اخبار البحرين
موقع كل يوم -صحيفة الأيام البحرينية
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٢
أكد مسؤولون وخبراء دوليون وعرب أن الوعي الشبابي الذي نجده حالياً تجاه حماية المناخ يدعو إلى التفاؤل، وأن البشرية مسؤولة عن تغيير عاداتها وسلوكياتها لتحقيق الأهداف الكفيلة بحماية البيئة وتفادي أخطار الانبعاثات الضارة، مشيرين إلى سبق إمارة الشارقة في جهود الحد من الانبعاثات الكربونية، ونجاحها في تصدير تجاربها الرائدة لأكثر من دولة ضمن شراكات رائدة في قطاع الطاقة النظيفة.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان: «عندما يصبح الصفر إنجازاً» ضمن فعاليات الدورة الـ11 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي انطلق تحت شعار «تحديات وحلول»، واستضافت كلاً من: المهندس محمد الحوسني، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مجموعة «بيئة»، وموهان موناسنغ، نائب رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، وتوم كارانك، المؤلف في سياسات تغير المناخ.معالي الدكتور أشرف صبحي، ووزير الشباب والرياضة في جمهورية مصر العربية.
تغيرات متسارعة
وقال الدكتور أشرف صبحي: «نعيش في عالم التغيرات المتسارعة، التي أفرزت تغيرات مناخية فاجأت البشرية بشكل لم يكن متوقعاً، ولكن ما يدعو إلى التفاؤل حجم الوعي الذي نتج عن التواصل العالمي الكبير، والذي برز من خلاله شباب واعون، نراهم يشاركون في الحملات الداعية لحماية المناخ، حتى أصبحوا مصدر إلهام لشباب العالم في حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي.
وأشار صبحي إلى حرص الحكومة المصرية على أداء أدوار رائدة تعزِّز حماية البيئة من خلال إيجاد مبادرات وخطط تضمن تخفيض الانبعاثات الكربونية، من خلال إنشاء المدن الصديقة للبيئة، ونشر التوعية المجتمعية بأهمية حماية البيئة، واستخدام الطاقة النظيفة والتشجيع على التنقل الأخضر، مؤكداً أن رسالة الحكومة المصرية في المرحلة القادمة تتمثل في إيجاد الحلول وصنع الصورة الذهنية عن أهمية هذا القطاع.
مسؤولية إنسانية
وافتتح توم كارانك حديثه بالإشارة إلى التقلص الكبير في الانبعاثات الكربونية العالمية الذي نشأ بسبب جائحة كورونا، لافتاً إلى أن هذا يؤكد أن البشرية مسؤولة عن تغيير عاداتها وسلوكياتها لتحقيق الأهداف الكفيلة بحماية البيئة وتفادي أخطار الانبعاثات الضارة والاحتباس الحراري.
وأشار توم إلى أن مستويات حرارة الصيف كانت في هذا العام قياسية في العالم، وهذا يؤشر إلى ضرورة أن يكون هناك إدراك عام بأن الإنسانية وصلت لنقطة اللاعودة، ومع ذلك لديها فرصة كبيرة في إيجاد المبادرات والسياسات التي تضمن تحسين حياة سكان العالم، بعيداً عن التهديدات البيئية.
إنجازات الشارقة
من جهته، أشار المهندس محمد الحوسني إلى مبادرات وإنجازات الشارقة في قطاع الحد من الانبعاثات الكربونية، حيث بدأت في جهود تحويل النفايات إلى طاقة منذ عام 2014، حيث أنشأت أول مصنع لتحويل النفايات إلى طاقة، كما أن الشارقة نجحت في خطوة أخرى بتحويل النفايات إلى هيدروجين، وهي من الإنجازات الرائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الحوسني، إلى «أن الشارقة استفادت من أفضل الممارسات العالمية في حماية البيئة، ثم انتقلت من مرحلة الاستفادة إلى مرحلة تصدير الخبرات، حيث تعمل شركة (بيئة) في أكثر من دولة ضمن شراكات رائدة آتت ثمارها، وهي تستفيد من الدعم الحكومي الكبير الذي توليه لها حكومة الشارقة، وهو نموذج رائد على التعاون بين القطاع العام والخاص في إنشاء تجارب ناجحة تضع حماية البيئة على رأس أولوياتها».
تكاتف ثلاثي
بدوره، قال موهان موناسنغ: «إن مشكلة بحجم التغير المناخي العالمي، والانتقال إلى مرحلة التنمية المستدامة التي ينشدها البشر، لا يمكن أن تنجح إلا ببذل الجهود العالمية عبر ضخ طاقة أكبر من العاملين في قطاع الاستدامة من الحكومات والشركات الخاصة، التي تعد جزءاً من الحل، إضافة إلى تكاتف المجتمع المدني، حيث يمثل الشباب حالياً الوقود المحرك للتوعية المجتمعية بأهمية حماية مناخ الكوكب».وأضاف موهان: «حتى مع الوصول إلى صفر انبعاثات، لا تزال الغازات الدفيئة موجودة في الجو، وإذا لم نتمكن من الوصول إلى هدفنا فسوف يتضرر الفقراء أولاً»، لافتاً إلى ضرورة دعم الفقراء والفئات المتضررة من الثورة الصناعية التي تشهدها الدول المتقدمة، وتطوير الزراعات التي تضمن تعافي العالم من تبعات التغير المناخي والمشاكل المستقبلية.
