المدربة صفية القاري: التنمية الإيجابية للشباب مهمة شاقة لكنها "ملهمة وثرية النتائج"

من منطلق خبرتها الطويلة في المشروعات الاستثمارية والتنموية وفي مهارات التخطيط والاتصال الفعال وإدارة التوقعات والمتغيرات والتحفيز وقيادة فرق العمل والتاثير الإيجابي، ترى مستشار التطوير الإداري والشخصي صفية محمد القاريء أن التنمية الإيجابية للشباب تبدأ مع ومن الشباب أنفسهم، ولأنها مهمة شاقة، تتطلب الكثير من التخطيط غير أن نتائجها تكون ثرية وملهمة.

قبول القرارات واعتمادها

وتبسط القاري الفكرة فتقول أن مشاركة الشباب مفيدة بالنسبة للجهات المنظمة وللشباب أنفسهم، وقد ثبت أن البرامج التي تمت دراستها وتطويرها مع الشباب أكثر فعالية وأثرًا وبالتالي يكون أثرها أكبر، ويمكن القول أن إشراك الشباب كشركاء في اتخاذ القرارات ترفع من احتمالية قبول القرارات واعتمادها وتصبح جزءًا من حياتهم اليومية، بالإضافة إلى ذلك، فإن تمكين الشباب من تحديد احتياجات المجتمع والاستجابة لها يساعدهم على أن يصبحوا أفرادًا متفهمين ومشاركين، ويضعهم في مسار مواصلة هذا العمل المهم في مستقبلهم.

الأولوية لاحتياجات الشباب

وتعيد التأكيد على أن استخدام أساليب التنمية الإيجابية للشباب يعني بالضرورة إعطاء الأولوية لاحتياجات الشباب ومساعدتهم على بناء المهارات اللازمة ليصبحوا أعضاء منتجين وناجحين في المجتمع، ويشمل التطوير الإيجابي للشباب الممارسات البحثية التي أثبتت فعاليتها في بناء المهارات لدى مختلف الفئات، ولهذا فإن من أهم ما أود التأكيد على هو ضرورة أن تكون لدينا جهات تهتم بإجراء الدراسات والبحوث والمقالات العلمية في شؤون الشباب.

بناءً على اختلاف القدرات

ولكن، من باب خبرتك؟ ما هي الخطوات أو الاعتبارات اللازم النظر إليها في حال وضع برامج موجهة لتنمية الشباب؟ تجيب القاري :'لابد أولًا من التأكد من أن الفكرة أو التجربة أو المبادرة المقبلة مفيدة فعلًا للشباب، وإلا فلن تنجح! وهنا لابد أن نضع في اعتبارنا أن البرنامج الذي نعتزم تنفيذه قادرة على ربط سلسلة مشاركات شبابية كل حسب المستوى أو الفئة العمرية المستهدفة ومتطلباتها، وقد يختلف مستوى مشاركة الشباب بناءً اختلاف القدرات الذاتية، كما أن البنية التحتية 'التنظيمية' مهمة لاستدامة المشاركة.. إن تحديد الغرض ومستوى المشاركة لاشك مهم وهذا لا يقتصر على المؤسسة أو الجهة المنظمة بل يلزم تلاقيًا وتناغمًا في الاتجاهات مع المؤسسات المشاركة أو الداعمة، ومع شديد الأسف، تفشل الكثير من البرامج لأن 'الشركاء المنظمين إن جاز لنا التعبير'، لا يعدو تفاهمهم ونقاشهم للفكرة سوى حبر على ورق.

كيف سنتمكن من جذب الشباب؟

وبالطبع، تقول القاري، من المهم أن نجيب على هذا السؤال :'كيف سنتمكن من جذب الشباب أولًا، وجعلهم يستمرون في المشاركة أو التدريب أو التفاعل المتواصل ثانيًا، فالمهارات والقدرات التي يرغب الشباب المستهدف من اكتسابها، ونوعية التدريب، ومستوى المدربين الذين سيشرفون على هذا البرنامج أو ذاك.. كلها أمور مهمة ثم، ونشدد على هذه النقطة: ألا وهي خطة المراجعة والتقييم للبرنامج.

نهج قائم على نقاط القوة

من الأهمية بمكان كذلك أن نعرف ما هي التنمية الإيجابية للشباب؟ باختصار هي عبارة عن تقييم الشباب كأعضاء في المجتمع ومنحهم المهارات والصوت والفرص للمساهمة في المجتمع، يشمل التطور الإيجابي للشباب نهجًا قائمًا على نقاط القوة حيث يتم تعزيز المهارات، ثم تأتي محورية تعزيز الإيجابية لدى الشباب من كفاءة اجتماعية، استعداد ذاتي، مهارة عاطفية ومعرفية وسلوكية وأخلاقية، ويمكن أن يكون التوجيه وسيلة فعالة لدعم الشاب لتنمية ثقته بنفسه وتحقيق طموحاته وتطلعاته.