أكد اللواء طيار هشام الحلبي الخبير العسكري إن تحليل الأهداف في أي مواجهة عسكرية يجب أن يبدأ من فهم أهداف الدولة المستهدفة، مشيرًا إلى أن الأهداف العسكرية يجب استهدافها في المقام الأول.

وقال في مقابلة مع برنامج 'الحياة اليوم' المذاع على قناة 'الحياة': 'حين أضع نفسي مكان إيران، فأول ما أدرسه هو الإمكانيات العسكرية التي قد تُستخدم ض حيثدي، ثم أنتقل إلى دراسة الأهداف الأخرى'.

وأضاف: 'الأهداف العسكرية تأتي في المرتبة الأولى لأنها مصدر التهديد المباشر، وتساءل: 'في حالة إسرائيل، ما هي القواعد العسكرية التي يمكن أن تستخدمها ضد إيران؟ لا تملك إسرائيل إلا القواعد الجوية والمطارات، وقد شملت الضربات بعض المنشآت المدنية ومراكز الأبحاث'.

وتابع: 'النقطة المهمة جدًا هي أن إسرائيل استخدمت استهداف المنشآت المدنية في إيران كسلاح إعلامي مؤثر لصالحها'، مضيفًا أن 'رئيس الوزراء الإسرائيلي حين يستهدف مبنى مدني، يسارع إلى التصوير أمامه، فيصدر بذلك مشهدا إعلاميا موجهًا لأوروبا وأمريكا، لا للعالم العربي، ليقول لهم نحن نتعرض للضرب ونحتاج مساعدات سياسية وعسكرية'.

وأوضح: 'إسرائيل نجحت في خلق صورة إعلامية مغايرة للواقع على الأرض، وهذا ما دفع مندوبها في مجلس الأمن إلى وصف قصف أحد المستشفيات بأنه جريمة حرب وانتهاك للإنسانية'.

وأكمل الخبير العسكري قائلًا: 'في البداية كانت التصريحات الأوروبية متزنة، تتحدث عن انتهاك السيادة الإيرانية، ثم تبدلت اللهجة لاحقًا لتصبح داعمة لإسرائيل، بحجة أنها تمارس حقها في الدفاع عن النفس، رغم أنها الطرف الذي بدأ القصف'.

وذكر: 'إسرائيل هي من تتحكم في تدفق الصور ومقاطع الفيديو من مواقع الضربات، وتقوم بتقديمها للمجتمع الغربي بطريقة تُقنعه بأنها الضحية، ولهذا السبب أرسلت الولايات المتحدة حملات جوية وطائرات لدعمها'.

واختتم: 'ما يحدث هو رسم مشهد إعلامي بعيد عن الحقيقة الميداني وإيران أخطأت عندما لم تستهدف قواعد عسكرية حيوية، رغم أن أولوية أي طرف في مثل هذا الصراع هي تحليل الأهداف التي تصدر منها النيران، والعمل على تحييدها'.