"ليس لدينا مياه نظيفة": اليونيسيف تحذر من تفشي شلل الأطفال في غزة

أصدرت الأمم المتحدة تحذيرًا جديدًا بشأن حالة الطوارئ الصحية التي يواجهها المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة ودعت إلى إطلاق حملة على نحو عاجل لتطعيم جماعي ضد شلل الأطفال وفي الأسبوع الماضي، أمرت إسرائيل بإخلاء جماعي آخر في مناطق واسعة حول مدينة خان يونس في جنوب غزة.

ووسط نقص المياه النظيفة الذي يؤثر بالفعل على السكان في وسط غزة، أصدرت اليونيسيف بيانًا تحذر فيه من التأثيرات الصحية المحتملة لمياه الصرف الصحي غير المعالجة التي تُركت لتشكل بركًا كبيرة في الشارع وقال المتحدث باسم اليونيسيف سليم عويس من دير البلح في وسط غزة: 'مع نقص المياه النظيفة، وتدمير نظام الصرف الصحي، وأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي، لا يزال الأطفال والأسر يعانون، وخاصة الآن مع أمراض مثل الإسهال، وأمراض الجلد، ومؤخرًا شلل الأطفال الذي تم اكتشافه في مياه الصرف الصحي.'

ونقل موقع ياهو، المملكة المتحدة، عن سيدة من السكان المحليين قولها لمندوب صندوق الأمم المتحدة للطفولة إنه لا يوجد ما يكفي من المياه النظيفة أو الغذاء لإعالة أسرتها وأضافت: “الوضع هنا مروع؛ هذه ليست حياة طبيعية” ولفتت سيدة أخرى إلى أن الشكوى الجماعية الآن هي “ليس لدينا مياه نظيفة، ولا طعام كافٍ، ولا مياه شرب مناسبة كما لا يمكننا حتى النوم بشكل صحيح مثل الناس العاديين”.

ظروف صحية مروّعة وتهديد لحياة الأطفال

تحاول منظمة اليونيسف على الأرض توفير المياه النظيفة، ولكن تلك الجهود ليست كافية وهناك حاجة إلى المزيد من المساعدات وهناك حاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار، وقالت مراسلة رويترز إن ما تشاهده في غزة “ليست حياة، كما ترون بأم أعينكم والسكان منهكون للغاية”، وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 75000 شخص قد نزحوا بسبب أوامر الإخلاء الأخيرة التي أصدرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تزعم وجود أنشطة إرهابية تسوّغ لحكومة بنيامين نتنياهو الاستمرار في عدوانها في المناطق التي تم تحديدها سابقًا على أنها 'مناطق إنسانية'.

قالت لويز واتريدج، مسؤولة الاتصالات في الأونروا: “كان هناك رجل مسن يحاول يائسًا دفع دراجة التنقل الخاص به، والذي ظل عالقًا في الرمال لساعات وكان لديه عدد قليل جدًا من المتعلقات على الدراجة”، مضيفة: “إنه كان يدفع دراجته عبر هذا الطريق الرملي الرهيب وكان بعض الشباب يأتون لمساعدته في حفره من الرمال لمواصلة دفعه” ونوهت إلى أنه كان من السهل رؤية الإرهاق والنضال الذي كان يمر به، فسكان غزة فقدوا كل شيء، وأضافت في تصريحاتها أن الأطفال يحملون عبوات المياه الفارغة لأن هذه واحدة من أغلى الأشياء، فالآن أي شيء يمكنك وضع الماء فيه، هو أحد أغلى الأشياء لديك ويحمل السكان المراتب، وعلب المياه الفارغة، ولا شيء غير ذلك، لأنهم لا يستطيعون حقًا حمل سوى ما يستطيعون، بأيديهم'.

كما اعترفت منظمة الصحة العالمية بأن حملة تطعيم ضد شلل الأطفال قد تكون ضرورية في غزة، لكنها أضافت أنه سيكون من الصعب إطلاقها بسبب المشاكل المتعلقة بإدخال الإمدادات الإنسانية والعمال إلى المنطقة وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أنه أرسل حوالي 300 ألف لقاح لتوزيعها على الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر، وزعم بدء التطعيم الشهر الماضي.