اخبار مصر
موقع كل يوم -خط أحمر
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
في مشهد يأسر عقول محبي الفلك ويربط الأرض بالسماء، تتجدد الظواهر الفلكية لتمنحنا فرصة نادرة للتأمل في أسرار الكون.. تشهد سماء جمهورة مصر العربية خلال الأيام المقبلة سلسلة من الظواهر الفلكية المميزة، من انقلاب صيفي إلى زخات شهب مبهرة واقترانات كوكبية نادرة. وتُعد هذه الظواهر فرصة ذهبية لعشاق الفلك، والباحثين، وكل من ينشد لحظة دهشة وسط صخب الحياة اليومية. في هذا التقرير، نستعرض أبرز هذه الظواهر، توقيت حدوثها، وأفضل الطرق لمشاهدتها، إضافة إلى رأي الخبراء حول أهميتها العلمية والجمالية.
وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أنه لا توجدعلاقة بين حركة الاجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك في شيئ بل من التنجيم .. والتنجيم من الأمور الزائفة المتعلقة بالعرافة والغيبيات مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح الكوتشينة وخلافه .. ودائما نناشد بتجريم وتحريم التنجيم ، لأنه لو كان علما لكنا نحن الفلكيين أٓولى الناس بدراسته !
وأشار أيضا إلى أن الظواهر الليلية ليس لها أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض ، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على العين لأن النظر إلي الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا ..
القمر وقلب الأسد
بعد غروب الشمس اليوم الاثنين مباشرة ودخول الليل، يترائى القمر مقترنا مع النجم ريجولس Regulus أو قلب الأسد ، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة في سماء الليل عموما .. تبلغ كتلته 3.5 مرة مثل كتلة الشمس ويبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية .. يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء إلى أن يبدأ المشهد في الغروب بعد منتصف الليل بنصف ساعة تقريبا ..
التربيع الأول
يترائى القمر في طور التربيع الأول غدا الثلاثاء ، حيث يتواجد في منتصف السماء وقت غروب الشمس ويضيئ نصف قرصه فقط بنسبة لمعانه 50% .. علما بأن الجزء المضئ من القمر في حالة التربيع الأول يشير دائما إلى اتجاه الغرب وهو إتجاه الشمس (حتى لو كانت الشمس تحت الأفق) .. ومن ثم يتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب عند منتصف الليل تقريبا ..
القمر في الأوج
يكون القمر في يوم 7 يونيو، في منطقة الأوج في مداره حول الأرض وهي المنطقة البعيدة نسبيا عن الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 405,600 كم .. علما بأن منطقة الأوج تتغير من شهر لأخر.
وعلى كل حال فأن ظاهرة المد والجزر تقل شدتها قليلا أثناء وجود القمر في منطقة الأوج ، كما يقل حجم قرص القمر قليلا إذا إكتمل بدرا وهو في الأوج ..
القمر وقلب العقرب
بعد غروب الشمس ودخول الليل في يوم 11 يونيو، يترائى القمر مقترنا مع النجم العملاق Antares (قلب العقرب) في السماء الشرقية ، وهو ألمع نجم في برج العقرب يتميز بلونه الأحمر وتفوق كتلته كتلة الشمس بـ 10 أضعاف ، ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض .. يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة طوال الليل إلى أن يغرب المشهد صباح اليوم التالي مع ظهور الشفق الصباحي ..
اكتمال القمر (بدر ذو الحجة)
يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في يوم 11 يونيو، حيث يكون القمر في حالة تقابل مع الشمس ، فيشرق عند غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي ، وتكون نسبة لمعانه 100% .. وحيث أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر ، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 9 إلى 13 يونيو .. يُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية بقمر الفراولة حيث يتزامن ظهوره مع موسم حصاد الفراولة في هذا الوقت من العام ، كما يُعرف أيضا بالقمر الوردي وقمر العسل .. هذا مع العلم بأن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة ..
المريخ وقلب الأسد
بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل يوم 17 يونيو، يترائى كوكب المريخ (الكوكب الأحمر ، وإله الحرب في الأساطير الرومانية) مقترنا مع النجم ريجولس Regulus أو قلب الأسد ، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة في سماء الليل عموما .. تبلغ كتلته 3.5 مرة مثل كتلة الشمس ويبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية .. من الجدير بالذكر أنه يمكن ملاحظة هذا الاقتران منذ بدايته وحتى نهايته في الفترة من 10 إلى 25 يونيو ..
