اخبار البحرين
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٨ شباط ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
يبرز هذا التحول بصفته فرصة استراتيجية مهمة لدول الخليج، حيث تعد الإمارات والبحرين من أبرز منتجي الألمنيوم في منطقة الشرق الأوسط.
تعكس الرغبة الأمريكية في التوجه إلى الإمارات والبحرين لشراء الألمنيوم دوراً خليجياً هاماً في توجيه السوق العالمي للألمنيوم خلال السنوات القادمة.
وكالة 'رويترز' ذكرت (4 فبراير)، نقلاً عن مصادر مطلعة في قطاع المعادن، أن الشركات الأمريكية بدأت في البحث عن مصادر جديدة للحصول على الألمنيوم، موجهةً أنظارها إلى أسواق متخصصة، من أبرزها البحرين والإمارات؛ لتفادي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بعض الدول.
وفي حين تسعى الشركات الأمريكية لتقليل تأثير هذه الرسوم، يبرز هذا التحول بصفته فرصة استراتيجية مهمة لدول الخليج، حيث تعد الإمارات والبحرين من أبرز منتجي الألمنيوم في منطقة الشرق الأوسط.
ومن الناحية الاقتصادية يمثل هذا التحول فرصة لتوسيع النفوذ التجاري للبحرين والإمارات في سوق الألمنيوم العالمية، مما يعزز مكانتهما الإقليمية في صناعة المعادن.
النمو الخليجي
كما تشهد صناعة الألمنيوم الخليجية نمواً ملحوظاً، حيث أصبحت هذه الدول من اللاعبين الرئيسيين في السوق العالمي للألمنيوم.
ومن خلال الإنتاج العالي الجودة والتوسع المستمر، باتت دول مجلس التعاون الخليجي تؤدي دوراً مهماً في تلبية احتياجات السوق العالمي للألمنيوم، لا سيما في قطاع البناء والطاقة والسيارات.
وتفيد الإحصائيات الخليجية حول الإنتاج السنوي لدول الخليج من الألمنيوم بالآتي:
بلغ إجمالي الإنتاج الخليجي من الألمنيوم الأوليّ للعام 2024، نحو 6 ملايين و454 ألفاً و738طناً مترياً.
تصدرت الإمارات الدول الخليجية في إنتاج الألمنيوم بإنتاج بلغ مليونين و762 ألفاً و296 طناً مترياً.
جاءت البحرين في المركز الثاني بإنتاج بلغ مليوناً و622 ألفاً و261 طناً مترياً.
حلت السعودية ثالثاً بإنتاج بلغ 985 ألفاً و927 طناً مترياً.
رابعاً جاءت قطر بإنتاج بلغ 682 ألفاً و500طن متري.
سجلت عُمان أدنى معدل إنتاج بين دول الخليج بإجمالي 401 ألف و754طناً مترياً.
الإمارات العالمية للألمنيوم
وشهدت صناعة الألمنيوم في الإمارات نمواً ملحوظاً بفضل استثمارات ضخمة في منشآت جديدة لزيادة الطاقة الإنتاجية وتحسين الكفاءة.
وتعدّ 'الإمارات العالمية للألمنيوم' أكبر شركة منتجة للألمنيوم عالي الجودة في العالم، وأكبر شركة صناعية في دولة الإمارات خارج قطاع النفط والغاز.
ويمثل الألمنيوم أبرز صادرات الإمارات بعد النفط والغاز؛ مما يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني.
تنتج الإمارات 4% من مجمل الإنتاج العالمي للألمنيوم، أي إن واحداً من كل 25 طن ألمنيوم في العالممصنوع في الإمارات.
تنفذ الإمارات مشاريع توسعية لزيادة الإنتاج وتلبية الطلب على الألمنيوم عالي الجودة ومنخفض الكربون.
تملك الإمارات منشآت فيغينيا وألمانيا لدعم الإنتاج.
توفر الإمارات منتجاتها لأكثر من 400 عميل في 50 دولة.
بلغ حجم المبيعاتفي 2023 نحو 2.745 مليون طن متري.
