اخبار البحرين
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
دعا إلى إقامة إطار أمني إقليمي يضم جميع الدول للتعامل بفاعلية مع التحديات المشتركة
قال وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي اليوم السبت إن سلطنة عمان ترى منذ زمن بعيد أن سياسة عزل إيران لم تكن حلاً، وأن إشراكها في منظومة الأمن الإقليمي الشامل يسهم في ترسيخ الاستقرار والتعاون المشترك'، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العمانية.
وأضاف البوسعيدي خلال كلمة ألقاها في 'منتدى حوار المنامة 2025' الذي تستضيفه مملكة البحرين بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، 'أن الأمن الحقيقي لا يبنى بسياسات العزلة أو الاحتواء أو الإقصاء، بل يقوم على الشمولية والانضواء الإيجابي بين دول المنطقة'، لافتاً إلى أن 'التجارب التاريخية أثبتت أن سياسات التهميش لم تؤدِّ إلا إلى تفاقم التوترات وإطالة أمد الصراعات'.
ويقام المنتدى بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين والخبراء في قضايا الأمن والسياسة الدولية.
وتوجه وزير الخارجية العماني خلال مداخلته بالشكر لمملكة البحرين والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية على تنظيم هذا الحدث الذي أصبح منصة مهمة لتبادل الآراء وتعزيز الفهم المشترك، مؤكداً أن الاستقرار الإقليمي لا يتحقق إلا من خلال الحوار البناء والتفاهم المتبادل.
وشدد على أن 'إيران أظهرت في مراحل مختلفة انفتاحاً واستعداداً للحوار البناء'، مضيفاً أنها 'أبدت في أحداث متعددة ضبطاً للنفس على رغم الاعتداءات المتكررة، مما يؤكد أهمية تبني نهج دبلوماسي شامل يضم جميع الأطراف لمعالجة التحديات المشتركة مثل أمن الملاحة ومكافحة التهريب والتغير المناخي'.
وفي هذا السياق، أشار البوسعيدي إلى أنه 'في وقت سابق من هذا العام، أحرز ملف المفاوضات النووية بين ايران والولايات المتحدة تقدماً ملموساً خلال خمس جولات من المحادثات بين الجانبين، غير أنه، وقبل أيام قليلة من عقد الجولة السادسة التي كادت أن تكون الحاسمة، قامت إسرائيل بشن هجمات عسكرية غير قانونية ضد ايران'.
وأوضح أن 'الممارسات الإسرائيلية المتعمدة لإطالة أمد التوتر قد تسببت، في هذه الحال، بمقتل مئات المدنيين الإيرانيين الأبرياء'، لافتاً إلى 'أن إيران ردت على رغم ذلك بضبط نفس لافت، تماماً كما فعلت عندما قصفت إسرائيل قنصليتها في سوريا، وجرحت سفيرها لدى لبنان، واغتالت أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين في طهران'.
وأكد أن مثل هذه الأعمال التخريبية تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وتكشف بوضوح عن أن إسرائيل، وليس إيران، هي المصدر الرئيس لغياب الأمن في المنطقة.
كما أكد أن السياسات القائمة على الإقصاء تغذي التطرف وعدم الاستقرار، بينما تسهم الشراكة الشاملة في إيجاد مناخ من الثقة والاحترام المتبادل والازدهار المشترك.
ودعا المسؤول العماني إلى 'إقامة إطار أمني إقليمي يضم جميع الدول، بما فيها إيران والعراق واليمن، للتعامل بفاعلية مع التحديات المشتركة'.
واختتم وزير الخارجية العماني مداخلته بالتأكيد على أن سلطنة عمان ستواصل دعمها للحوار الشامل كخيار استراتيجي لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة، مشيراً إلى أن الحوار وحده هو السبيل لبناء مستقبل أكثر استقراراً وتنمية لشعوبها.
وشارك في الجلسة الحوارية، إضافة إلى البوسعيدي كل من وزير خارجية مملكة البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ووزير الخارجية اليوناني يورغوس يرابيتريتيس ومبعوث الاتحاد الأوروبي لشؤون الخليج لويجي دي مايو.
و'منتدى حوار المنامة' هو مؤتمر أمني سنوي مهم يعقد في البحرين لمناقشة تحديات الأمن الإقليمي والدولي في الشرق الأوسط.

























