اخبار البحرين
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ١٢ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- أحمد سليمان- في خطوة أثارت اهتمام المستثمرين، خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في آخر اجتماعات العام الجاري، إلا أن معدلات الفائدة قصيرة الأجل لا تزال مرتفعة بشكل كبير مقارنة بتوقعات التضخم.
ويرى المحلل المالي الأمريكي مارك هولبرت أن هذه الارتفاعات تفتح نافذة استثمارية فريدة في سندات الخزانة لأجل عام واحد، ما قد يوفر للمستثمرين عائدات حقيقية تفوق التضخم العام المقبل بأكبر هامش منذ ما يقرب من عقدين، وفق بيانات نموذج توقعات التضخم في الاحتياطي الفيدرالي بكليفلاند، بحسب ما نقله موقع 'Market Watch'.
وأشار هولبرت إلى أن خفض أسعار الفائدة على المدى القصير أصبح قاب قوسين أو أدنى، إذ يضغط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، لخفض الفائدة بشكل كبير، مهدداً بعزله من منصبه إذا لم يمتثل.
وفي الوقت نفسه يُعتقد على نطاق واسع أن رئيس الفيدرالي الجديد الذي سيرشحه ترامب سيكون أكثر مرونة، كما أن هناك بعض الأصوات من اليسار السياسي تحث الفيدرالي على خفض الفائدة. فعلى سبيل المثال، أشارت عضوة مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، إليزابيث وارن، إلى أن أسعار الفائدة مرتفعة جداً.
بعيدًا عن السياسة، تقدم بعض البيانات الاقتصادية رسالة واضحة، إذ أظهر نموذج توقعات التضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند ارتفاع الفارق بين عائدات سندات الخزانة لأجل عام واحد والتضخم المتوقع خلال الأشهر الاثنى عشر المقبلة الفارق إلى 89 نقطة أساس، وهو ما يراه هولبرت أعلى بكثير من متوسطه خلال العشرين عاماً الماضية.
ويرد المحلل المالي الأمريكي على المشككين في مدى مصداقية هذه البيانات، واحتمالية ارتفاع التضخم خلال العام المقبل عما هو متوقع حالياً، ما سيخفض الفارق بين التضخم الفعلي وعائدات سندات الخزانة لأجل عام واحد، بالإشارة إلى أن نموذج فيدرالي كليفلاند يعتمد على علاقات تاريخية ذات دلالة إحصائية بين التضخم المستقبلي وعائدات الخزانة، وبيانات التضخم، ومقايضات التضخم، ومؤشرات توقعات التضخم المستمدة من استطلاعات الرأي.
وضرب هولبرت المثال بتوقعات النموذج لتضخم مؤشر أسعار المستهلكين لعام 2025 البالغة 2.65%. في المقابل أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين حتى سبتمبر/أيلول فقط من العام الجاري، بمعدل سنوي قدره 2.85%. وهو ما يراه المحلل المالي أداءً جيداً لنموذج فيدرالي كليفلاند بالنظر إلى صعوبة التنبؤ الاقتصادي.
وبذلك يخلص هولبرت إلى أن سندات الخزانة قصيرة الأجل تقدم عائدات حقيقية، معدلة حسب التضخم، جذابة. فإذا جاء التضخم كما هو متوقع، فستتفوق على التضخم العام المقبل بأكبر هامش منذ ما يقرب من عقدين.

























