ما المقصود بـ “جُمَادَى”؟

في كل عام يمر علينا شهران من شهور السنة الهجرية مسمَّيان بـ “جمادى الأولى” و”جمادى الآخرة”، فما المقصود بـ “جُمَادَى”؟

سُمّي الجُمَادَيان بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرَّة الجد الخامس لنبينا الكريم محمد (ص)، وذلك نحو العام 412م. وتذكر الروايات أن السبب في تسمية هذين الشهرين بهذا الاسم أنه اتَّفق عند تسميتهما أن الماء كان يتجمّد فيهما من شدة البرد القارس.

ومن العرب من كان يسمي فصل الشتاء كله “جُمَادَى” سواء اتفق أن جاء الشتاء في شهري جمادى الأولى وجمادى الآخرة أو في غيرهما من شهور السنة الهجرية. ويبدو أن المناخ في فصل الشتاء كان شديد البرد في الوقت الذي كانت تحل فيه الجماديان، خصوصًا شمالي الجزيرة العربية، حتى أن الناس كانوا يموتون في زمهرير الشتاء.

وحدث أن أُمطرت بلاد “تيماء” بَرَدًا كالبَيْض في جُمَادَى الأولى من سنة 226هـ (841م) فَقَتل منهم عددًا كبيرًا، و”تيماء” بلاد تقع تاريخيًّا وجغرافيًّا في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وهي حاليًّا اسم محافظة بالمملكة العربية السعودية تتبع إداريًّا منطقة تبوك.

وكان العرب إذا قالوا “جُمَادَى خمسَةٍ” قصدوا به “جمادى الأُولى”، وهو الشهر الخامس من شهور السنة الهجرية، وكانت العرب أيضًا تقول: “جُمَادَى سِتَّةٍ” مُعنونين به ما عُرف فيما بعد بشهر “جمادى الآخرة” والمقصود بهذه التسمية هو تمام ستة أشهر من أول السنة الهجرية بعد الأشهر الخمسة: (محرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر، وجمادى الأولى).

يُشار إلى أن الشهور العربية كلها مذكَّرة إلا جُمادَى الأولى وجُمَادَى الآخرة فإنهما مؤنثتان. كما أن الصحيح أن يُقال “جمادى الآخِرة”، ولا يُقال “جمادى الثانية”؛ لأنَّ الثانية تُوحِى بوجود ثالثة، بينما تُوجَد في السنة الهجرية جُماديان فقط.