سوزا: هذا سبب غياب حرم ويوسف عن كأس العرب.. وأتابع غالبية مباريات الدرجة الثانية

- بعض اللاعبين الصغار لا يحظون بدقائق لعب كافية.. لذلك نختارهم ونكثف العمل معهم

- نبحث عن المواهب التي تخدمنا.. ولدينا سبعة منهم

- لدينا عناصر من فرق الدرجة الثانية.. ولم نكن سيئين في كأس العرب

- استحق العمانيون الفوز.. ولكن ليس بثلاثية

- الفرق أظهرت احترامًا كبيرًا للأحمر.. وافتقدنا التسجيل

- كأس العرب أظهرت فروقات كبيرة بين عرب إفريقيا وآسيا

تسلّم قائد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم السيد محمد جعفر كأس خليجي 24 لتشعل البحرين قناديل الفرح وتعتلي الرايات إيذانًا بانطلاق مسيرات الفرح في مختلف مناطق المملكة ابتهاجًا بالفوز الغالي.

أحدث الفوز حالة فرح عارمة احتفاءً بمجموعة كان قائدها وربانها المدرب البرتغالي هيليو سوزا من على أرض العاصمة القطرية الدوحة في الثامن من شهر ديسمبر من العام 2019، حينها تلألأ الكأس في يدي حارس مرمى وقائد منتخبنا السيد محمد جعفر.

“البلاد سبورت” التقى المدرب سوزا للحديث عما يعنيه الفوز بالكأس بعد أن سعت وراءه البحرين خمسين سنة، لتسعد به الجماهير عندما أصبح حقيقة بعد أن كان حلمًا راودها منذ النسخة الأولى لكأس الخليج العربي، وتحدث سوزا عن مشواره في كأس العرب وتطلعاته للفترة المقبلة وتصفيات كأس العالم، فكان معه الحوار الآتي:

5 تغييرات في كل مباراة بكأس العرب، أليست كثيرة ولا تتناسب مع المنتخب؟

هذه طريقة بناء نسير عليها، وهي تعتمد على الجهوزية وعدد اللاعبين المتوفرين، والطريقة التي جربناها سابقًا في كأس الخليج بالدخول بتشكيلتين مختلفتين في كل مباراة كنت أعتمدها في البطولات الإقليمية القصيرة، أما في كأس العرب فقد افتقدنا بعض العناصر؛ لذلك لجأنا إلى أسلوب البحث عن أفضل الخيارات لإشراك جميع اللاعبين مع المحافظة على طريقة اللعب حتى يكون اللاعب في كامل عطائه في مباريات الدور التمهيدي لكأس العرب.

والفكرة هي أن نعطي فرصة لأكبر عدد من اللاعبين ليكتسبوا خبرة المباريات التنافسية برتمٍ عالٍ ضد فرق قوية ونشرك الجميع حتى نحصل على مردود متميز نستفيد منه عبر توفير خيارات أفضل وأكبر في البطولات الرسمية.

وفي ظل افتقاد اللاعبين لفرصة المباريات الدولية عدا المحرق المشارك في كأس الاتحاد الآسيوي والحد الذي لعب بشكل أقل في البطولة ذاتها، فإننا في الجهاز الفني ملزمون بمنح اللاعبين الفرصة لأداء مباريات مع فرق تلعب بطرق مختلفة ومستويات غير تلك التي اعتادوها.

لماذا غاب عبدالله يوسف وعلي حرم عن تشكيلة المنتخب في الآونة الأخيرة؟

في التجمع الحالي للمنتخب فإن اللاعب يخضع لفترة الحجر الصحي جراء تفشي وباء كورونا، أما في كأس العرب فإن ناديه التضامن الكويتي لم يسمح بتسريحه لصالح المنتخب، ولا يمكن أن نضغط على النادي من أجل ذلك، وبالنسبة لعبدالله يوسف فإن ناديه التشيكي هو الآخر لم يسمح لنا بالاستفادة من خدماته فغاب عن البطولة.

