أكد الدكتور صفوت الديب، الخبير الاستراتيجي أن مصر لم تكن تحكم السودان بشكل فعلي قبل ثورة يوليو 1952 مشيرا إلى أن الاحتلال البريطاني كان يتحكم في كل شيء هناك.

وقال الديب خلال برنامج 'حقائق وأسرار' المذاع على قناة 'صدى البلد': 'الاتفاق بشأن السودان كان أصعب من اتفاق الجلاء، لأن الملك أطلق على نفسه لقب ملك مصر والسودان، بينما كان الحكم الفعلي في السودان بيد الحاكم العام البريطاني ولم تكن مصر تحكم السودان فعليًا بعد الاحتلال البريطاني، بل كانت القوات المصرية هناك تحت قيادة بريطانية، والحاكم البريطاني هو صاحب القرار'.

وأضاف: 'صلاح سالم سافر إلى السودان بأوامر من جمال عبد الناصر، وكان الهدف تشكيل حزب سياسي موحد يجمع الأحزاب السودانية الصديقة لمصر، وهو الحزب الاتحادي بقيادة إسماعيل الأزهري كما اجتمع مع حزب الأمة، الذي كان يعارض الوحدة مع مصر، وتم الاتفاق معهم على إخراج الإنجليز من السودان ثم زار الجنوب، حيث التقى القبائل الكبرى مثل الدينكا والنوير والشلك، وأقنعهم بالبقاء ضمن السودان الموحد هذه الخطوات أنهت خطط البريطانيين لفصل الجنوب عن الشمال وجعل الجنوب منطقة نفوذ بريطانية'.

وتابع: 'الاتفاق بشأن السودان كان من أصعب محطات ثورة يوليو، لأننا لم نكن نملك القوة المسلحة لإخراج الإنجليز من هناك ترك السودان ليقرر مصيره كان الحل الأمثل لتجنب المواجهة العسكرية وسفك الدماء، وفعليًا صوتت أغلبية الشعب السوداني مع الاستقلال أما القول بأن ثوار يوليو هم من فصلوا السودان فهو كذب ولا أساس له من الصحة'.

وأوضح: 'القول بأن السودان كان جزءًا من مصر وأن الملك كان يحكمه، هو كلام كاذب لم تحكم مصر السودان فعليًا بعد الاحتلال البريطاني، وكان الحكم بيد الإنجليز بشكل كامل، حتى الحامية المصرية كانت تحت القيادة البريطانية'.

واختتم: 'حزب الأمة لم يكن معاديًا لمصر، بل كانت له وجهة نظر مختلفة حول شكل العلاقة بين البلدين، وكان يطالب باستقلال السودان بشكل تام'.