اخبار البحرين
موقع كل يوم -صحيفة الأيام البحرينية
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢١
تحت عنوان «ابن القذافي ما زال حيا ويريد أن يستعيد ليبيا»، نشرت مجلة «نيويورك تايمز» New York Time Magazine أول مقابلة صحافية مطولة مع سيف الإسلام القذافي، بعد اختفاء دام 10 سنوات، حيث وصف سيف الإسلام القذافي سنواته المأساوية في الأسر ولمّح إلى احتمال الترشح للانتخابات ليصبح الرئيس القادم لليبيا.
وزار الصحفي الأميركي روبرت ورث نجل القذافي في مدينة الزنتان، ونقل عنه قوله إنه حر الحركة ويرتب لعودته إلى الساحة السياسية في بلاده.
وقال سيف الإسلام إن الميليشيات التي تحكم ليبيا تعارض فكرة وجود رئيس ودولة، مؤكداً أن ليبيا تحكمها ميليشيات في زي مدني، مؤكداً: «أنا رجل حر وأسعى للعودة إلى الساحة السياسية».
كما أشار إلى أنه تم اعتقاله في كهف وعزله عن العالم، مشيراً إلى أن السجانين تحولوا إلى أصدقاء بعد أن تحرروا من وهم الثورة.
وأضاف: تعمدت الاختفاء لأن الليبيين ينجذبون للغموض، مشيراً إلى أن الإصابة في يده اليمنى سببها غارة للناتو عام 2011.
فقبل عشر سنوات وبالقرب من مدينة «أوباري» الليبية الصحراوية، اعترضت مجموعة من المتمرّدين المسلّحين موكبًا صغيرًا أثناء محاولة الفرار جنوبًا باتجاه النيجر. استوقف المسلّحون السيارات ليجدوا رجلًا أصلع صغير السنّ تغطي الضماداتُ يدَه اليمنى. رأوا وجهًا كان دائم الظهور على شاشات التلفزيون الليبي. إنه سيف الإسلام القذافي، الابن الثاني لزعيم ليبيا الراحل وأحد الأهداف الرئيسية للمتمرّدين.
وقبل اندلاع الثورة الليبية في فبراير عام 2011، كان الغرب يعقد الآمال على سيف الإسلام لإحداث إصلاح تدريجي في البلاد. فمظهره المهندم ونظّارته الطبية وطلاقته في الحديث باللغة الإنجليزية جعلته يبدو مختلفًا تمامًا عن أبيه الذي عُرف بمظهره المبهرج وطباعه الغريبة. درس سيف الإسلام في «كلية لندن للاقتصاد» وتحدّث لغة الديمقراطية وحقوق الإنسان. وكوّن صداقات مع علماء سياسة مرموقين، وحاضَرَ الشباب الليبي عن التربية المدنية، حتى إن بعض أصدقائه في الغرب اعتبروه المُنقِذ المنتَظر لليبيا.
لكن عندما قامت الثورة، سارع سيف الإسلام بالانضمام إلى حملة القمع الغاشمة التي أطلقها نظام القذافي. كان من السهل على الثوار الذين انتصروا بعد 9 أشهر أن يكافئوه بالإعدام دون محاكمة مثلما فعلوا مع أبيه وعدد من كبار المسئولين بالدولة، لكنه، ولحسن حظه، وقع أسيرًا لدى كتيبة ذات توجّه مستقل حمته من الفصائل المتمردة الأخرى ونقلته جوًّا إلى مدينة «الزنتان»، موطنها في الجبال جنوب غربي العاصمة. ولأنه كان مطلوبًا أيضًا للمحكمة الجنائية الدولية، فقد اعتُبر رهينةً غالية. وظل أسيرًا لدى الزنتانيين حتى بعد انتخابات ليبيا عام 2012.