أكد الدكتور محجوب الزوييري، الخبير بالشأن الإيراني، إن إسرائيل تحاول نقل المواجهة مع إيران إلى مستوى جديد عبر أوامر الإخلاء التي صدرت في محيط المنشآت النووية ومصانع الأسلحة الإيرانية، معتبرًا أن هذه الخطوة تحمل بُعدًا نفسيًا وتسعى للتأثير على الداخل الإيراني.

وقال الزوييري، في مقابلة مع قناة 'الجزيرة': 'منطق الإخلاء في هذا التوقيت يهدف إلى الضغط على السكان وزعزعة ثقتهم في قدرة النظام على حمايتهم، ما يُسهم في خلق فجوة بين المجتمع والنظام، ويزيد من احتمالية حصول إسرائيل على معلومات إضافية عبر مراقبة حركة السكان'.

وأضاف: 'أن إسرائيل تُدرك صعوبة استهداف المنشآت الكبرى، مثل المفاعلات النووية، لذلك تركز هجماتها على منشآت عسكرية أصغر متفرقة في أنحاء إيران وهو مؤشر سلبي على قدرات إسرائيل الاستخبارية والعملياتية'.

وتابع: 'الولايات المتحدة تريد أن تروج إن النظام الإيراني ضعيف داخليا وأنا كشخص أعمل على إيران منذ 25 عاما أقول إن النظام الإيراني لديه قاعدة شعبية تصل إلى 25 مليون شخص وهم حياتهم دون النظام'.

وأكمل: 'هناك شعور عند الإيرانيين حتى من لا يحبون النظام بشأن الدمار في بلادهم وهؤلاء سوف يدعمون النظام'.

وذكر: 'أولويات النظام الإيراني ثلاث الأولى رد الاعتبار والردع وهو ما ظهر بعد 17 ساعة من الضربة الإسرائيلية ويستعيد زمام المبادرة أمام القاعدة الشعبية والاولوية الثانية هو ضرب هيبة إسرائيل والأولوية الثالثة هي الحفاظ على النظام وهو ما لم يتحقق إلا بتحقق الامرين الأخرين'.

وأوضح: 'وفيما يتعلق برد الفعل الإيراني، شدد الزوييري على أن طهران تجاوزت الخطوط الحمراء في ردها الأخير، حيث استخدمت صواريخ باليستية متطورة من نوع 'قاسم' برؤوس زنتها طن ونصف، وربما تستخدم رؤوسًا بزنة تصل إلى اثنين طن في المستقبل'.

واختتم: 'إسرائيل لا تحتمل دمارًا بهذا الحجم، رغم محاولات الإعلام الإسرائيلي التهوين من تأثير الضربة، الضربة الإيرانية'.