هل يستمر «سعر الذهب» في التراجع خلال الفترة القادمة؟ خبراء يجيبون

تسيطر حالة من الاضطرابات على سوق المعدن الأصفر فى مصر منذ بداية عام 2023 بين ارتفاعات جنونية غير مبررة تارة وبين هبوط صادم للسعر تارة أخرى، بدون أسباب تستند إلى منطق اقتصادى واضح يفسر الحالة الفوضوية التى تنعكس على أسعار الذهب داخل الأسواق.

تشهد حالياً الأسعار انخفاضاَ ملحوظاً، حيث سجل الجرام الواحد من عيار 21 حوالى 2200 بعد أن كاد أن يصل سعر الجرام الواحد قرابة الثلاثة آلاف في أبريل ومايو الماضيين من العام الحالي، بالإضافة إلى الانخفاضات التى طالت مختلف الأعيرة ومنها عيار 18 الذى كاد أن يقارب مبلغ الـ 1900 جنيه فى الوقت الحالي.

يذكر أن أسعار الذهب غير مستقرة بطبيعة المتغير التجاري، حسب قوة الرغبة الشرائية مما يؤثر فى حالة الأسعار بالنسبة للمعدن الأصفر، ولكن من غير المعقول ما هو قائم من تذبذبات مستمرة في سوق الذهب في مصر بشكل يومي، فما السبب؟

يجيب خبراء الذهب والاقتصاد على حالة الاضطرابات الشديدة التى تضرب أسواق الذهب بشكل مستمر حتى في ظل وجود أجواء اقتصادية مستقرة بشكل ما.

أشار سعيد إمبابى، الخبير بأسواق الذهب ورئيس منصة آى صاغة، فى تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، إلى أن أسعار الذهب من المرجح بشكل كبير أن تستمر فى حالة الهبوط المفاجئ القائم كنتيجة طبيعية لارتباط أسواق الذهب فى مصر بالأسعار العالمية للمعدن الأصفر والتى تشهد اتخفاضاً فى الأسعار فى الوقت الحالى، مع الآخذ بالاعتبار حجم المعروض والمطلوب الذى يشكل نسبة 50% من اتفاعل على الذهب بشكل عام.

وتوقع إمبابى أن تشهد أسعار الذهب الفترة القادمة استقراراً فى الأسعار بعد ما شهدته من انخفاض لافتاً إلى استبعاد عودة أسعار الذهب إلى الارتفاعات السابقة مرة أخرى بهذا الشكل الجنونى وخصوصاً بعد تداول أخبار تفيد بإقرار المعدن الأصفر داخل منظومة البورصة السلعية، مما يعنى تحجيم التلاعب السعرى فى أسعار الذهب من قبل تجار الخام.

وفى ذات السياق، يقول الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن هناك عوامل تحكمت في معدل الهبوط المفاجئ الذى شهدته أسعار الذهب الأيام الماضية، مشيراً إلى ان أسواق الذهب تنتهج سياسة التسعير العشوائي بدون رقابة حقيقية من أصحاب القرار وهو ما تفتقده أسواق الذهب فى مصر، فلابد من تقنين دور تجار الذهب تحت عملية تبادل البيع والشراء فقط وإرجاء حالة التسعير لأصحاب القرار وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بتسعير سلعة استراتيجية تؤثر فى أجواء الاقتصاد المحلي والدولي.

ولخص خضر تلك العوامل التى حدت من الاستمرار فى ارتفاع أسعار الذهب الجنونى الفترة الماضية ورجوع الذهب إلى مستقره الطبيعى إلى:

أولاً: ثبات سعر الصرف وهو ما يشكل عاملاً رئيسياً فى حدوث اتخفاضات لأسعار الذهب الفترة الماضية.

ثانياً: انخفاض حالة الطلب والتى كانت نتيجة مخاوف شديدة من تذبذب أسعار الذهب.

ثالثاً: صدور قرارات بالسماح للقادمين من الخارج بحمل ما لا يزيد عن 150 جرام من الذهب وبدون تطبيقات جمركية مما سهل ضخ السوق المصرى بكميات كبيرة من الذهب بطرق غير مباشرة، ونتيجة لذلك حدوث توازن فى حالة الأسعار.

رابعاً: مما لاشك فيه أن زيادة قيمة ضريبة الدمغة على المعدن الأصفر كان لها دور في التخلي ولو بشكل مؤقت على شراء الذهب من قبل المستهلكين وهو ما أثر في الحالة السعرية للذهب مع تزايد المعروض وقلة الطلب التى أحدثت هوة في الأسعار.