حذر مستشار الرئيس الأمريكي آموس هوكشتاين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين 16 سبتمبر 2024 من الشروع في حرب أوسع ضد لبنان، وفقًا لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة على الاجتماعات لموقع أكسيوس الأمريكي.

وجاءت رسالة هوكشتاين في الوقت الذي كثف فيه المجلس العسكري والأمني ​​الإسرائيلي استعداداته لحرب ضد حزب الله في لبنان، والتي يأملون أن تسمح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين بالعودة إلى ديارهم.

وتصاعد تبادل إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، منذ أكتوبر الماضي بشكل مستمر.

وكان المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون يأملون أن يؤدي اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة إلى تهدئة الحدود الشمالية أيضًا ولكن في غياب مثل هذه الصفقة، زاد الخوف من حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله بشكل كبير على مدى الأسبوعين الماضيين.

من المتوقع أن يصوت مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي يوم الثلاثاء على تحديد عودة الإسرائيليين النازحين رسميًا كهدف للحرب التي استمرت لمدة عام تقريبًا.

ووقع هوكشتاين في خضم أزمة سياسية في إسرائيل، حيث يدرس نتنياهو ما إذا كان سيقيل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الذي كان شريكًا رئيسيًا لإدارة بايدن.

كان نتنياهو يريد إقالة جالانت منذ أشهر بسبب علاقاتهما الشخصية السيئة والخلافات السياسية العميقة، وكان يبحث عن توقيت مناسب للقيام بذلك.

وفقًا لتقارير صحفية إسرائيلية، كان نتنياهو يتفاوض سراً في الأيام الأخيرة مع أحد أقوى منافسيه السياسيين، الوزير السابق جدعون ساعر، ليحل محل جالانت.

وهددت الأحزاب المتشددة بإسقاط ائتلاف نتنياهو إذا لم يمرر مشروع قانون يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية ويعارض جالانت هذا القانون.

وقال مسؤول أمريكي لـ'أكسيوس': 'سيكون من الجنون' أن يقيل نتنياهو وزير دفاع متمرس مثل جالانت وسط حرب في غزة وفي الوقت الذي قد تتجه فيه إسرائيل نحو حرب شاملة محتملة في لبنان.

وقال مصدران مطلعان على اجتماعات هوشتاين إن المبعوث الأمريكي أكد لنتنياهو وجالانت أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الصراع الأوسع في لبنان سيحقق هدف إعادة النازحين الإسرائيليين إلى ديارهم في الشمال.

وقال هوشتاين إن الحرب الشاملة مع حزب الله تخاطر بصراع إقليمي أوسع نطاقا وأطول أمدا، وفقا للمصادر.

وأوضح المبعوث الأمريكي لنتنياهو وجالانت أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالحل الدبلوماسي في لبنان، 'إما مع صفقة رهائن غزة ووقف إطلاق النار أو بمفردها'، وفقا للمصادر.

ورد نتنياهو على هوششتاين بأنه لن يكون من الممكن إعادة النازحين الإسرائيليين إلى ديارهم دون تغيير أساسي في الوضع الأمني ​​على الحدود مع لبنان، وفقا لمكتب رئيس الوزراء.

وأضاف نتنياهو في حديثه مع هوششتاين بحسب بيان: 'تقدر إسرائيل وتحترم دعم إدارة بايدن، لكنها في النهاية ستفعل ما هو ضروري للحفاظ على أمنها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان'.

وأوضح جالانت لهوششتاين أن إمكانية الحل الدبلوماسي للوضع على الحدود الشمالية 'انتهت لأن حزب الله يواصل ربط نفسه بحماس ويرفض إنهاء الصراع'.

وقال جالانت للمبعوث الأمريكي: 'لذلك - فإن الطريقة الوحيدة المتبقية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ستكون من خلال العمل العسكري'.