اخبار البحرين
موقع كل يوم -جريدة البلاد
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢١
نظم مركز الاتصال الوطني وبالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية صباح أمس عبر تطبيق “زوم” مؤتمراً صحفيا مهماً بعنوان “التقويم البحريني للعام الهجري الجديد 1443هجري على منهجية روزنامة الزبارة والبحرين”.
وشارك بالمؤتمر كل من نائب رئيس اللجنة العليا للتقويم البحريني عبداللطيف المحمود، والعضو في اللجنة فريد مفتاح، والعضو في اللجنة وهيب الناصر، والعضو في اللجنة محمد العثمان. وبدأ المؤتمر بكلمة للمحمود أشاد فيها بالتوجيه السامي لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإصدار التقويم البحريني الجديد وفقا للضوابط الشرعية.
وقال المحمود “إن علماء الفلك الشرعي في الزبارة والبحرين من أيام تأسيس آل خليفة الزبارة فيما أعلم السيد عبدالرحمن بن أحمد الزواوي الذي وضع (روزنامه الزبارة) قبل فتح البحرين ثم وضع (روزنامة الزبارة والبحرين) بعد فتح البحرين”.
وأضاف ”سار على منهجية عبد الرحمن الزواوي - من خلال الروزنامات التي بين أيدينا - 3 من علماء الفلك الشرعي، لم أتوصل إلى معرفة اثنين منهم، أما الثالث فهو الشيخ محمود بن الشيخ عبد الرحمن آل محمود المتوفى عام 1904م”.
وأوضح “الشيخ خليفة بن حمد النبهاني الذي استخدم آلة الربع المجيب وشرحها في كتابه (الوسيلة المرعية في معرفة الأوقات الشرعية)، الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ محمود بن الشيخ عبدالرحمن آل محمود الذي أخذ عن أستاذه الشيخ خليفة بن حمد النبهاني في مكة المكرمة العمل بالآلة الفلكية (الربع المجيب) ، وقد برع فيها حتى إنه قرّظ كتاب أستاذه (الوسيلة المرعية في معرفة الأوقات الشرعية)”.
وأردف أن “أحمد بن علي بن موسى الذي وضع حسابا لمواقيت الصلوات حسب الأشهر ، ومنها أعد الأستاذ الكبير أحمد العمران عندما كان طالبا إمساكية شهر رمضان لعام 1343هـ وطبعت بمطبعة الهداية الخليفية أي قبل مائة سنة، والشيخ محمد بن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ محمود بن الشيخ عبد الرحمن آل محمود الذي وضع (القاعدة المحمودية لمعرفة الشهور العربية) عام 1956 م”.
وتابع “السابع هو الشيخ إبراهيم بن راشد الحسيني ساكن الحورة الذي اهتم بإصدار الروزنامات السنوية وكان توزيعها على نطاق ضيق”.
وقال “الأديب الشاعر إبراهيم العريض الذي وضع تقويما عام 1973م (معادلة العريض لمعرفة يوم الأسبوع في التاريخ الميلادي)، و السيد علي السيد عبدالرحمن الهاشمي الذي أخذ هذا العلم عند خاله لأمه الشيخ إبراهيم الحسيني ، وقد تتلمذ على يد الشيخ محمد أبو العلاء البناء آخر علماء الفلك الشرعي في الأزهر الشريف وتابع إصدار التقويم البحريني إلى عام 2005 “.
ومضى المحمود قائلا “الشيخ محمد عبدالله حسن عاشير الذي كان يصدر تقويما للبحرين لمدة تزيد عن ستة عشر سنة، الأستاذ يوسف أحمد الشيراوي الذي أصدر تقويم الشيراوي الهجري من عام 1413هـ لعدد من السنين، كما أن هناك غيرهم ممن اهتم بإصدار التقويم البحريني للصلوات مثل الأستاذ / محمود بن يوسف بن محمود آل محمود”.
وعن مدى الاعتماد على التقويم بين القديم والحديث قال المحمود “بذل علماء الفلك الشرعي الأقدمون جهودا كبيرة لضبط الروزنامات، واخترعوا عديدًا من الآلات الفلكية، كما وضعوا قواعد وجداول تعين على معرفة أوقات الصلوات وأوائل الشهور القمرية والسنوات البسيطة والكبيسة بالسنين القمرية والشمسية”.
وتابع ”وبناء على تلك الآلات الفلكية والقواعد والجداول جاء من بعدهم فعملوا على استخراج الروزنامات للأعوام التي عاشوها، ومع ذلك فالتقويم القديم يعتمد على الاجتهاد وغلبة الظن، أما التقويم الحديث فإنه يعتمد على معطيات علم الفلك الحديث التي أصبحت يقينية ونسبة الخطأ فيها قليلة جدا إن لم تكن معدومة”.
وقال ”ولهذا نرى أهمية التوجيه الملكي لصاحب الجلالة الملك لاعتماد المعايير الشرعية للمنهجية التي بنى عليها العلامة السيد عبد الرحمن الزواوي روزنامه الزبارة والبحرين ووفق المعايير العلمية والفلكية، وهو ما التزمت به لجنة التقويم البحريني في عملها لإخراج التقويم البحريني لعام 1443هـ”.
وبشأن ضبط المواقيت والأشهر الهجرية شدد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عضو اللجنة العليا للتقويم البحريني، الشيخ فريد المفتاح، على أنّ التوجيهات الملكية السامية أولت الموضوع أهمية كبيرة لضبط أي تباين واختلاف في مواقيت الصلوات ودخول الأشهر القمرية.
