وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، تعكس تطورًا نوعيًا في مسار العلاقات بين موسكو وطهران.

وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين روسيا وإيران، مع التركيز على توسيع نطاق الشراكة في مجالات حيوية، بما يتماشى مع المصالح المشتركة والاستجابة للتحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.

ووصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو، اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوقيع معاهدة شراكة استراتيجية تتضمن تعاونًا دفاعيًا أعمق، مما قد يثير قلق الغرب.

تعد هذه الزيارة الأولى للرئيس بزشكيان إلى الكرملين منذ فوزه بالرئاسة في يوليو الماضي، حيث أجرى محادثات مع بوتين ركزت على العلاقات الثنائية والقضايا الدولية قبل توقيع المعاهدة.

وتغطي المعاهدة أكثر من 30 محورًا، من بينها مجالات الاقتصاد، والنقل، والممرات التجارية، والأنشطة المصرفية والمالية، والاستثمارات، والطاقة بما فيها النفط والغاز، والبحث العلمي.

وبحسب وكالة “مهر” الايرانية فأن الاتفاقية، التي تُعتبر عقدًا طويل الأمد، ترتكز على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتُعنى بالحقوق المتبادلة، وتوازن الالتزامات، واحترام السلامة الإقليمية لكل من البلدين.

وتتألف الاتفاقية من مقدمة و47 مادة، وقد أعدّت إيران مسودتها النهائية في صيف هذا العام. من المقرر أن يُعرض الاتفاق على البرلمان الإيراني لمراجعته والمصادقة عليه، ومن ثم يُحال إلى مجلس صيانة الدستور لاعتماده رسميا.

عقب التصديق، ستتولى الجهات التنفيذية في البلدين إبرام اتفاقيات فرعية مع نظرائها لتنفيذ بنود المعاهدة بشكل كامل، مما يعكس عمق التعاون والتفاعل بين موسكو وطهران في إطار هذا الاتفاق التاريخي.

فيما قالت شبكة “روسيا اليوم”، إن محتوى الاتفاقية وأهدافها تستند إلى تطوير الشراكة بين البلدين في عدة محاور رئيسية تشمل: الدفاع ومكافحة الإرهاب، والطاقة والمالية، النقل والصناعة، الزراعة والثقافة، التكنولوجيا والعلم وغيرهما.

كما تتضمن الاتفاقية أكثر من 30 بندًا رئيسيًا، حيث تركز على التعاون في مجالات النقل والتجارة والترانزيت والنقد والمصرفية، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات بين البلدين. كما تتطرق إلى جوانب أمنية دفاعية، إضافة إلى مشروعات مشتركة في مجال الطاقة والنفط والغاز.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: 'إيران شريك مهم بالنسبة لنا، حيث نطور تعاونًا متعدد الجوانب معها.'

وبحسب وكالة رويترز، سعت موسكو على تعزيز علاقاتها مع إيران ودول أخرى معادية للولايات المتحدة، مثل كوريا الشمالية، منذ بداية الحرب في أوكرانيا. كما وقعت روسيا بالفعل اتفاقيات استراتيجية مع بيونغ يانغ وحليفتها القريبة بيلاروسيا، بالإضافة إلى اتفاق شراكة استراتيجية مع الصين.

والتقى بوتين بالرئيس بزشكيان على هامش قمة بريكس في مدينة قازان الروسية في أكتوبر الماضي، وكذلك في منتدى ثقافي في تركمانستان خلال الشهر نفسه.