اخبار البحرين
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
يوسف حمود - الخليج أونلاين
تشكل نسخة 2025 خطوة جديدة في مسار تطوير البطولة وتعزيز مكانتها كحدث كروي عربي.
تشهد دولة قطر اليوم انطلاق بطولة كأس العرب فيفا قطر 2025 بمشاركة واسعة من المنتخبات العربية، في نسخة تعد الثانية التي تنظم تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد نسخة عام 2021.
وتستضيف قطر البطولة من 1 إلى 18 ديسمبر 2025، وسط توقعات بأن تشهد المنافسات مستوى تنظيمياً يضاهي البطولات العالمية، حيث تعكس استضافتها المتتالية للبطولة، بعد نجاحها الكبير في كأس العرب 2021 وكأس العالم 2022، استمرار قدرتها على إدارة الفعاليات الكبرى وفق أعلى المعايير.
ويأتي تنظيم نسخة 2025 ضمن خطة تمتد لثلاث نسخ متتالية تشمل عامي 2029 و2033، بناء على ثقة فيفا بالبنية التحتية القطرية وجاهزية الملاعب المونديالية، فيما تشكل البطولة واجهة رياضية عربية تجمع منتخبات من مختلف الدول، مع رفع قيمة الجوائز المالية لهذه النسخة بشكل ملحوظ.
انطلاق البطولة
تنطلق البطولة، اليوم، بلقاء الافتتاح بين المنتخب القطري والمنتخب الفلسطيني على استاد البيت في مباراة تحمل أبعاداً رياضية وإنسانية واسعة، فيما تستمر المباريات وفقاً للروزنامة المعتمدة حتى المباراة النهائية في 18 ديسمبر 2025 على استاد لوسيل.
ويفتتح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء اليوم، البطولة وفق ما ذكره الديوان الأميري، حيث يشهد الأمير مراسم الافتتاح، إلى جانب متابعة المباراة الأولى التي ستجمع منتخب قطر ونظيره الفلسطيني في انطلاقة المنافسات الرسمية للبطولة.
وتعمل اللجنة المنظمة على متابعة تنفيذ التعليمات الفنية والإدارية جميعها على مدار أيام البطولة، بالتنسيق مع الاتحادات الوطنية المشاركة، ويتوقع أن تشهد الأدوار الإقصائية منافسات متقاربة المستوى مع دخول معظم الفرق بأفضل عناصرها الفنية.
واختارت اللجنة المنظمة لكأس العرب 2025 في قطر التعويذة الرسمية للبطولة 'جحا'، حيث تعدشخصية جحا الشهيرة في التراث العربي، والذي يعدّ من الرموز الأدبية والفلكلورية في المنطقة بروحه الفكاهية وحكمته الظريفة التي كان يستخدمها لإظهار مفارقات الحياة اليومية.
ملاعب عالمية
تعتمد بطولة كأس العرب فيفا قطر 2025 على ستة ملاعب مونديالية سبق أن استضافت مباريات كأس العالم 2022، ما يمنح المنافسات بيئة لعب متقدمة تتوافق مع معايير فيفا.
وتشمل الملاعب كلاً من استاد البيت الذي يستضيف المباراة الافتتاحية بين قطر وفلسطين، واستاد لوسيل الذي يحتضن المواجهة النهائية في 18 ديسمبر 2025.
ويضم جدول الملاعب استاد أحمد بن علي، واستاد خليفة الدولي، واستاد 974، واستاد المدينة التعليمية، وهي منشآت مجهزة بأنظمة تبريد متطورة ومدرجات واسعة وتجهيزات ميدانية تضمن مستويات عالية من الراحة للاعبين والجماهير، وتوفر هذه الملاعب مرافق تدريبية حديثة تمنح المنتخبات استعداداً مثالياً طوال البطولة.
