اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الإمارات اليوم
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
يُمثّل كتاب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «علمتني الحياة»، مرجعاً معرفياً وفكرياً للأجيال الحالية والقادمة، والكتاب يُوثّق محطات من مسيرة وفلسفة سموّه القيادية والفكرية في سياسة الناس وسياسة الحكم.
35 فصلاً مُلهِماً يجمعها كتاب استثنائي، أراده سموّه أن يكون «بسيطاً في كلماته، صريحاً في عباراته، حقيقياً في معانيه حتى يصل من القلب للقلب».
وقال سموّه في مقدمتها: «خلال بضعة أعوام سأكمل 60 عاماً في العمل العام.. 60 عاماً من سياسة الناس وسياسة الحكم، وسياسة الحياة، 60 عاماً مرت سريعة بتحدياتها وإنجازاتها، وأفراحها وأحزانها، وأزماتها ومفاجآتها، 60 عاماً كسبت فيها أصدقاء، وبسبب الإنجاز أصبح لدي أيضاً حُسّاد، 60 عاماً فقدت فيها أحبة، فقدت أبي وأمي وإخوتي وغيرهم، وكسبت فيها الكثير، أسرةً جميلةً وأبناء صالحين ومواطنين طيبين، ودولة أصبحت حديث الناس والعالم».
ويأتي إطلاق الكتاب تجسيداً لحرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على نقل خبراته وتجاربه الثرية، في مختلف الميادين، ليكون إضافة نوعية للمكتبة العربية، ومصدر إلهام للقيادات وصُنّاع القرار والجيل الجديد من الشباب الطامح لصناعة المستقبل.
كما يُعدّ امتداداً لمسيرة سموّه في رفد الفكر والثقافة والإبداع بنتاجات نوعية تركت بصمتها على الحراك الفكري والثقافي محلياً وعربياً، عبر موضوعات شاملة تتناول مختلف جوانب الحياة وقيمها الإنسانية والتنموية.
وفي مقدمة الكتاب يقول سموّه: «تعلمت الكثير من الحياة، ولعل أكبر درس تعلمته أنني لست كاملاً، بل إنسان يتعلم ويتطور، وينمو ويكبر، ويحب ويكره، ويقوى ويضعف، ويتغير باستمرار، ولكن بقي الثابت الوحيد، عبر أكثر من سبعة عقود من حياتي، أنني أحببت بلدي، وأحببت شعبي، وأحببت أسرتي».. ومن قصص الكتاب:
هل جرّبت أن تعيش؟
ما عاش من لم يذق طعم الحياة.
ما عاش من لم يذق طعم الفوز، أو لذة السباق، أو لذة اللحظات قبل السباق.. شعور التحدي والترقب والأمل وخفقان القلب والاختبارات الجديدة لحدود قدراتنا وإمكاناتنا.
ما عاش من لم يمش دروباً جديدة.. أو يجرب أشياء جديدة.
متى كانت آخر مرة جربت فيها شيئاً لأول مرة؟
أجمل ما في الحياة لا يُشترى بالمال بل يكتشف بدهشة المرة الأولى.
المشي في طريق جديد وإن كان وعراً، يعطيك تجربة المرة الأولى وجمال الدهشة الأولى.
أما تكرار التجارب فهو اجترار لذكريات سابقة.
بدء طريق جديد أو تجربة فكرة جديدة، هو عالم لم يمسسه غيرك ولم يذهب إليه سواك.. له لذة لا يعرفها إلا من يمتلك شجاعة البدايات الأولى وجرأة العيش على حدود قدراتنا.
هل جربت أن تعيش؟
هل جربت أن يكون لك حلم أو طموح؟
هل جربت أن تكون لك غايات عليا تسعى إليها؟
ما عاش من كان همه عبور يومه إلى اليوم الذي يليه.. وعبور شهره إلى الذي بعده.
ما عاش من لم يذق لذة الوصول، ولذة الإنجاز ولذة الاكتمال.
الحياة دون أهداف مثل السفينة التي تبحر دون وجهة، ودون بوصلة، ودون غاية.
لا تعش حياة صغيرة.. أو نصف حياة.
ولا تخف من أن تفشل في أحلامك العظيمة، بل خف من النجاح في المهام التافهة.. لأن قدرك في الحياة على قدر أحلامك. نحن نكبر على قدر مهامنا وأحلامنا وأهدافنا.. وإذا لم تخِفْك أحلامك فليست عظيمة بما يكفي.
ليست الحياة بعدد السنوات.. بل بعدد الأيام التي عشت فيها حياة حقيقية.
لا أحد يذكر أصحاب الأحلام البسيطة.
لا أحد يذكر أصحاب الحياة الرتيبة.
لا أحد يذكر أصحاب العزيمة الضعيفة.
التاريخ يذكر الذين خاطروا من أجل أحلامهم، والذين تجرّؤوا على المشي في دروب وعرة لم يسبقهم إليها أحد.
أشهد أنني عشت.
• لا تخف من أن تفشل في أحلامك العظيمة، بل خف من النجاح في المهام التافهة.. لأن قدرك في الحياة على قدر أحلامك.. وإذا لم تخِفْك أحلامك فليست عظيمة بما يكفي.
• أجمل ما في الحياة لا يُشترى بالمال، بل يكتشف بدهشة المرة الأولى. المشي في طريق جديد وإن كان وعراً، يعطيك تجربة المرة الأولى وجمال الدهشة الأولى.
