يواصل المغرب تعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية، مستقطبا أعدادا متزايدة من السياح، وخاصة من السوق البرازيلية، التي سجلت ارتفاعا ملحوظا في وتيرة توافد زوارها خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025، في تأكيد على الزخم الإيجابي الذي أعقب استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الدار البيضاء وساو باولو.

ووفقا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني المغربي للسياحة، ارتفع عدد السياح الوافدين من البرازيل بنسبة 48 بالمائة خلال الفترة الممتدة من يناير إلى أبريل 2025، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق 2024، حيث بلغ العدد الإجمالي للزوار البرازيليين 16 ألفا و909 زائرا في 2025، مقابل 11 ألفا و402 خلال الفترة نفسها من 2024. هذا الزخم كان جليا أيضا خلال شهر أبريل وحده، حيث استقبل المغرب 4870 زائرا برازيليا، مسجلا بذلك زيادة قدرها 41 في المائة مقارنة بشهر أبريل من العام الماضي الذي سجل 3465 زائرا.

وتعزى هذه الدينامية الإيجابية بشكل أساسي إلى استئناف الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء وساو باولو في شهر دجنبر 2024، والذي تؤمنه الخطوط الملكية المغربية بواقع ثلاث رحلات أسبوعيا، مما سهّل بشكل كبير وصول السياح البرازيليين إلى المغرب بعد فترة توقف. كما تدعم هذه الزيادة الجهود المتواصلة للتواصل والترويج التي يقوم بها المكتب الوطني المغربي للسياحة مع المهنيين والفاعلين في قطاع السياحة بالبرازيل، بهدف التعريف بالمؤهلات السياحية المتنوعة التي يزخر بها المغرب.

وفي إطار استراتيجية المغرب لتنويع مصادر تدفقاته السياحية، يكتسب السوق البرازيلي أهمية متزايدة، فرغم أنه لا يمثل حاليا سوى 1 بالمائة من إجمالي عدد السياح الأجانب الوافدين، إلا أن نسبة نموه القوية تؤكد واعديته كوجهة نمو مستقبلي.

يأتي هذا بعد أن اختتم المغرب عام 2024 باستقبال 40 ألفا و277 سائحا برازيليا، مسجلا زيادة بنسبة 7 في المائة مقارنة بعام 2023، مما يعكس مسارا تصاعديا في جذب هذه السوق. ويواصل المغرب ترسيخ مكانته في أمريكا الجنوبية، معتمدا على تراثه الثقافي الغني، وجودة بنيته التحتية السياحية المتطورة، وارتفاع مستوى رؤيته وحضوره في هذه الساحة، بهدف مواصلة استقطاب المزيد من السياح من البرازيل وغيرها من الأسواق الواعدة.