وتشير التحضيرات التنظيمية إلى سير العمل بشكل منسق بين الجهات الحكومية واللجان التنفيذية لضمان جاهزية المواصلات، ومناطق المشجعين، ومراكز الإعلام، والفنادق، بما يتماشى مع الخطة التشغيلية المطبقة خلال البطولات السابقة، كما تعمل الجهات المختصة على إدارة حركة الجماهير عبر وسائل نقل حديثة تشمل المترو والحافلات.
المنتخبات المشاركة والمجموعات
يشارك في البطولة 16 منتخباً عربياً موزعة على أربع مجموعات، حيث تضم المجموعة الأولى منتخبات قطر وتونس وسوريا وفلسطين، وتعد المجموعة إحدى أقوى مجموعات البطولة بالنظر إلى حضور منتخبات تملك خبرة واسعة في المنافسات الإقليمية.
وتضم المجموعة الثانية منتخبات المغرب والسعودية وعمان وجزر القمر، وتشهد مزيجاً من المدارس الكروية المختلفة، ما يرجح منافسات متقاربة المستوى.
وتتمثل المجموعة الثالثة في منتخبات مصر والأردن والإمارات والكويت، وهي مجموعة تحمل طابعاً عربياً بمزيج من المنتخبات الخليجية والمشرقية.
أما المجموعة الرابعة فتضم الجزائر، حاملة لقب نسخة 2021، إلى جانب العراق والبحرين والسودان، في مجموعة يتوقع أن تكون حافلة بالمنافسة خصوصاً مع رغبة المنتخب الجزائري في الدفاع عن لقبه أمام منتخبات تملك سجلاً كبيراً في بطولات العرب والخليج. وتستند هذه المجموعات إلى تصنيف المنتخبات وأداء الملحق التأهيلي.
ويشارك في البطولة عدد من المنتخبات التي ضمنت تأهلها إلى كأس العالم 2026، من بينها قطر والمغرب والجزائر وتونس والسعودية ومصر والأردن، ما يجعل مستوى التنافسية مرتفعاً.
وتعتمد معظم هذه المنتخبات على تشكيلات أساسية من لاعبي الصف الأول، خلافاً لبعض النسخ السابقة التي شهدت غياباً لبعض العناصر الأساسية.
وتتم إدارة مباريات البطولة وفقاً لروزنامة معتمدة من فيفا، مع احتساب النتائج ضمن التصنيف العالمي للمنتخبات، وهو ما يمنح المنتخبات دافعاً إضافياً للأداء بأقصى قدر من الجاهزية خلال جميع مراحل البطولة.
جوائز مالية مرتفعة
رفعت الجهات المنظمة قيمة الجوائز المالية في نسخة 2025 مقارنة بالنسخ السابقة، حيث يحصل كل منتخب مشارك على مكافأة تبلغ 715 ألف دولار، في حين تبلغ مكافأة التأهل إلى دور الثمانية نحو 1.7 مليون دولار.
وتعد هذه الخطوة تطوراً بارزاً في توجهات الاتحاد العربي ودولة قطر نحو رفع القيمة التسويقية للبطولة، بما يعكس طموح تحويل كأس العرب إلى بطولة ذات وزن إقليمي متصاعد.
ويتكامل هذا التوجه مع تعزيز دعم البث التلفزيوني، والحقوق التجارية، واستقطاب الجماهير العربية في الدول المجاورة.
وتترافق الجوائز المالية مع توفير بنية تنظيمية تسمح للمنتخبات بالمشاركة بشكل متكامل، ومن ضمن ذلك تغطية تكاليف الإقامة والتنقل وتوفير ملاعب تدريبية معتمدة، وتساهم هذه الإجراءات في تخفيف الأعباء على الاتحادات الوطنية ومنحها فرصة أفضل للتحضير الفني.
ثورة تحكيمية جديدة
تشهد بطولة كأس العرب فيفا قطر 2025 تطبيق مجموعة من القوانين التحكيمية الجديدة التي اعتمدها فيفا على سبيل التجربة الرسمية، بإشراف لجنة الحكام الدولية برئاسة بييرلويجي كولينا.
