نبض السودان- رحاب عبدالله

تكبد عدد من تجار العملة في السودان خسائر كبيرة عقب التراجع الحاد الذي شهدته أسعار الصرف في السوق الموازي، وذلك بعد أيام فقط من موجة ارتفاع غير مسبوقة كانت قد دفعت الكثيرين لشراء كميات ضخمة من العملات الأجنبية بغرض المضاربة. وأفادت مصادر مطلعة لـ”نبض السودان” أن بعض المتعاملين تكبدوا خسائر فادحة، في حين امتنع آخرون عن البيع ترقبًا لأي تحركات جديدة في الأسعار.

التراجع يربك السوق الموازي وتوقف مفاجئ في حركة البيع

شهد السوق الموازي يوم السبت تراجعًا ملحوظًا في معظم أسعار العملات الأجنبية، وسط حالة من الترقب والحذر الشديدين بين التجار والمضاربين. وأكد متعاملون أن الدولار سجل ما بين 2800 إلى 2900 جنيهًا مقارنة بمستويات أعلى في الأيام السابقة، بينما سجل الريال السعودي بين 773 و800 جنيهًا، والدرهم الإماراتي بين 790 و817 جنيهًا، بعد أن تجاوز حاجز 878 جنيهًا مؤخرًا.

الجنيه يسترد أنفاسه مؤقتًا.. واستقرار هش في بعض العملات

كما أظهرت المؤشرات أن اليورو تراجع إلى 3529.41 جنيهًا بعد أن كان يتجاوز 3794 جنيهًا، فيما انخفض الجنيه الإسترليني إلى 4054 جنيهًا. أما الجنيه المصري فقد سجل ما بين 61 و63 ألف جنيه سوداني، مقارنة بـ65 ألفًا خلال الأيام الماضية، وهو ما يعكس عودة طفيفة لقوة الجنيه السوداني لكن في ظل وضع غير مستقر.

تباين في التوقعات.. هل هي قفزة قادمة أم بداية تصحيح؟

بحسب مراقبين اقتصاديين، فإن التراجع الحالي قد يكون مؤقتًا، مشيرين إلى وجود توقعات بعودة الارتفاع مجددًا نتيجة استمرار الأزمة الاقتصادية، وشح النقد الأجنبي، واستمرار المضاربات الخفية. في المقابل، يرى آخرون أن ما حدث هو تصحيح مفاجئ للأسعار بعد فقاعة مضاربية ضاعفت الأسعار بشكل غير حقيقي خلال الأسبوع الماضي.

الارتباك سيد الموقف وسط كبار التجار

تسود حالة من الارتباك وسط كبار تجار العملة، خصوصًا أولئك الذين اشتروا كميات ضخمة خلال فترات الذروة الأخيرة. وتداولت مصادر أن بعضهم تكبد خسائر وصلت إلى ملايين الجنيهات، وهو ما دفع العديد منهم إلى الإحجام عن البيع في انتظار ما ستسفر عنه تحركات السوق خلال الأيام المقبلة.

ويُذكر أن السوق الموازي في السودان يخضع لتأثيرات متقلبة بفعل عوامل متعددة، أبرزها غياب السياسات النقدية الموحدة، ضعف الرقابة، وانعدام الاستقرار السياسي والأمني، ما يجعله ساحة خصبة للمضاربات والانفلات السعري.