د.ولاء حافظ -

في السنوات الأخيرة، تطور الحديث بشأن المكملات الغذائية لتصبح استراتيجية صحية سائدة، يوصي بها خبراء الصحة المشهورون على وسائل التواصل ومقدمو البرِامج، إلا أن محاولة معرفة المكملات الغذائية التي ستكون مفيدة بالفعل من بين مجموعة كبيرة من الخيارات المتاحة أشبه بحقل ألغام.

وفي السيناريو المثالي - وفق ما ذكرت صحيفة «التليغراف» - سيشكل اختبار الدم الأساس لهذه القرارات، ولكن هذا ليس ممكناً دائماً؛ إذ لا تتوافر اختبارات الدم لجميع أوجه القصور الغذائية.

إذاً، ما المكملات الغذائية التي يستحق تناولها بالفعل؟

1 - أوميغا 3

لطالما تمت الإشادة بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وخاصة حمض إيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهيكسانويك، لفوائدهما القلبية الوعائية. ومع ذلك، تضيف الدراسات الحديثة على دورها في الوظائف الإدراكية وتقليل الالتهابات وحتى طول العمر.

ويؤكد الدكتور أندرو هوبرمان، عالم الأعصاب في جامعة ستانفورد، على الفوائد الإدراكية لأحماض أوميغا 3، مشيراً إلى دورها الحاسم في الحفاظ على سيولة الغشاء في خلايا المخ، وهو أمر بالغ الأهمية لنقل الإشارات العصبية بكفاءة والمرونة الإدراكية. كما أوصى بتناول مكملات أوميغا 3 لخصائصها المضادة للالتهابات وبالتالي إمكاناتها في إطالة العمر الصحي.

اختر المكملات الغذائية التي تحمل شهادة معايير زيت السمك الدولية (IFOS) أو المنتجات المعتمدة من قبل Friend of the Sea أو MarinTrust، والتي تعزز الإدارة المستدامة والمسؤولة لمصائد الأسماك.

2 - مكملات الكرياتين

يُعرف «مونوهيدرات الكرياتين»على نطاق واسع في مجتمع اللياقة البدنية بفوائده في نمو العضلات والأداء الرياضي، إلا أن فوائده المعرفية يتم استكشافها الآن بدقة.

وأثبتت الأبحاث الحديثة أن مكملات الكرياتين يمكن أن تحسن الذاكرة وتقلل من التعب الذهني وتزيد من الوظائف الإدراكية بشكل عام. أكد الخبراء أن إمكانات الكرياتين في دعم صحة الدماغ، وخاصة لدى كبار السن أو الأفراد الذين يعانون من الحرمان من النوم، مثيرة للاهتمام للغاية.

يساعد الكرياتين في إعادة تدوير ثلاثي فوسفات الأدينوزين، وهو عملة الطاقة للخلايا، وهو أمر بالغ الأهمية لكل من وظائف العضلات والدماغ. الجرعة القياسية من أحادي هيدرات الكرياتين هي 5 غرامات يومياً، وقد ثبت أنها فعالة لكل من الفوائد الجسدية والإدراكية. هذه الجرعة جيدة التحمل وقد تمت دراستها على نطاق واسع، مما يجعلها إضافة منخفضة المخاطر لمعظم أنظمة المكملات الغذائية.

3 - فيتامين «د»

من المثير للدهشة أن أكثر من %80 من الناس لديهم مستويات منخفضة من فيتامين «د»، وأكثر من نصف هؤلاء الذين تم اختبارهم كانت مستوياتهم منخفضة للغاية بالفعل. وتتجلى هذه النتيجة من خلال اختبارات الدم.

ويرجع السبب في ذلك إلى حد كبير إلى التعرض القليل لأشعة الشمس والنظام الغذائي السيئ. وفي حين يرتبط فيتامين د بصحة العظام، فقد وسعت الأبحاث الحديثة نطاقه ليشمل الوظيفة المناعية والوقاية من السرطان وحتى تنظيم الحالة المزاجية.

ووفقاً لتحليل شامل أجراه باحثون في جامعة هارفارد، فإن المستويات الكافية من فيتامين «د» مرتبطة بانخفاض خطر الوفاة بالسرطان، بالاضافة الى ذلك مستويات فيتامين «د» المثلى ترتبط بتحسن الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تأثيره على تنظيم مسارات السيروتونين والدوبامين.

4 - المغنيسيوم

يشارك المغنيسيوم في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي في الجسم، مما يؤثر في كل شيء من وظيفة العضلات ونقل الأعصاب إلى تخليق الحمض النووي وإنتاج الطاقة. وعلى الرغم من انتشاره، فإن نقص المغنيسيوم شائع بشكل كبير.

أبرزت دراسات حديثة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كاليفورنيا في بيركلي دور المغنيسيوم في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى القلق. يعد تحسين جودة النوم من أكثر الاستخدامات شيوعًا للمغنيسيوم في الآونة الأخيرة، ويبدو أنه يساعد الأشخاص على النوم، أما لفترة أطول أو أعمق أو كليهما.

يبدو أيضًا أن المغنيسيوم، وخاصة الثريونات، أظهر الكثير من النجاح في الحماية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر من خلال تحسين القدرة على الصمود في مواجهة الإجهاد وكذلك تحسين جودة النوم.