني. ومع أن روسيا لم تكشف صراحةً عن 'سلاح سري' جذري، فقد ظهرت محاولات تكتيكية وتقنية لقلب موازين القوى، لعل أبرزها ما يلي:
الأسلحة الكهرومغناطيسية الموجهة: أشارت بعض التحليلات إلى اختبار روسيا لأسلحة كهرومغناطيسية قادرة على شل الأجهزة الإلكترونية للطائرات بدون طيار.
درونز قاذفة اللهب: تم تداول لقطات تُظهر استخدام روسيا لطائرات بدون طيار تحمل قاذفات لهب مصممة لمواجهة الطائرات الأوكرانية المماثلة، خاصةً في المواجهات من المسافات القريبة.
التكيف التكنولوجي للطائرات الموجودة:
يكمن 'السر' الروسي في التكييف السريع لإنتاج طائرات محلية تحت اسم 'جيران'، بالإضافة إلى تعديل نماذج بمحرك توربيني لزيادة سرعتها وأقصى ارتفاع لها، مما يزيد من فعالية استراتيجية الإغراق التي تعتمد على الكمية.
ويرجح الخبراء أن أوروبا تستعد لحقبة جديدة تتطلب دفاعات جوية مخصصة للتهديدات غير المتماثلة، بجدول زمني واضح يستهدف الجاهزية الكاملة بحلول عام 2030، وربما يتمكن الاتحاد الأوروبي من تطوير درعه المضاد للطائرات بدون طيار بالسرعة الكافية لردع أي عدوان مستقبلي.