ماذا عن متابعة الدوري والتعرف على اللاعبين الموهوبين وضمهم لتشكيلة المنتخب؟

في الدوري البحريني لدينا مواهب جيدة تنشط في الأندية المحلية، وفي أغلب المباريات يمكن أن ترى بعض المواهب، حتى في دوري الدرجة الثانية، بل يمكنهم أيضًا خدمة المنتخب، ونحن في الجهاز الفني نحضر لمتابعة المباريات، ويتواجد أحد أفراد الطاقم الفني من أجل ذلك، إذ نتابع جميع مباريات دوري الدرجة الأولى وغالبية مباريات الدرجة الثانية التي تضم موهوبين، لكنهم يختلفون في الكم والكيف.

لكن المشكلة في الموهوبين الصغار أنهم لا يحصلون على دقائق كافية من اللعب في المباريات، وهو ما يجعل مهمتنا صعبة في التعرف عليهم وقياس مدى مقدرتهم على خدمة الفريق، لذلك يخرج البعض منهم إلى أندية أخرى بنظام الإعارة.

ورغم ذلك فقد حصلنا على مواهب شاركت معنا لفترات طويلة من لاعبي المنتخب الأولمبي، وقبل كأس العرب كان معنا عبدالله الخلاصي، صالح عناد، حمزة عبدالله وحارس مرمى نادي الرفاع عبدالله فريح، واستحقوا الفرصة؛ لأنهم يعرفون ما نريده منهم، وقد تُتاح لهم الفرصة مجددًا، وهم خيارات قوية للمنتخب في الفترة المقبلة، ومع العمل الجاد من قبلهم سيحصلون على الفرصة لتمثيل المنتخب.

لماذا غاب العنصر الشبابي عن نهائيات كأس العرب؟

يحتاجون للعب بشكل أفضل مع أنديتهم، وحينها سنتعرف على ردة فعلهم في المباريات وسنعرف مدى مقدرتهم على اللعب تحت الضغط العالي وتحت تأثيرات كرة القدم، والجهاز الفني دائمًا ما يتطلع إلى التشكيلة الأمثل التي تخدمه، والفرصة ما زالت موجودة للاعبين الصغار للعب مع المنتخب، فالإصابات تفتح المجال لبقية اللاعبين لإثبات قدراتهم عبر تقديم أنفسهم بما يقنع الجهاز الفني.

ومثال ذلك اللاعب محمد عبدالقيوم الذي شارك معنا في معسكر الإمارات في نوفمبر من العام 2020 وهو صغير السن، وهو مثال على اللاعبين الذين نقدم لهم الفرصة بسبب موهبتهم من خلال التدريب مع لاعبين يفوقونه خبرة ومهارة، وهنا يمكننا الحكم عليه لإظهار قيمته الفنية بشكل أوضح لأنه تحت مراقبة الجهاز الفني.

وما زلنا نستدعي اللاعبين الشبان مثل لاعب الرفاع عباس العصفور لموهبته رغم عدم خوضه دقائق كافية مع ناديه، ونحاول خلق الفرصة للاعبين الشباب ليكونوا جزءًا من خطة المنتخب في المستقبل.

ولدينا لاعبون من جيل 97 و99 أمثال محمد الحردان، محمد مرهون، أحمد بوغمار وهو حاليًا مصاب، والسيد هاشم عيسى، إبراهيم الختال وحمد شمسان، وهؤلاء يمكن أن يكونوا أسماء لامعة في تشكيلة المنتخب في المستقبل بعد أن يستفيدوا من خبرات اللاعبين أمثال السيد محمد جعفر ووليد الحيام وغيرهم، وبذلك نكون قد حققنا نقطة مهمة في التشكيلة وهي الاستدامة.

