مبادرة «ازرع سطح بيتك».. «أنس» يحلم بوطن أخضر ويُعلم الزراعة للأطفال

المهندس أنس

رغبة منه في تطبيق ما درسه بكلية الزراعة جامعة الأزهر، ومواكبة ما تسعى إليه الدولة نحو وطن أخضر، أسس المهندس العشريني أنس الجنيدي مبادرة ازرع سطح بيتك، ليوعي من خلالها المواطنين بفوائد زراعة الأسطح على البيئة وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات والفواكه.

أسس المهندس الزراعي مبادرته منذ نحو عام بإنشاء صفحة على «فيسبوك» يقدم من خلالها شرحا وافيا عن كيفية إعداد سطح المنزل للزراعة، وأنواع الفواكه والخضروات التي يمكن زراعتها بسهولة: «قدمت أنا وأصدقائي المهندسين مقالات ولايفات كتير بهدف نشر الفكرة وفوائدها، فضلًا عن استقباله للاستشارات في مجال الزراعة بالمجان» كما روى لـ «الوطن».

الاستمتاع بهواء نقي والحصول على منتجات زراعية آمنة من أهم الفوائد التي حرص الجنيدي على توضيحها لمتابعيه، فضًلا عن ارتباط فكرة زراعة الأسطح بخفض درجات الحرارة على المدى البعيد: «الفكرة متوافقة مع ما تسعى إليه الدولة في قمة المناخ»، حسب تعبيره، بما حمسه على نشرها في عدة أماكن بخلاف المنازل، من خلال نزوله المدارس ودور الأيتام وقيامه بزراعة منتجات متنوعة كالنعناع والجرجير والبقدونس بمساعدة الأطفال: «بقا عندي هدف جديد وهو إني أوعي الأطفال بفوائد الزراعة من صغرهم وتأثيرها على حياة الفرد».

تنظيف السطح من الكراكيب التي تصبح موطنًا للحشرات والقوارض هي أولى خطوات زراعة الأسطح كما أوضح أنس، ثم تأتي عملية تجهيز التربة التي يمكن الحصول عليها من المشاتل الزراعية: «التربة خليط من الكومبست والرمل أو بيتموس والرمل»، وتأتي الخطوة الأخيرة في زراعة المحاصيل الورقية داخل الأكياس الزراعية أو الأصيص، حيث يتم نثر البذور وتغطيتها بطبقة من التربة وتعريضها للشمس اللازمة لنمو المحصول: «وبالنسبة لزراعة الفواكه بتيجي في شتلات من المشتل وبيتم رصها في التربة وريها»، وتتم زراعة بعض المحاصيل في أوقات محددة في العام، ويختلف السماد من نوع لآخر، وفقًا لحديثه.

يحتاج كل فرد منا لحوالي متر ونصف مساحة خضراء حتى يستمتع بهواء نقي، كما قال أنس، ولذلك يسعى إلى وصول مبادرته إلى أكبر عدد ممكن من المصريين، إذ نجح خلال عام واحد في استجابة الكثير من الأسر المصرية: «استقبلت استشارات كتير فيما يخص زراعة الخضروات وخاصة الخيار والبقدونس، والجرجير والفجل والطماطم»، كما تساءل آخرون عن زراعة الموالح كالبرتقال واليوسفي والليمون، فضلًا عن زراعة الفواكه كالعنب والمانجو: «الناس بقت بتفرح لما تأكل محصول مزروع بإيديهم ومضمون.. وكمان حصلنا على مظهر حضاري مريح للأعصاب».

«بـ 5 آلاف جنيه فقط يمكنك زراعة 50 متر تشمل الخضروات والفواكه» وفقًا لأنس، موضحًا أن هناك بعض المشكلات التي تساءل عنها متابعوه فيما يخص التأثير السلبي لأحمال التربة وطرق الري على سطح المنزل: «عملنا دراسات كتير مع مهندسين مدنيين على مدار سنتين لحد ما قدرنا نوفر تربة خفيفة متسببش أي مشكلات»، وفيما يخص الري، فيتم عمل طبقات عازلة على سطح المنزل واتباع طريقة الري بالتنقيط، لتصبح الزراعة آمنة بنسبة 100%.

يهدف أنس إلى توسيع فكرته من مجرد مبادرة لزراعة أسطح المنازل، لزراعة أي مكان صالح لاستقبال البذور وتصله أشعة الشمس، كزراعة المستشفيات والمدن الجامعية على سبيل المثال، وذلك بهدف توفير الطعام الصحي للمرضى والطلاب، بخلاف تحقيق الهدف الأسمى في الحفاظ على البيئة والحصول على الهواء النقي: «هنوفر فلوس كتير وهنضمن غذاء آمن».