اخبار البحرين
موقع كل يوم -جريدة البلاد
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٢
أكد رئيس الجمعية البهائية الاجتماعية بديع جابري لـ”البلاد” أن رؤية جلالة الملك المعظم وضعت البحرين على الخريطة العالمية، حيث ضمنت للمواطن الانخراط في تشييد الأسس التنموية الصحيحة وبناء قدراته لتمكينه للقيام بدوره الريادي وأخذ موقعه الحقيقي في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف جابري أن “البهائيين هم أبناء هذه المجتمعات وجزء لا يتجزأ من نسيجها، فقائمة الشخصيات البهائية البحرينية حافلة بالعديد من الرجال والسيدات الذين أخلصوا لمجتمعهم وكانت لهم مساهمات في التنمية والتطوير.
كيف تنظر الجمعية البهائية الاجتماعية في البحرين للتعايش والتسامح الديني القائم بالمجتمع من حيث ممارسة الشعائر الدينية المختلفة؟
البحرين معروفة بتنوعها؛ كما إن شعب هذه الجزيرة الدافئة مشهور في المنطقة بأخلاقه السمحة وتسامحه وتعايشه.
البهائيون هم أبناء هذه المجتمعات وجزء لا يتجزأ من نسيجها، فقائمة الشخصيات البهائية البحرينية حافلة بالعديد من الرجال والسيدات الذين أخلصوا لمجتمعهم وكانت لهم مساهمات في التنمية والتطوير.
إن البهائيين، جنباً إلى جنب مع إخوتهم في الوطن، يسعون لكي تكون لديهم رؤية شاملة، وأن يكونوا أداة للوحدة والوئام في المجتمع. عندما يروج الدين للخلق المستقيم والرحمة والمغفرة ونبل الأفكار، يصبح من الممكن توافر أرضية مشتركة بين المؤمنين من جميع الأديان للعيش وخدمة المجتمع معاً. إن ما نراه في البحرين وشعبها لهو تجسيد لمبدأ الوحدة فى التنوع الذي دعا إليه حضرة بهاء الله قبل أكثر من 150 عاماً.
كيف تنظر لقصص النجاح التي حققتها البحرين باعتبارها قبلة للعيش ولاحتضان الآخر، وانفتاحها الثقافي والإنساني والذي تزايد وتعاظم مع إطلاق جلالة الملك المعظم لمشروعه الإصلاحي العابر للحدود الوطنية؟
إن الرؤية الثاقبة والمشرقة لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه وضعت مملكة البحرين على الخريطة العالمية، حيث ضمنت للمواطن الانخراط في تشييد الأسس التنموية الصحيحة وبناء قدراته لتمكينه للقيام بدوره الريادي وأخذ موقعه الحقيقي في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وحشد جميع أفكاره وطاقاته نحو خدمة المجتمع لبناء عالم أكثر تطورًا وازدهارًا.
حيث أصبحت الكثير من التحديات المستعصية التي تواجه الأمم المختلفة هَمّاً واحداً مشتركاً يواجه العالم بأسره. إن فيروس كورونا بيّن لنا أننا لا نعيش بمعزل عن العالم وأنه مهما بعدت أو قربت المسافات سنظل ننتمي إلى نفس العائلة الإنسانية.
نقرأ في الكتابات البهائية: “إن التعاون والاعتماد المتبادل هما أسمى ما تحتاجه الإنسانية. وكلما ازدادت روابط الألفة والتكافل بين البشر ازدادت القوة البناءة وتَقَدم الإنجاز في جميع مجالات النشاط الإنساني”.
التسامح والاعتدال والوسطية نهج تسير عليه مملكة البحرين منذ البدايات الأولى، ما الذي تنصح به في هذا الشأن، خصوصاً على مستوى التركيز النشأة والمبادرات المتخصصة؟
المسؤولية الجماعية التي نشترك فيها جميعاً هي الحفاظ على هذا التراث الإيجابي وإثراؤه بالقيم التي من شأنها أن تساعد مجتمعنا أن يستمر في تقدمه في القرن الواحد والعشرين مؤتمر «بناء المجتمع» الذي عقد أخيراً كان إحدى المبادرات التي نظمها البهائيون وبمشاركة أكثر من 350 شخصاً من مختلف الأطياف والفئات العمرية بما فيهم الأطفال والناشئة والذي ناقش دور المجتمع في تطبيق قيم المواطنة العليا والقيم الإنسانية وبالشكل الذي يسهم في ازدهار وتطور الوطن ويعود بالخير على المجتمع بأسره.
إن فكرة المؤتمر أتت من مفهوم خدمة المجتمع بجانب الآخرين، حيث إن هذا مفهوم أساسي لتعزيز حالة التعايش بين أبناء المجتمع الواحد وترجمتها إلى أعمال ينتفع منها الجميع.
تحولت مملكة البحرين في الألفية الجديدة إلى موطن لتعزيز مفاهيم تلاقي الحضارات وقبول الآخر، واحتضان الجميع، ما السمات التي تميز البحرين لتكون مركزاً مشعاً في المنطقة والعالم، مع اختلاف المكونات المجتمعية بها، وتعددها؟
بمناسبة مرور عقد من الزمان على تأسيس الجمعية البهائية الاجتماعية وانعكاساً لمسيرة طويلة بدأها الآباء والأجداد منذ القدم، تم إعداد كتاب فريد يبرز التجربة البحرينية الرائدة في التسامح والتعايش من منظور البهائيين. يتناول الكتاب السمات المشرقة لمملكة البحرين والعهد الزاهر لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه. هناك الكثير من القيم في الإرث الحضاري البحريني يمكننا تعزيزها. فعلى سبيل المثال، بمناسبة الأعياد الوطنية وبالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، نظمت الجمعية البهائية الاجتماعية فعالية السفن التراثية للأطفال والناشئة في موقع قلعة عراد بعنوان “تراثنا قيمنا” بتاريخ 16 ديسمبر 2021. ولقد ساهمت الفعالية في أن يرى أبناؤنا الأطفال والناشئة كيف سعى الأجداد لتسخير البيئة من حولهم وما كان يؤمنون به من قيم التعاون والتكاتف والعمل الجماعي، وأدركوا أنه كلما زاد المجتمع تعاوناً واتحاداً زاد ازدهاراً وتطوراً.