اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٨ نيسان ٢٠٢٥
في الوقت الذي يواصل فيه محمد صلاح كتابة التاريخ مع نادي ليفربول، سواء بتسجيل الأهداف أو صناعة المجد، تلوح في الأفق أزمة قد تعصف بأحلام النادي الإنجليزي في موسم 2025-2026. النجم المصري، الذي يعيش أحد أفضل مواسمه على الإطلاق، صلاح مهدد بالغياب لفترة طويلة عن فريقه بسبب ارتباطه الدولي مع منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية.
أزمة ليفربول وصلاح تأتي في توقيت حساس، وتضع ليفربول ومدربه الجديد أرني سلوت أمام اختبار مبكر وصعب، بينما تتداخل أيضًا مع أحلام صلاح الفردية في التتويج بجائزة الكرة الذهبية.
الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أقر تعديلًا مثيرًا للجدل على جدول بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة، التي ستقام في المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026، لتتزامن مع فترة الأعياد في إنجلترا، وهي واحدة من أكثر مراحل الموسم ازدحامًا بالمباريات.
هذا التعديل، الذي جاء بعد تأجيل البطولة لإفساح المجال لكأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، قد يحرم ليفربول من خدمات نجمه الأول محمد صلاح في ما يصل إلى 10 مباريات حاسمة، تشمل الدوري الإنجليزي الممتاز، دوري أبطال أوروبا، كأس الرابطة، وكأس الاتحاد الإنجليزي.
وفقًا لصحيفة 'ليفربول إيكو'، من المتوقع أن يغيب صلاح عن 6 مباريات في الدوري الممتاز خلال فترة إقامة البطولة، إلى جانب ربع نهائي كأس الرابطة، الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي، وربما مباراة الجولة السابعة من دوري أبطال أوروبا في حال تأهل مصر إلى النهائي.
مصر ستبدأ مشوارها بمواجهة زيمبابوي يوم 22 ديسمبر، تليها مباراة أمام جنوب أفريقيا في 'بوكسينج داي'، وتختتم دور المجموعات ضد أنغولا في 29 ديسمبر. وفي حال واصل الفراعنة طريقهم حتى النهائي، فلن يعود صلاح إلى صفوف ليفربول قبل 18 يناير 2026.
ورغم عدم صدور الجدول الرسمي لموسم 2025/2026 بعد، فإن التوقعات المستندة إلى المواعيد الحالية تشير إلى أن صلاح قد يغيب عن ثلاث إلى خمس جولات من الدوري، إلى جانب استحقاقات أخرى.
المدرب الجديد للفريق، أرني سلوت، سيجد نفسه في مأزق حقيقي مبكر. غياب صلاح، اللاعب الأكثر تأثيرًا في الفريق، سيجبره على إعادة ترتيب أوراقه الهجومية. خيارات مثل لويس دياز، هارفي إليوت، داروين نونيز ودييغو جوتا مطروحة، لكن مستقبل بعضهم غير مضمون مع تزايد الحديث عن احتمالات رحيلهم في الصيف المقبل.
وقد يدفع ذلك إدارة ليفربول إلى دخول سوق الانتقالات بقوة، بحثًا عن جناح هجومي يمكنه سد الفراغ الذي سيتركه صلاح، حتى وإن كان ذلك مؤقتًا.
الغريب في المشهد أن محمد صلاح يقدم حاليًا موسمًا استثنائيًا بكل المقاييس. في 46 مباراة، سجل 32 هدفًا وصنع 23 تمريرة حاسمة. يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بـ27 هدفًا، متفوقًا على النرويجي إيرلينغ هالاند بفارق 6 أهداف. كما اقتحم قائمة أساطير البريميرليغ، بعد أن عادل رقم سيرجيو أغويرو كخامس أفضل هداف في تاريخ الدوري، برصيد 184 هدفًا، ويشاركه لقب الهداف التاريخي للأجانب.
وفيما يقترب من لقبه الثاني في الدوري الإنجليزي، يقود صلاح ليفربول لصدارة جدول الترتيب برصيد 76 نقطة، بفارق 13 نقطة عن أرسنال قبل 6 جولات من الختام. هذا التألق الجماعي والفردي جعله أحد أبرز المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية 2025.
رغم خروج ليفربول من دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 على يد باريس سان جيرمان، لا تزال فرص صلاح قائمة في سباق الكرة الذهبية. خروجه المفاجئ قلّل من حظوظه قليلاً، ليحتل المركز الرابع في ترتيب المرشحين وفق موقع 'givemesport'، خلف كيليان مبابي، البرازيلي رافينيا، وفينيسيوس جونيور.
لكن المفاجآت الأوروبية جاءت في صالحه. ريال مدريد، بقيادة مبابي وفينيسيوس، خرج من ربع النهائي على يد أرسنال، بنتيجة إجمالية 1-5. بايرن ميونخ، فريق هاري كين، غادر البطولة أيضًا بعد هزيمته أمام إنتر ميلان بمجموع 3-4. هذه الخسائر الكبرى حرّكت المياه الراكدة، وقد تفتح الباب أمام صلاح ليعود بقوة إلى الواجهة في سباق الجائزة الأهم فرديًا.
ما بين الغياب المنتظر عن أهم فترات الموسم، والتألق غير المسبوق على المستطيل الأخضر، يعيش محمد صلاح عامًا استثنائيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. قد يحقق الدوري الإنجليزي مجددًا، وقد يفوز بالكرة الذهبية، لكنه أيضًا قد يترك فراغًا كبيرًا في صفوف ليفربول في وقت حساس.