الحوار الاستراتيجي البحريني الأمريكي.. أهميته ودلالات توقيت انعقاده

كامل جميل - الخليج أونلاين

ماذا بشأن الحوار الاستراتيجي الثالث؟

ماذا جاء في بيان ختام الحوار؟

ما أهمية انعقاد الحوار؟

مراقبون:

يؤكد استمرار انعقاد 'الحوار الاستراتيجي' بين مملكة البحرين والولايات المتحدة نجاح البلدين في تعزيز علاقاتهما المشتركة وارتقائها في مختلف المجالات، أبرزها الأمنية والسياسية، لا سيما مع وجود البحرين في منطقة شهدت كثيراً من الاضطرابات الأمنية على مدى سنوات طويلة.

وافتتح وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في العاصمة الأمريكية واشنطن، الخميس (20 يوليو 2023)، الحوار الاستراتيجي الثالث بين المنامة وواشنطن، وفق وكالة الأنباء البحرينية 'بنا'.

صدر في ختام الاجتماع بيان مشترك أكد فيه الجانبان أهمية الحوار الاستراتيجي لتفعيل الالتزام الدائم للولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين بالأمن الثنائي والإقليمي، والازدهار الاقتصادي المشترك والعلاقات بين الشعبين والمبادئ الداعمة للنظام الدولي.

وجدد البلدان التزامهما بحرية الملاحة في المياه الدولية، وأهمية ضمان المرور الآمن للملاحة التجارية في مضيق هرمز، وأدانوا الأعمال التي تهدد حرية الملاحة في المنطقة.

الحوار الاستراتيجي بين المنامة وواشنطن يمثل أحد أبرز أدوات التفاعل بين الولايات المتحدة وشركائها التقليديين في الخليج؛ بما يسهم في تقييم وتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التحديات المشتركة.

وجرى الحوار الأول بين البحرين وأمريكا في ديسمبر 2020، فيما عقدت النسخة الثانية من الحوار في فبراير 2022.

يتزامن الحوار الاستراتيجي مع تغييرات شهدتها المنطقة الخليجية، بدءاً بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وتوجه خليجي لبناء علاقات أكثر قوة مع طهران.

كما يتزامن الحوار مع توجه خليجي أكبر نحو توثيق العلاقات السياسية والأمنية والعسكرية والتجارية مع الصين وروسيا، يصاحبها تراجع في قوة العلاقات مع الولايات المتحدة.

وتشهد علاقات واشنطن مع الدول الخليجية عدم استقرار، على خلاف ما كانت عليه في سنوات سابقة، على اعتبار أن الولايات المتحدة الشريك الأكبر لدول الخليج على مستوى العالم، خاصة مع وجود عدة قواعد عسكرية أمريكية وقوات بحرية ترابط في المنطقة.

ويبرز بين هذه القوات الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية وموقعه في البحرين، الذي يؤدي وجوده دوراً رئيسياً في توجيه التهديدات إلى إيران، كما يؤدي دوراً في مكافحة أعمال القرصنة والإرهاب بالمنطقة.

يقول الخبير السياسي د. فراس إلياس لـ'الخليج أونلاين'، إن الحوار الاستراتيجي الذي يعقد بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، وتحديداً المملكة العربية السعودية والبحرين، يمثل سلوكاً استراتيجياً اعتادت الولايات المتحدة القيام به.

هذا السلوك، وفقاً لإلياس، يأتي 'لمعالجة القضايا الأمنية المتطورة في منطقة الخليج، وتحديداً التهديدات الإيرانية وأمن الطاقة والتجارة الدولية'.

والحوار الاستراتيجي الثالث بين الولايات المتحدة والبحرين، وفق إلياس، 'يأتي في ظل بيئة أمنية متغيرة تشهدها منطقة الخليج، خصوصاً بعد التوافق السعودي الإيراني والخلافات حول حقل الدرة الغازي'،  الذي تتشارك فيه الكويت والسعودية، وتدعي إيران أن لها حصة فيه أيضاً.

وبحسب إلياس فإن الأهم من هذا كله فيما يخص انعقاد الحوار الاستراتيجي الثالث بين المنامة وواشنطن هو 'إعادة الانتشار الأمريكي في منطقة الخليج، عبر الدفع بالعديد من الطائرات والأسلحة إلى المنطقة'.

استقرار الخليج

بحسب ما ذكرت وكالة أنباء البحرين، وصف وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني شراكة بلاده مع أمريكا بأنها 'إحدى السمات والمزايا الاستراتيجية الفريدة'.

واعتبر الزياني أن هذه الشراكة ساهمت في 'الحفاظ على أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط من خلال عمل الأسطول الأمريكي الخامس وبناء الأمن البحري'.

بدوره فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أشاد بشراكة واشنطن مع المنامة، أعرب عن تطلعه إلى أن تثمر الأيام المقبلة تعزيز علاقة البلدين في مختلف المجالات.

في جانب آخر من الحوار الاستراتيجي ترأس الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة، وكيل وزارة خارجية البحرين للشؤون السياسية، وفد بلاده في اجتماع مجموعة عمل التعاون السياسي، وفي الطرف الآخر ترأس ديريك شوليت، مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، وفد بلاده.

الشيخ عبد الله أشاد بمخرجات الحوار الاستراتيجي في تأكيده حرص البلدين على تعزيز التعاون عبر تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الثنائية، وحماية الأمن الإقليمي وحرية الملاحة البحرية، والأمن السيبراني ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز احترام حقوق الإنسان.

ديريك شوليت بدوره أشاد بالجهود والمبادرات الدبلوماسية البحرينية لإرساء الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات.

يقول د. فراس إلياس إنه على الرغم من أن الحوار الاستراتيجي الثالث يأتي لتأكيد العديد من القضايا السياسية والاقتصادية، فإنه يأتي أيضاً لتأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن البحرين 'ضد التهديد الإيراني، والحفاظ على حالة الاستقرار السياسي فيها'، وفق قوله.