نحن بشر
علّمتني الحياة أنّ النجاح ليس سلسلة متصلة من الانتصارات، بل سلسلة من التجارب التي تقودك للنضج في القيادة والحكمة في الحياة.
يعتقد البعض أن رحلتي عبر ستة عقود كانت محطات متتالية من الانتصارات والنجاحات والإنجازات، وليس هذا منطقياً ولا واقعياً.
نحن لسنا أنبياء معصومين، ولا ملائكة مقرّبين. نحن بشر نُصيب ونخطئ، نسقط وننهض، ننجح ونفشل، نفرح ونحزن، نضعف ونقوى. والعاقل هو الذي يتعلم من رحلته وتجاربه، والمتكبر هو الذي يُنكر إخفاقاته ولا يتعلم منها.
المسؤولون أمام أخطائهم نوعان: من يشيع الخوف في مؤسسته لدفن الأخطاء والتستر عليها، ورفض الاعتراف بها والحديث عنها، ونوع آخر يشيع جواً من الثقة ويمتلك الشجاعة لمناقشة الإخفاقات مع فريق عمله، والدروس التي تعلموها لبناء نجاحات مستقبلية.
يقال إن الحمقى هم من يكررون أخطاءهم، أما الأذكياء.. فهم يصنعون أخطاء جديدة.
نحن بشر، القرارات لن تكون صائبة 100% من الأوقات.. والسياسات قد تحتاج إلى تعديلات، والمشاريع قد تتوقف لإعادة التقييم. الخطأ وارد.
ولا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن تكون لدينا الشجاعة للتعديل والتقييم وإعادة الانطلاق.
هناك قادة دول رفضوا الاعتراف بالأخطاء.. ورفضوا مطالب أبناء بلدانهم، ودخلوا في مواجهات مع شعوبهم، وخاضوا حروباً طويلة دون جدوى، وكلفوا دولهم ملايين الضحايا، وأرجعوها عشرات السنين للوراء.. فقط لأنهم رفضوا الاعتراف بالخطأ.
وهناك دول كألمانيا واليابان وغيرها.. أقروا بأخطائهم، وواجهوها، وقرروا الانطلاق من ركام الحرب والخسارة لبناء معجزات تنموية قائمة على الثقة في النفس والمصارحة والصدق مع شعوبهم ومع أنفسهم.
علّمتني الحياة أن تقبُّل الخسارة حكمة، ونضج يمنح الإنسان الطاقة للانطلاق من جديد.
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً..
• علّمتني الحياة أن تقبُّل الخسارة حكمة، ونضج يمنح الإنسان الطاقة للانطلاق من جديد.ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
استيقظ قبل البشر
علّمتني الحياة أن عاداتي اليومية الصغيرة هي سر نجاحاتي الكبرى في الحياة.
وأن الناس قد يتشابهون في القدرات، لكن ما يحدد تفوّقهم هو العادات.
علّمتني الحياة أن القوي هو الذي يُلزم نفسه بعادات إيجابية مستمرة.
والضعيف هو ضعيف الإرادة الذي لا يستطيع حفر عادة إيجابية ثابتة في حياته.
من أكثر عاداتي التي ساهمت في بناء الكثير من نجاحاتي هي الاستيقاظ قبل الناس.
بعد الفجر وقبل الشروق، تتنفس الأشجار.. وتنطلق المخلوقات.
وتوزّع الأرزاق.
في أول الصباحات.. يمكنك اتخاذ أكبر القرارات.
في أول الصباحات.. تستطيع التأمل والتفكر، وممارسة الرياضة، والتفكير العميق في أعظم قراراتك، وأهم أحلامك وطموحاتك.
أخذت هذه العادة من أبي رحمه الله.. وأحرص أن يستمر عليها من بعدي أبنائي وأحفادي.
علّمتني الحياة أنك إذا كنت تبحث عن الصورة الحقيقية لمشاريعك ومؤسساتك ورجالاتك.. فعليك بجولات الصباح.
وإذا كنت تبحث عن ساعة صفاء لكتابة قصيدة، أو إبداع فكرة، أو قراءة مهمة.. فعليك بساعة الصباح الأولى.
وإذا كنت تريد ممارسة رياضة أو هواية محببة إلى قلبك.. فعليك بساعات الصباح الأولى.
وإذا كنت تريد تحقيق إنجاز قبل أن يشغلك الناس.. فعليك بساعات الصباح الأولى.
علّمتني الحياة..
أنه مع شروق كل يوم تشرق آلاف الفرص الجديدة.. وأولئك الجاهزون لها مع أول الصباح هم من يقتنصون أفضلها.
علّمتني الحياة أن لحظات الصباح الأولى هي اللحظات الأنقى والأصفى للعقل أن يفكر.. وللخيال أن يبدع.. وللأحلام أن ترسم.. وأن أغلب القادة عبر الأزمنة يشتركون في شيء واحد.. هو احترامهم لساعات الصباح الأولى.
علّمتني الحياة أنّ من يملك صباحه يملك يومه.. ومن يملك يومه يملك حياته ومصيره.
• علّمتني الحياة أنك إذا كنت تبحث عن الصورة الحقيقية لمشاريعك ومؤسساتك ورجالاتك.. فعليك بجولات الصباح.