ماذا عن تصفيات كأس العالم، وما تطلعاتك؟

سنبدأ التحضير للتصفيات منذ الآن، ولدينا في التجمع الحالي خطة للعب وديًا مع منتخبين أفريقيين، إذ نبحث دائمًا عن فرق نستفيد منها، فقد لعبنا من قبل مع منتخبات تمتلك لاعبين ينشطون في دوريات أوروبية كبيرة ويسجلون أهدافًا في تلك المسابقات، وعندما لعبنا ضد منتخب الكونغو الديموقراطية لعب مدافعونا مباراة ضد مهاجم فولهام الانجليزي، ثم لعبنا ضد نيوزيلندا الذي يمتلك لاعبًا ينشط في بيرنلي الانجليزي ثم انتقل للعب في نيوكاسل.

ولا نبحث عن منتخبات تصنيفها 130 عالميًا بل نسعى لمن يضيف لخبراتنا حسب المرحلة التي نحن فيها، كما نبحث عن منتخبات من مدارس مختلفة لاختلاف طرق اللعب لتزداد تجاربنا من أجل التحضير إلى التصفيات المقبلة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، ونسعى لخلق فرص أفضل للفريق، والأجمل أن يكون الشبان في الفترة الحالية لديهم خبرات تؤهلهم لتمثيل المنتخب في التصفيات المقبلة.

وكنا قد استدعينا لاعب النجمة السيد محمد جميل عندما كان فريقه في الدرجة الثانية، وشارك في لقاء طاجكستان الودي وصنع هدفًا في تلك المباراة، بالإضافة إلى حارس المالكية الشاب محمد أحمد مرهون الذي تمت دعوته للمنتخب أكثر من مرة وهو يلعب في الدرجة الثانية.

كيف تنظر إلى خروج البحرين المبكر من كأس العرب؟

لعبنا مباراتين بشكل ممتاز ضد قطر، لكن ذلك لم يظهر في النتيجة النهائية التي خسرناها، ولعبنا بنفس مستوى المنتخب القطري وخلقنا بعض الفرص للتسجيل، والمنتخب القطري متمرس وخاض الكثير من المباريات في الكأس الذهبية وكوبا أمريكا والتضفيات الأوربية، ورغم ذلك كنا ندًا لهم وكان بإمكاننا التسجيل.

وأمام منتخب العراق في المباراة الثانية قدمنا 25 دقيقة مثالية، وكان يمكن أن نسجل هدفين بعد أن صنعنا ست فرص سانحة للتسجيل، ثم مالت المباراة إلى التكافؤ ونحن أكثر من بحث عن الفوز بالهجوم وصناعة الفرص.

أما ضد عمان فلم تكن بدايتنا سيئة، وصنعنا ثلاث فرص سانحة للتسجيل، وارتطمت الكرة في القائم مرتين، ثم بدأ منتخب عمان يستحوذ على الكرة وفاز بثلاثة أهداف دون مقابل، لكن النتيجة لا تعكس واقع اللعب، واستحق العمانيون الفوز ولكن ليس بتلك النتيجة.

ومن المكاسب أن الفرق في كأس العرب أظهرت احترامًا لمنتخب البحرين، وكل منتخب نواجهه لم يكن يبدأ تنظيم الهجمات من خط دفاعه؛ لأننا نضغط عليه من منطقته، ولا نمنح لهم الفرصة.

ومن خلال كأس العرب أظهرنا قوة ولكن افتقدنا التسجيل وأظهرنا تطورًا في بعض النقاط الفنية.

وبالنسبة لكأس العرب فقد أظهرت مبارياتها فروقات كبيرة بين عرب افريقيا وعرب آسيا بصعود ثلاثة منتخبات افريقية (تونس والمغرب والجزائر) إلى نصف النهائي رغم عدم مشاركتهم بمحترفيهم من الدوريات الأوربية، ومنتخبات الخليج تحتاج إلى مزيد من التطور للوصول إلى ما وصل إليه عرب افريقيا ومنتخبات شرق آسيا.

لكن الجيد في منتخبنا أنه يدخل كل مباراة ونقاتل من أجل الفوز ويصنع الفرص، وهو ما يجب أن نبني عليه ونستمر في البناء.