توسع متواصل يدعم اقتصادها.. ما حجم استثمارات الخليج في تركيا؟

سلمى حداد - الخليج أونلاين

قطر وتملك استثمارات تزيد على 10 مليارات دولار.

من المتوقع أن تزيد الاستثمارات خلال السنوات المقبلة خاصة مع التقارب بين الجانبين.

عزز التوجه التركي نحو المنطقة العربية منذ بداية عهد حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان في العام 2002، من تدفق استثمارات العرب وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي إلى تركيا.

وأصبحت دول الخليج الست تصنف على أنها ثالث أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية في تركيا بعد بريطانيا وهولندا، فيما تكشف أرقام وزارة الاقتصاد التركية عن وجود 1973 شركة خليجية تعمل في تركيا.

وفي أغسطس 2021، كشف رئيس مكتب الاستثمار التابع للرئاسة التركية، براق داغلي أوغلو، في تصريحات صحفية، عن أن حجم الاستثمارات الخليجية – باستثناء قطر- في بلاده يبلغ نحو 13 مليار دولار.

وقال داغي أوغلو: إن 'دول الخليج من الدول المهمة في الاستثمار في تركيا، وهناك الكثير من المؤشرات الجيدة على نمو الاستثمار في الفترة المقبلة'.

قطر

توصف قطر بأنها بوابة الاستثمارات الخليجية والعربية في تركيا، طوال السنوات الماضية.

وفي ديسمبر الماضي، قال داغي أوغلو إن قطر من أكبر المستثمرين في بلاده.

وأوضح أن رصيدها من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا وصل إلى نحو 10.3 مليارات دولار، في نهاية العام 2021.

وأشار إلى أن هناك تدفقات بنحو 3 مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة من قطر إلى تركيا، حتى نهاية يونيو الماضي.

السعودية

أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، في ديسمبر الماضي، في تصريحات صحفية له أن بلاده تسعى لاستثمار 3.3 تريليونات دولار في مشاريع مختلفة ضمن رؤية مستقبلية تمتد حتى عام 2030.

وأضاف أن السعودية ترغب في توزيع هذه الاستثمارات على جميع المجالات، وفي مقدمتها قطاع الصناعات التحويلية.

وأشار إلى أن المملكة تنظر إلى تركيا على أنها من ضمن أبرز الوجهات الاستثمارية، داعياً الشركات التركية للاستثمار في بلاده.

واعتبر الفالح أن تركيا والسعودية تمثلان أكبر اقتصادين في المنطقة، وتعملان على تطوير العلاقات الاستثمارية المتنامية بينهما.

وارتفع عدد الشركات السعودية العاملة في تركيا إلى أكثر من 1100 شركة، مع نهاية العام الماضي، بزيادة هائلة مقارنة بما كانت عليه خلال عام 2011، حيث بلغ العدد -وقتها- 11 شركة سعودية فقط.

والسعودية في المرتبة الثالثة خليجياً بعد قطر والإمارات في حجم الاستثمارات بالأراضي التركية بواقع مليارَي دولار، حسب بيانات رسمية تركية.

الإمارات

أما على صعيد الإمارات فقد وقعت مع تركيا، في مارس الماضي، اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بهدف تعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة بينهما، وهو ما يجعل مركز إسطنبول المالي فرصة جديدة لتحقيق الهدف.

وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في تركيا أكثر من 18.3 مليار درهم (4.9 مليارات دولار) بنهاية عام 2020.

وفي نوفمبر 2021، أسست الإمارات صندوقاً بقيمة 36.73 مليار درهم (10 مليارات دولار) لدعم الاستثمارات في تركيا.

الكويت وعُمان

فيما بلغ حجم الاستثمارات الكويتية المباشرة في تركيا نحو 1.9 مليار دولار، تتركز معظمها بقطاع العقارات، حسب بيانات مركز الإحصاء التركي.

في حين أن سلطنة عمان تملك 11 شركة في تركيا تقوم باستثماراتٍ قيمتها نحو 10 ملايين دولار، في مجال التعدين والاستيراد والتصدير والعقارات.

ولا توجد بيانات دقيقة لحجم الاستثمارات البحرينية في تركيا، لكنها تبقى الأقل بين جميع الدول الخليجية.

استثمارات متنامية

وفي قراءته لواقع ومستقبل الاستثمارات الخليجية في تركيا، يقول الخبير الاقتصادي حسام عايش، إن 'معجزة الاقتصاد التركي قامت على الاستثمار الأجنبي، ولا سيما الخليجي'.

وأضاف عايش: 'عندما تراجعت الاستثمارات في تركيا بالسنوات الأخيرة لأسباب مختلفة واجه الوضع الاقتصادي في البلد مشكلات لا تزال قائمة حتى اليوم'.

وتابع: 'شكلت الاستثمارات إحدى أهم أدوات الاقتصاد التركي لكي ينمو وينتقل بالفعل من مرحلة اقتصادية كاد يصل فيها إلى الإفلاس إلى أن أصبح واحداً من أكبر 20 اقتصاداً بالعالم خلال السنوات الماضية'.

وأشار إلى أن تركيا مدينة في تفوقها الاقتصادي إلى العالم الخارجي، وللاستثمارات دور مهم في هذا المجال.

وذكر أنه لا يمكن أن تتجاهل أي حكومة تركية ما وصل إليه الاقتصاد في البلد من جراء الاستثمارات الخليجية، حسب الخبير الاقتصادي.

وقال عايش: 'بعض السياسات الاقتصادية والقوانين والتوجهات للعلاقات الخارجية ربما تتغير لكن لا يمكن لتركيا أن تتخلى عن الاستثمارات الخارجية وخاصة الخليجية'.

ورأى أن تركيا تمثل استثماراً مستقبلياً للدول الخليجية ومن غير المتوقع أن يقوم أي نظام جديد بتركيا بوقف هذه الاستثمارات بل سيعمل على الإضافة عليها، كما أن بلدان الخليج ستسعى لمزيد من النشاط الاستثماري في تركيا.

وتصديقاً لكلام عايش قالت وكالة 'بلومبيرغ' الاقتصادية الأمريكية، في أبريل 2023، إنه في حال فاز أردوغان فمن المرجّح أن يستمر ما شهدته المنطقة من تطورات إيجابية في الآونة الأخيرة، حيث تحسنت علاقات تركيا بالسعودية والإمارات ومصر.

كما تتوقع الوكالة نمو التبادل التجاري وازدياد الاستثمارات المتبادلة، فتركيا وجهة رئيسية للاستثمارات العربية، ولها علاقات استراتيجية بالعديد من دول الخليج العربي.