شركة البحرين للألمنيوم
صناعة الألمنيوم في البحرين شهدت تطوراً ملحوظاً على مر العقود، منذ أن بدأت بإنتاج الألمنيوم في أوائل السبعينيات من خلال تأسيس شركة ألومينيا البحرين، التي تحولت لاحقاً إلى شركة البحرين للألمنيوم (ألبا).
ومن خلال 'ألبا' تواصل البحرين تعزيز مكانتها في صناعة الألمنيوم عبر تحسين الكفاءة، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة، والاستثمار في مشاريع بيئية مستدامة مثل تقنيات تقليل الانبعاثات الكربونية، مما يسهم في تعزيز الصادرات إلى أسواق متعددة حول العالم.
خلال احتفالها باليوبيل الذهبي، في مايو 2021، أعلنت 'ألبا' تحطيمها جميع الأرقام القياسية على مستوى السلامة، محققةً 30 مليون ساعة عمل آمنة دون أي إصابات مضيعة للوقت.
تصدر الشركة منتجاتها إلى أكثر من 240 عميلاً حول العالم.
يمثل إنتاج الألمنيوم نحو12% من الناتج المحلي الإجمالي للبحرين.
تعزيز الحصة الخليجية في أمريكا
المحلل الاقتصادي وسام الكبيسي،عضو اللجنة الاقتصادية في منتدى النخب والكفاءات العراقية، يرى أن 'التوجه الأمريكي نحو استيراد الألمنيوم من الإمارات والبحرين يعكس عمق الترابط الجيوسياسي بين السياسة والاقتصاد'.
ولفت الكبيسي في حديث لـ'الخليج أونلاين'، إلى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا، قد تفتح الباب أمام شركات الألمنيوم الإماراتية والبحرينية لتعزيز حصتها في السوق الأمريكي، موضحاً:
السياسة والاقتصاد متداخلان بشكل كبير، ويتضح هذا التداخل أكثر في الإدارة الأمريكية، خاصة في عهد ترامب.
القرارات السياسية تؤثر على الملفات الاقتصادية، والعكس صحيح، مثل العقوبات الاقتصادية وحروب العملات.
شهدت الأيام الـ100 الأولى من إدارة ترامب كثيراً من القرارات المفاجئة.
هذه القرارات تسعى لتحسين العلاقات مع كندا والمكسيك بما يخدم المصالح الأمريكية.
يدخل الألمنيوم في العديد من القطاعات، مثل البناء، والعربات والقطارات، وإعلانات الطرق؛مما يزيد من الطلب عليه.
أمريكا تستورد أكثر من 5 ملايين طن من الألمنيوم سنوياً، وأكثر من 55% من هذه الكمية يأتي من كندا.
الصين أكبر منتج عالمي للألمنيوم، لكن استهلاكها محلي.
الهند هي المورد الثاني لأمريكا، لكنها تستهلك جزءاً كبيراً من إنتاجها محلياً.
روسيا تأتي في المرتبة الثالثة، لكن توتر العلاقات السياسية يستبعدها كخيار.
الإمارات والبحرين تبرزان كخيارين مناسبين لتوريد الألمنيوم إلى أمريكا.
إدارة ترامب السابقة قدمت تسهيلات ضريبية للإنتاج الإماراتي والبحريني.
إدارة بايدن غيرت هذه التسهيلات لصالح الإنتاج الكوري واليوناني.
مع عودة ترامب، من المتوقع أن تعود التسهيلات لصالح الإمارات والبحرين.
توتر العلاقات الأمريكية-الكندية يوفر فرصة كبيرة لشركات الألمنيوم الإماراتية والبحرينية لزيادة حصتها في السوق الأمريكي.
هذه الفرصة ستعزز الثقة بالمنتجات الإماراتية والبحرينية وتزيد الطلب عليها في الأسواق العالمية.
زيادة التوريد للسوق الأمريكي قد تتطلب توسيع الإنتاج وجودته.
هذه الفرصة ستجذب رؤوس أموال جديدة، مما يرفع من قيمة الأسهم ويعزز الأرباح على المدى القريب.