اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٥ كانون الأول ٢٠٢٥
تشهد مصر في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من شركات التعدين العالمية، وعلى رأسها الشركات الأسترالية، التي ترى في الثروات المعدنية المصرية فرصة استراتيجية لتعزيز حضورها في المنطقة. فالموارد الطبيعية المصرية، من الذهب إلى الفوسفات، باتت محط أنظار المستثمرين الباحثين عن أسواق جديدة وسط تقلبات أسعار السلع العالمية.
دعم الاقتصاد المحلي
من جانبها، تسعى الحكومة إلى تحويل هذا الاهتمام إلى استثمارات مباشرة تساهم في دعم الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل، وتعزيز موقعها كمركز إقليمي للمعادن.
وفقًا إنفستنح نيوز نتورك الكندية-الأميركية، فإن مصر تعمل على تسويق إمكاناتها المعدنية بشكل أكثر انفتاحًا، مع التركيز على جذب شركات ذات خبرة طويلة في الاستكشاف والإنتاج.
الذهب والفضة في قلب الاهتمام
يتركز الاهتمام الأسترالي بشكل خاص على الذهب والفضة، وهما موردان ارتبطا تاريخيًا بمصر منذ العصور الفرعونية، لكنهما لم يستغلا بشكل كافٍ في العصر الحديث.
تقارير اقتصادية حديثة تشير إلى أن مصر يمكن أن تصبح لاعبًا مهمًا في سلسلة توريد المعادن النفيسة عالميًا، خصوصًا مع تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطراب الاقتصادي.
وفقًا أور بلس الأسترالي، فإن الشركات الأسترالية ترى في الصحراء الشرقية والغربية مناطق واعدة لمشروعات استكشاف جديدة، حيث لا تزال مساحات واسعة غير مستكشفة بشكل كامل، ما يمنحها فرصًا كبيرة لتحقيق اكتشافات تجارية ضخمة.
وضعت الحكومة المصرية هدفًا استراتيجيًا يتمثل في رفع مساهمة قطاع التعدين إلى ما بين خمسة وستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام ٢٠٣٠.
هذا التحول يعني أن التعدين لن يكون مجرد نشاط ثانوي، بل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني. إذا تحقق هذا الهدف، فإن مصر ستدخل نادي الدول التي تعتمد على التعدين كأحد أعمدة النمو، مثل أستراليا وكندا.
وفقًا إنفستنح نيوز نتورك الكندية-الأميركية، فإن هذه الخطط تتزامن مع جهود مصر لتطوير البنية التحتية الداعمة، بما في ذلك الطرق والموانئ وخطوط السكك الحديدية، لتسهيل نقل المعادن وتصديرها إلى الأسواق العالمية.
الاهتمام الأسترالي لا ينفصل عن السياق الجيوسياسي. فشركات التعدين الأسترالية تبحث عن أسواق جديدة خارج آسيا وأفريقيا الجنوبية، ومصر تمثل موقعًا استراتيجيًا يجمع بين القرب من أوروبا، العمق الإفريقي، والممرات البحرية العالمية مثل قناة السويس. هذا الموقع يمنح الشركات ميزة لوجستية في تصدير المعادن إلى أسواق متعددة.
وفقًا أور بلس الأسترالي، فإن مصر تستفيد من هذا الاهتمام لتعزيز مكانتها كجسر اقتصادي بين الشرق والغرب، وهو ما يضيف بعدًا سياسيًا إلى النشاط الاقتصادي.
قناة السويس واللوجستيات
لا يمكن فصل قطاع التعدين عن البنية التحتية والقدرة على التصدير. فمصر تراهن على قناة السويس كأحد أهم الممرات البحرية العالمية، حيث تمر عبرها نسبة كبيرة من التجارة الدولية.
وفقًا لموقع جيه كابتن الأميركي المتخصص في النقل البحري، فإن عودة خدمة تحالف المحيط الثاني إلى قناة السويس عبر خط النقل بين أوروبا وآسيا تعزز قدرة مصر على تصدير المعادن والموارد الطبيعية بكفاءة أكبر، ما يمنح المستثمرين الأستراليين ميزة لوجستية واضحة، ويجعل من مصر مركزًا رئيسيًا في سلاسل التوريد العالمية.
رغم الفرص الكبيرة، هناك تحديات لا يمكن تجاهلها. البنية التحتية تحتاج إلى مزيد من الاستثمارات في الطرق، السكك الحديدية، والموانئ لتسهيل نقل المعادن.
الإطار التشريعي، رغم الإصلاحات الأخيرة، يحتاج إلى استمرارية ووضوح لضمان ثقة المستثمرين. المنافسة الإقليمية أيضًا تشكل تحديًا، إذ بدأت دول مثل السعودية والمغرب في جذب شركات التعدين العالمية، ما يفرض على مصر تقديم عروض أكثر تنافسية.
وفقًا لصحيفة إنفستنح نيوز نتورك الكندية-الأمريكية، فإن المستثمرين الأستراليين يراقبون هذه التطورات بعناية قبل اتخاذ قرارات نهائية بشأن الدخول في مشروعات طويلة الأمد.
أكد عدد من المستثمرين الأستراليين أن الفرص في مصر 'كبيرة للغاية'، خصوصًا في الصحراء الشرقية والغربية، حيث لا تزال مناطق واسعة غير مستكشفة.
وفقًا أور بلس الأسترالي، فإن التعاون بين القاهرة وكانبرا يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة ليس فقط في التعدين، بل أيضًا في التكنولوجيا والخدمات المرتبطة به، بما في ذلك تقنيات الاستكشاف الحديثة وأنظمة السلامة البيئية.
هذه التصريحات تعكس ثقة متزايدة في قدرة مصر على أن تصبح مركزًا إقليميًا للتعدين.
انعكاسات على المجتمع المحلي
من المتوقع أن يخلق قطاع التعدين فرص عمل جديدة، خصوصًا في المناطق النائية التي تعاني من نقص التنمية.
كما أن دخول شركات أسترالية بخبرات متقدمة قد يسهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى الكوادر المصرية، ما يعزز القدرات المحلية على المدى الطويل.
وفقًا لصحيفة إنفستنح نيوز نتورك، فإن الحكومة المصرية تراهن على أن هذه الاستثمارات ستساهم في تحسين مستويات المعيشة في المجتمعات المحلية، وتوفير بنية تحتية جديدة تخدم السكان إلى جانب خدمة القطاع الصناعي.
البعد البيئي
لكن لا بد من الإشارة إلى أن التعدين نشاط يحمل مخاطر بيئية. لذلك، فإن نجاح التجربة المصرية-الأسترالية سيعتمد على مدى الالتزام بمعايير الاستدامة، واستخدام تقنيات حديثة تقلل من الأثر السلبي على البيئة.
وفقًا لشبكة أور بلس الأسترالية المتخصصة في مراقبة أسواق السلع، فإن الشركات الأسترالية تمتلك خبرة في تطبيق معايير بيئية صارمة، وهو ما يمكن أن يشكل إضافة مهمة للتجربة المصرية، ويمنحها سمعة إيجابية على المستوى الدولي.


