وتشكل هذه القوانين واحدة من أبرز مستجدات النسخة الحالية، حيث تهدف إلى الحد من إضاعة الوقت ورفع نسق المباريات.
وتشمل القوانين الجديدة قاعدة خروج اللاعب المصاب لمدة دقيقتين، حيث يغادر اللاعب الملعب إذا احتاج إلى تدخل طبي، ويواصل فريقه اللعب بعشرة لاعبين خلال هذه المدة.
ويستثنى من هذا القرار حارس المرمى واللاعب الذي يتعرض لإصابة بسبب مخالفة واضحة تمت معاقبة مرتكبها بالبطاقة الصفراء أو الحمراء.
كما تنص القواعد الجديدة على احتساب ركلة ركنية بدلاً من إنذار حارس المرمى في حال تعمده إضاعة الوقت، ويعد هذا الإجراء خطوة تهدف إلى خلق عقوبة مباشرة تمنح الفريق المتضرر فرصة هجومية واضحة، وهو ما قد يسهم في تغيير أسلوب اللعب في الدقائق الحاسمة.
وتعمل اللجنة المنظمة على وضع هذه القوانين تحت تقييم دقيق خلال البطولة، بالتنسيق مع لجان التحكيم المحلية والطاقم الفني لفيفا، من أجل دراسة مدى قابليتها للتطبيق في البطولات الأخرى، في حين أنه من المتوقع أن تثير هذه القرارات نقاشات واسعة بين اللاعبين والمدربين.
تصنيف فيفا
للمرة الأولى، تقرر أن تُحتسب مباريات كأس العرب ضمن نظام تصنيف فيفا العالمي للمنتخبات، ويعد هذا التغيير خطوة مهمة تمنح البطولة وزناً دولياً وتعزز من قيمتها الفنية، خاصة بالنسبة للمنتخبات التي تسعى إلى تحسين ترتيبها العالمي استعداداً للتصفيات القارية المقبلة.
ويشمل ذلك احتساب النتائج والنقاط وفارق الأهداف بما يتناسب مع آلية التصنيف الدولية، ويمنح هذا الإجراء المنتخبات العربية فرصة لتعزيز مواقعها في التصنيف، خصوصاً تلك التي تحتاج إلى تحسين ترتيبها قبل استحقاقات كأس آسيا أو تصفيات كأس العالم المقبلة.
وتعتمد آلية التصنيف على عوامل مختلفة تشمل قيمة المباراة، وهوية المنافس، والنتيجة النهائية، والفوارق الفنية بين المنتخبات، وتعمل اللجنة المنظمة على تنسيق البيانات مع مركز البيانات التابع لفيفا لتحديث النتائج بشكل مستمر طوال أيام البطولة.
جماهير عربية واسعة
تستعد قطر لاستقبال آلاف الجماهير العربية القادمة من مختلف الدول لمتابعة مباريات البطولة، حيث تقدم الدولة مجموعة واسعة من الخدمات التي تشمل مرافق سكنية متنوعة ووسائل نقل ميسرة ومناطق مشجعين مخصصة.
وتشير التوقعات إلى حضور جماهيري كبير لمباريات المجموعات التي تضم منتخبات جماهيرية مثل مصر والمغرب والجزائر والسعودية، إضافة إلى حضور بارز للجمهور القطري الذي يشكل دعامة أساسية في البطولات التي تستضيفها البلاد.
وتشهد الأيام الأولى من البطولة افتتاح منطقة مشجعين رئيسية تستوعب عشرات الآلاف من الزوار، وتوفر شاشات عرض عملاقة وبرامج ترفيهية مصاحبة، ما يعزز من قيمة البطولة كحدث ثقافي واجتماعي إلى جانب كونها حدثاً رياضياً.

























