كفر الشيخ - إسلام عمار:

طفلة في الثامنة، سيدة خمسينية جمعت ثمن العمرة على مدار عامين، وموظف متقاعد حقق حلمه بعد سنوات من الانتظار، جميعهم اجتمعوا في رحلة واحدة، انطلقت من مدينة قلين التابعة لمحافظة كفر الشيخ، يحملون في قلوبهم إيمانًا عميقًا وحبًا صادقًا للرسول صلى الله عليه وسلم.

بين حشود المعتمرين المتجمعين أمام شركة السياحة بمدينة قلين، لفتت أنظار الجميع طفلة رقيقة لم تتجاوز الثامنة من عمرها. كانت تقف بصحبة والدتها، قادمة من قرية في مركز المحمودية بمحافظة البحيرة، متشوقة لأداء أول عمرة في حياتها.

وعن هذه الطفلة يقول الشيخ متولي كمون، إمام وخطيب بمديرية أوقاف البحيرة، وقائد المعتمرين في رحلة العمرة لـ'مصراوي' إن الطفلة تدعى أسيل هشام رزق نصر، أصرت على مرافقة والدتها خلال تأديتها رحلة العمرة بعد إصرار منها برغبتها زيارة الكعبة الشريفة.

بين صفوف المعتمرين، لفتتنا سيدة خمسينية تدعى أم هاشم. كانت تحكي بحماس عن حلمها بأداء العمرة الذي راودها منذ عامين، وعملت بجد وتوفير لجمع تكاليف الرحلة، معتمدة على 'تحويشة العمرة' التي جمعتها بمساعدة أبنائها وأخواتها، وبابتسامة عريضة، قالت لـ'مصراوي': 'الحمد لله، ربنا سهل لي كل شيء، وأخيراً تحقق حلمي بأداء العمرة.

وفي قصة أخرى مؤثرة، يروي لنا المحاسب محمد المحلاوي، المسؤول عن رحلات العمرة في مركز قلين، عن موظف ستيني من مركز الرحمانية بالبحيرة، كان قد قرر منذ سنوات أن يؤدي العمرة، واتفق مع زوجته على تخصيص مكافأة نهاية خدمته لتمويل هذه الرحلة، وبعد سنوات من الانتظار، تحقق حلمه أخيراً.

لم تتوقف القصص المؤثرة عند هذا الحد، فكما يؤكد المحاسب محمد المحلاوي، المسؤول عن رحلات العمرة في مركز قلين، فإن كل رحلة تحمل معها قصصاً فريدة، ففي رحلات سابقة، شهدنا قصصاً ملهمة لعروسين قررا أن يؤديا العمرة بدلاً من إقامة حفل زفاف فخم، وقصص أطفال صغار يرافقون ذويهم في هذه الرحلة المباركة، مما يثبت أن الحج والعمرة هما تجربة روحانية تجمع الناس من مختلف الأعمار والأوضاع.