اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
تستمر الحرب في قطاع غزة وسط معاناة إنسانية غير مسبوقة، بينما تفتح إسرائيل جبهة جديدة ضد إيران، مما يعكس تصعيدًا إقليميًا خطيرًا.
ووفقًا لتحليل نشرته صحيفة 'الجارديان'، فإن الغارات الإسرائيلية على إيران خففت الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، وبالتالي توقفت شحنات الغذاء وتوقف توزيعها في القطاع، وتأجلت قمة فرنسية - سعودية كانت تهدف إلى تعزيز الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، ويرى الخبراء في شؤون الشرق الأوسط هذا التحول في التركيز العالمي بمثابة منح إسرائيل هامشًا لتجنب المساءلة عن استمرار المجاعة ومقتل المدنيين في غزة، بينما يُفاقم من عزلة القطاع.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الغارات على إيران، التي أعلنتها إسرائيل كأولوية عسكرية، أدت إلى تشتيت الانتباه الدولي عن الأوضاع الكارثية في غزة.
ففي الوقت الذي يتركز فيه اهتمام العالم على الصراع الإسرائيلي-الإيراني، يواجه سكان غزة انقطاعًا طويلًا للاتصالات بسبب أضرار في كابلات الألياف الضوئية، مما عزلهم عن أوامر الإخلاء أو إعلانات المساعدات.
ونقلت الجارديان عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السلطات الإسرائيلية رفضت أكثر من 20 طلبًا لإصلاح هذه الكابلات منذ أبريل، مما زاد من معاناة السكان. كما أدى توقف توزيع الغذاء من قبل صندوق غزة الإنساني، المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى مقتل 15 فلسطينيًا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الطعام.
على الصعيد الدبلوماسي، أدت الغارات إلى تبديد الزخم الدولي لمعالجة الأزمة في غزة. فقد أُجِّلت مبادرات مثل القمة الفرنسية-السعودية، التي كانت تُثير قلق إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، خوفًا من الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين.
كما أُرجئ مراجعة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان في اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، والتي كانت قد تُشكل ضغطًا اقتصاديًا كبيرًا. وفي هذا السياق، يشير التحليل إلى أن إسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، تستغل الصراع مع إيران لتحييد التهديدات الدبلوماسية والاقتصادية، بينما تستمر عملياتها العسكرية في غزة 'بقوة شديدة'، كما أكد متحدث عسكري إسرائيلي.
وتفاقم الأزمة في غزة مع استمرار الحصار وتدهور الأوضاع الإنسانية. فقد حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة، بينما أفادت التقارير بمقتل العشرات من الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
ونقلت الصحيفة عن أحد الصحفيين العاملين في القطاع المنكوب، عبر منصة إكس، قوله: 'المجاعة تتفاقم، الحصار يشتد، والموتى في كل مكان'، مشيرًا إلى عزلة غزة التامة عن العالم. هذا الواقع المأساوي يعكس كيف أن التصعيد ضد إيران، رغم تحقيقه أهدافًا استراتيجية لإسرائيل، يُطيل أمد المعاناة في غزة ويُعيق أي تقدم نحو حل إنساني.
وتفضح الغارات الإسرائيلية على إيران كيف يمكن للتصعيد الإقليمي أن يُلهي العالم عن كارثة إنسانية مستمرة. بينما تُركز إسرائيل على مواجهة إيران، يبقى سكان غزة محاصرين بين المجاعة والحرب، دون أمل واضح في تخفيف معاناتهم. يتطلب الأمر ضغطًا دوليًا متجددًا لإعادة غزة إلى صدارة الأولويات، مع ضمان فتح ممرات إنسانية مستدامة ووقف العمليات العسكرية التي تُهدد حياة المدنيين.