وأشار المفتاح إلى أنّ اعتماد منهجية روزنامة الزبارة والبحرين تأتي مُتسقة ومُكمّلة وضابطة للتقاويم السابقة؛ حيث تم تحديد أوقات الصلوات وبداية دخول الأشهر وخروجها بدقة أكبر، من خلال المتابعة والجهود الحثيثة التي يبذلها رئيس اللجنة العليا للتقويم البحريني رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة . وأضاف أنّ إصدار التقويم راعى مُحيط المملكة الجغرافي، لتحديد أوقات الصلاة بشكل أدق لما لذلك من دور أكبر في تحديد الفصول المناخية ومواعيد دخول المنازل القمرية، وتسمية الأبراج وتحديدها، ومواسم الأمطار وهبوب الرياح وحالة البحر والجو، وغير ذلك من الظواهر الفلكية، حيث يتضمن التقويم تحديد وقت منتصف الليل للمهتمين بقيام الليل والتهجد والدعاء في جوف الليل، وتحديد موعد صلاة عيدي الفطر والأضحى، ووقت صلاة الشروق والضحى، وأطوار القمر والطوالع وأبرز الظواهر الفلكية والحِكم والأقوال المأثورة المفيدة لمناسبات العام الدينية والأحداث الدينية الإسلامية التي وقعت في كل شهر من شهور السنة الهجرية، إضافة لطريقة تحويل السنة الهجرية إلى ميلادية والعكس، وتحويل الوقت الغروبي إلى زوالي والعكس.
وفي مداخلة له، قدم وهيب الناصر شرحا موجزا عن آلية تحديد مواقيت الصلاة بقوله” يدخل وقت صلاة الفجر مع بداية الشفق فجراَ، ويكون مركز قرص الشمس تحت الأفق بمقدار 18 درجة (بداية الشفق الكلي)، ثم يدخل وقت صلاة الظهر عند عبور قرص الشمس خط الزوال تماماً”.
وأوضح ”يدخل وقت صلاة المغرب عند اختفاء قرص الشمس تماماً تحت الأفق، ويدخل وقت صلاة العشاء بعد نهاية الشفق مساء، ويكون مركز الشمس تحت الأفق بمقدار 18 درجة (نهاية الشفق الكلي)”.
وعن أهم الاختلافات بين التقويم البحريني الجديد والتقويم السابق، قال” تمت مراعاة الامتداد الجغرافي لمملكة البحرين، حيث تم اعتماد موقعين جغرافيين (من المناطق المأهولة) لحساب أوقات دخول الصلوات (الفارق بين التقويمين دقيقة الى دقيقتين)”.
وأردف ”تم اعتماد اقصلا جزيرة دلمونيا لحساب وقت دخول الفجر والشروق، وتم اعتماد أقصى غرب مدينة سلمان وقت دخول الظهر والعصر والمغرب والعشاء، والفارق بين التقويمين دقيقه الى دقيقتين”.
وتابع” يدخل وقت صلاة الظهر عند عبور قرص الشمس خط الزوال تماماً وليس زوال مركز الشمس، فهناك فرق يتراوح بين دقيقة وثلاثة ثوان (الأرض عند الأوج بداية شهر يوليو) ودقيقة وخمسة ثوان (الأرض عند الحضيض بداية شهر يناير) فيكون الفارق بين التقويمين دقيقة الى دقيقتين”.
وأكمل،”يدخل وقت صلاة العشاء بعد نهاية الشفق مساء، ويكون مركز الشمس تحت الأفق بمقدار 18 درجة (نهاية الشفق الفلكي) وليس بإضافة ساعة ونصف لوقت دخول صلاة المغرب، وتم اعتماد صلاة العيد عندما يكون ارتفاع الحافة السفلى لقرص الشمس، أربعة درجات عن الأفق”.
واستعرض بعدها الناصر خريطة توضح حساب مواقع دخول الصلوات والتي تحدد الفجر والشروق في اقصى شرق جزيرة دلمونيا، والظهر والعصر والمغرب والعشاء في أقصى غرب مدينة سلمان.
وبذات الاتجاه، قال محمد العثمان إن من النقاط الخلافية بين التقويم القديم والحديث هو صلاة الظهر، وبحيث يتم اعتماد وقت عبور قرص الشمس كاملة لخط الزوال، وخط الزوال عبارة عن خط وهمي يصل الشمال بالجنوب، عبوراً بنقطة السمت وهي النقطة مباشرة فوق الراصد.
وأضاف العثمان ”بالنسبة لدخول وقت صلاة العشاء، يتم اعتماد الشفق الفلكي لحساب دخول وقت العشاء وفق المعايير الشرعية والعلمية والفلكية ووفق المنهجية التي بني عليها العلامة السيد عبدالرحمن الزواوي (روزنامة البحرين والزبارة)”. وعن الفرق في وقت دخول صلاة العشاء قال العثمان” الفرق في وقت دخول الصلاة بإضافة ساعة ونصف لوقت دخول المغرب ودخولها فلكيا خلال العام، واكبر ما يكون في 21 مارس ويوم 22 سبتمبر وهو 14 دقيقة، وينعدم الفارق بين الموعدين بين 8 يونيو الى 29 يونيو، والفارق في الأول من شهر محرم 1443 هجري، الموافق 9 أغسطس 2021 هو 7 دقائق”.
