البحرين تنعى أحد كبار رموز اقتصادها

أُدرج كانو ضمن أكثر 20 شخصية بحرينية تأثيراً في الاقتصاد الوطني للعامين 2023 و2025

نعت مملكة البحرين أحد كبار رموزها، خالد بن محمد كانو، الذي رحل عن 84 سنة بعد حياة عامرة بالتجارب والتحولات قضاها مسؤولاً وتاجراً ومؤلفاً وفناناً.

وكانو الذي نعته صحف البلاد ووصفته بـ'الوجيه' هو رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو الشهيرة في الخليج،

وأدرجته المنامة 'ضمن أكثر 20 شخصية بحرينية تأثيراً في الاقتصاد الوطني للعامين 2023 و2025'.

وارتبط اسم الراحل 'بمسيرة التنمية الوطنية لعقود متواصلة، وكان رمزاً للعطاء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي'، وفق رثاء أشهر صحف المنامة 'الأيام'.

وُلد كانو في المنامة عام 1941، وتلقى تعليمه حتى نال درجة البكالوريوس في التجارة، قبل أن يلتحق بالبرنامج الإداري العالي (AMP) في الولايات المتحدة.

ولاحقاً، التحق بالشركة العائلية عام 1969، ليتدرج في مناصبها حتى تولى منصب العضو المنتدب عام 1995، ثم رئيساً لمجلس إدارتها، مواصلاً قيادة واحدة من أعرق المجموعات التجارية العائلية في الخليج، التي أُسست منذ عام 1890.

وتوسعت أنشطة كانو ومجموعته إقليمياً وعالمياً، عبر قطاعات التجارة والسفر والشحن والعقارات والخدمات اللوجستية، كذلك 'أسهم في ترسيخ مكانة البحرين على خريطة الاستثمار والشراكات الدولية، وموائماً بين الإرث التجاري العريق وروح التحديث والانفتاح'.

وتمتد أنشطة 'مجموعة يوسف بن أحمد كانو' إلى قطاعات عدة، منها الشحن البحري والجوي والنفط والغاز والسياحة والسفر والعقارات والسيارات وقطاع التأمين.

ولم تكن أنشطة الراحل مقتصرة على المجموعة ذائعة الصيت والقطاع الخاص الذي يعد أكبر ربابينه، إذ شغل مناصب حكومية، من بينها رئاسة غرفة تجارة وصناعة البحرين في إحدى دوراتها، وعضوية مجلس إدارة مجلس التنمية الاقتصادية.

وتميز كانو بدور بارز في القطاع المصرفي والتأميني، إذ كان عضواً في مجالس إدارات شركات مالية مهمة ومنها عضوية مجلس إدارة مؤسسة نقد البحرين (المصرف المركزي حالياً).

وأسس فقيد المنامة وترأس مركز الخليج التخصصي للسكر بالشراكة مع مركز جوزلين التابع لجامعة هارفارد، وهو أول مركز طبي متخصص في علاج وبحوث مرض السكري بالبحرين.

ويعد الراحل من أوائل رجال الأعمال البحرينيين الذين دعموا فكرة المسؤولية الاجتماعية وربطوا بين النشاط التجاري والعمل الخيري، إذ ترأس لجنة يوسف بن أحمد كانو الخيرية التي موّلت بناء المساجد والمدارس والمستشفيات ومشاريع دعم الأسر المنتجة.

وأُنشئ مركز مبارك كانو الاجتماعي بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، وهو المشروع الذي حاز جائزة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين الأسر المنتجة.

ودعماً لاستمرارية الكيانات الوطنية، أسس جمعية الشركات العائلية البحرينية، وأسهم في إطلاق فرع السعودية لـ'منظمة الرؤساء الشباب'.

ولرجل الاقتصاد القوي الذي عاش آخر أيامه على كرسي متحرك بصمات ثقافية وفنية، إذ شغل رئاسة تحرير 'مجلة كانو الثقافية'، ورئيس مجلس أمناء جائزة يوسف بن أحمد كانو.

وفي جوانب التأليف ألف كانو كتباً في السيرة والتوثيق، ومنها كتاب 'بيت كانو... قرن من الأعمال التجارية لشركة عائلية عربية'، وآخر بعنوان 'غرفة تجارة وصناعة البحرين والتحديات المستقبلية لغرف دول مجلس التعاون الخليجي'.

تقول عنه 'البلاد' وهي واحدة من أشهر صحف البلد 'ستظل مبادراته وإنجازاته نبراساً للأجيال القادمة'، واصفة إياه بـ'الرمز الوطني'.

وكان للرجل الاقتصادي الثري جانب أبرز شخصيته واهتماماته، وذلك باهتمامه بالفن التشكيلي الذي هواه صغيراً وأقام له كثيراً من المعارض كبيراً.