تكبدت بورصة وول ستريت أكبر خسارة يومية في تاريخها، حيث فقدت شركة إنفيديا المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية 465 مليار دولار من قيمتها السوقية في جلسة تداول واحدة يوم الاثنين 27 يناير 2025 مع صعود نجم شركة ديب سيك الصينية، وفقا لصحيفة بار تشارت المتخصصة في متابعة أسواق المال.

وجاء هذا الانهيار المفاجئ بمثابة الزلزال المدوي لأسهم إنفيديا نتيجة لمخاوف المستثمرين من المنافسة الشديدة التي يشكلها ظهور شركة ديب سيك الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تقدم حلولًا منخفضة التكلفة.

و نظرًا لأهمية شركة إنفيديا وتأثيرها القوي، حيث ساهمت عمليات بيع أسهم الشركة في حدوث 8 من أكبر 10 انخفاضات في يوم واحد في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، على إثر ذلك، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.3%، بينما انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 3.6%.

أسباب خسائر إنفيديا

يعود السبب الرئيسي لهذا الانهيار إلى ظهور شركة “ديب سيك” الصينية، التي تقدم نماذج ذكاء اصطناعي منخفضة التكلفة تنافس بقوة نماذج الشركات الأمريكية الكبرى مثل OpenAI وميتا.

ويثير نهج ديب سيك مخاوف من أن الشركات الأمريكية قد أنفقت مبالغ طائلة على تطوير الذكاء الاصطناعي دون تحقيق عائد كافٍ على الاستثمار.

وينظر إلى أحدث نموذج ذكاء اصطناعي من ديب سيك الذي تم إصداره الأسبوع الماضي، على أنه منافس قوي لنماذج OpenAI وميتا، وقد تصدر بالفعل تصنيفات متجر تطبيقات آبل.

ولم تقتصر الخسائر على إنفيديا، بل امتدت لتشمل شركات أخرى في قطاع التكنولوجيا، وخاصة تلك العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات.

انخفضت أسهم ميكرون وآرم هولدنجز بأكثر من 8% و9% على الترتيب كما تراجعت أسهم شركة برودكوم والأجهزة المتقدمة بأكثر من 14% و5% على الترتيب.

وفي الأثناء، انخفضت أسهم كونستليشن إنيرجي وشركة فسترا، المرتبطتان ببناء الطاقة للذكاء الاصطناعي، بأكثر من 12% و19% على التوالي، وعلى أثر ذلك، تأثرت أيضًا الأسواق الدولية، حيث انخفضت أسهم شركات الرقائق الهولندية واليابانية بشكل حاد.

وتعد خسارة إنفيديا 465 مليار دولار في يوم واحد بمثابة زلزال في عالم المال والتكنولوجيا، حيث تظهر المنافسة الشديدة التي يشكلها ظهور شركات جديدة مثل “ديب سيك” وتلقي بظلال من الشك على استراتيجيات الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.