الانقلاب الصيفي
في يوم 21 من الشهر الحالي.. يحدث «الانقلاب الصيفي» في هذا الوقت من العام ، حيث يميل النصف الشمالي من الكرة الأرضية نحو الشمس بــ 23.5 درجة ، وهي أقصى درجة ميل حيث تكون الأرض قد وصلت إلى ذروة مسافتها بُعدا عن الشمس في النصف الاول من المدار .
وعند هذه النقطة ينقلب مسار حركة الأرض إلى النصف الثاني من المدار (وهذا هو سبب تسميتها بنقطة الانقلاب) .. فتكون أشعة الشمس عمودية على مدار السرطان عند خط عرض 23.5 درجة شمالا .
ويعتبر هذا اليوم هو ذروة فصل الصيف فلكيا في نصف الكرة الشمالي ، حيث يبلغ النهار ذروته فيكون أطول نهار في السنة (حوالي 14 ساعة).
كما يبلغ إرتفاع الشمس ذروته فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ، ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أقصر ما يمكن .. وعندما نقول ذروة فصل الصيف فهذا لا يعنى أبدا أنه أحر يوم في السنة .. لأن سخونة الجو وبرودته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وكلها أمور تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية ، أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في المدار ..
القمر والثريا
يشرق القمر في الـ 3:40 صباحا تقريبا في يوم 23، مقترنا مع الحشد النجمي بلايدس Pleiades (الثريا أو الأخوات السبع) في برج الثور ، حيث نراهما متجاوران في السماء إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس .. علما بأن الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية ، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض .. يتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة ، ولذلك سُمى بالأخوات السبع ..
القمر في الحضيض !
يكون القمر في هذا اليوم.. وهو يوم 23 يونيو، في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 363,200 كم .. علما بأن منطقة الحضيض تتغير من شهر لأخر ولا يُعتبر القمر سوبر أو عملاقا إلا إذا كانت مسافته من الأرض أثناء الحضيض أقل من 360,000 كم .. وعلى كل حال فأن ظاهرة المد والجزر تزيد شدتها قليلا أثناء وجود القمر في منطقة الحضيض ، كما يزيد حجم قرص القمر قليلا إذا إكتمل بدرا وهو في الحضيض ..
القمر الجديد (محاق شهر محرم)
عندما يقترن أي جرم سماوي مع الشمس لا يمكن رؤيته أبدا بسبب قوة إضاءة الشمس ، ولذلك لا يمكننا رؤية القمر أثناء اقترانه مع الشمس حيث يشرق ويغرب معها فلا يترائى لنا أبدا !.
وعلى هذا الأساس لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل من يوم 25 يونيو، إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد .. فعند خروج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد ، علما بأن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء بعد غروب الشمس مباشرة أثناء الشفق المسائي .
كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء .. وتعتبر أيام المحاق هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة بالنسبة للفلكيين لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة ، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة ..
القمر وعطارد وخلية النحل
بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل في يوم 27 يونيو، يترائى القمر مقترنا مع كل من كوكب عطارد (أقرب الكواكب إلى الشمس ومرسال الآلهة في الأساطير الرومانية) والحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان ..
يُشاهد القمر وعطارد بالعين المجردة السليمة ولكن لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة ، لذلك ننصح بإستخدام تلسكوب صغير .. علما بأن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة ..
وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها جاليليو لأول مرة باستخدام تلسكوبه عام 1609 حيث تمكن من رؤية 40 نجما فقط .. يبدأ غروب هذا المشهد في الـ 9:30 مساءا تقريبا ..
القمر والمريخ وقلب الأسد
بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل في يوم 29 يونيو، يترائى القمر مقترنا مع كل من كوكب المريخ (الكوكب الأحمر وإله الحرب في الأساطير الرومانية) والنجم ريجولس Regulus أو قلب الأسد ، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة في سماء الليل عموما .. تبلغ كتلته 3.5 مرة مثل كتلة الشمس ويبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية .. يمكن رؤية هذا الاقتران الثلاثي بالعين المجردة السليمة في السماء إلى أن يبدأ المشهد في الغروب بغضون الساعة الـ 11:10 مساءا تقريبا .