د. ولاء حافظ

الكبد هي أحد أهم الأعضاء الحيوية وأكبرها في الجسم، حيث يبلغ وزنها في الشخص البالغ 1.2–1.5 كيلوغرام، ويختلف حجم الكبد من شخص لآخر بناء على عوامل طبيعية مثل العمر والجنس والعوامل الصحية. وتقع الكبد في الجانب الأيمن من البطن محمية بواسطة الأضلاع تحت الحجاب الحاجز، وتتميز بقدرتها الفائقة على التجدد وتؤدي العديد من الوظائف الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث تعمل الكبد باستمرار بلا توقف لتضمن عمل الوظائف الأخرى من الجسم.

وبينت اختصاصية التغذية العلاجية هبة الوزان أنه يجب اتباع نظام غذائي خاص لمرضى الكبد، خاصة من يعانون من دهون الكبد، ليساعد الكبد على استعادة وظائفها وحيويتها ومنع حدوث مضاعفات أشد.

◄ وظائف الكبد

1 - إزالة السموم: تقوم الكبد بتنقية الدم من السموم والمواد الضارة والفضلات التي ينتجها الجسم أو تستهلك من خلال الغذاء والأدوية.

2 - إنتاج الصفراء: تفرز الكبد مادة الصفراء التي تساعد في هضم الدهون وامتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون (ADEK).

3 - تنظيم مستوى السكر بالدم: تخزن الكبد الجلوكوز على شكل جليكوجين وتطلقها عند الحاجة على هيئة جلوكوز.

4 - تخزين الفيتامينات والمعادن، مثل الحديد والنحاس وتطلقها عند الحاجة.

5 - إنتاج البروتينات: تنتج الكبد العديد من البروتينات الحيوية، مثل الألبومين، وهو بروتين مهم للحفاظ على ضغط الدم وضمان تدفق السوائل بشكل صحيح.

6 - التحكم في التمثيل الغذائي للدهون، حيث تلعب دوراً مهماً في تحويل الدهون إلى طاقة وتخزينها واستخدامها وفقاً لحالة الجسم.

7 - تنظيم مستوى الهرمونات وضبط توازنها في الجسم.

8 - إنتاج عوامل تجلط الدم: تقوم الكبد بإنتاج بعض البروتينات الضرورية لتجلط الدم، التي تلعب دوراً واضحاً في وقف النزيف.

9 - تحويل الأمونيا السامة إلى يوريا يمكن التخلص منها عبر الكلى.

◄ 5 أسباب للمرض

بينت الوزان أن لأمراض الكبد أسباباً ناتجة عن عوامل عدة وتختلف بين الكبار والأطفال، ومن أبرز الأسباب الشائعة عند الكبار ما يلي:

1 - التدخين، وهو أحد أخطر العوامل عند الإنسان ويؤدي إلى التهاب الكبد وتلفها.

2 - النظام الغذائي السيئ بسبب الإفراط بتناول السكريات بكثرة والكربوهيدرات المكررة (مثل المعجنات والخبز الأبيض وحبوب الإفطار والمشروبات الغازية).

3 - الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم التي يمكن أن تؤثر في وظائف الكبد.

4 - العدوى مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

5 - التعرض للمواد الكيميائية في العمل

◄ الإصابة عند الأطفال

أما عن أبرز أسباب الإصابة عن الأطفال، فبينت الوزان أن الأمراض الوراثية مثل التهاب الكبد ومتلازمة تيرنر من أبرز الأسباب، وكذلك العدوى بفيروسات مثل فيروس التهاب الكبد HEPATITISB&C والتهابات الكبد الناتجة من العدوى أو الأسباب الأخرى.

وأشارت إلى أن الأطفال أيضاً يمكن أن يصابوا بالكبد الدهنية لأسباب عدة، منها:

• النظام الغذائي السيئ، بسبب كثرة تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون بشكل مفرط، يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد.

• العوامل الوراثية: قد تكون هناك عوامل وراثية تجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالكبد الدهنية، مثل إصابة بعض أفراد العائلة بشكل متكرر (أكثر من شخص داخل العائلة) أو أمراض وراثية أخرى تؤثر في كيفية تصريف الدهون من الجسم.

• النشاط البدني المحدود وعدم ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يسهم في تراكم الدهون في الجسم، بما في ذلك الكبد.

• الأمراض المزمنة مثل السكري والتصلب الكبدي (حالة تنشأ بسبب تراكم الكثير من الكالسيوم داخل الخلايا يمكن أن يكون ناتجاً عن مشاكل في الكلى أو الكبد نفسها).

◄ أعراض المرض

وأكدت الوزان أنه قد لا تظهر أعراض أمراض الكبد في المراحل المبكرة، كما أنها تختلف حسب المرض، ولكن عندما تتطور الأعراض قد تشمل: اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، التعب والإرهاق، فقدان الشهية التي تؤدي إلى نزول الوزن، ألم في البطن، تورم في الساقين والقدمين، وصعوبة التنفس في بعض الحالات.

وذكرت أن الأعراض تتشابه عند الكبار والأطفال في المراحل الأولى، حيث لا تكون هناك أي أعراض ملحوظة وقد تظهر الأعراض في المراحل المتأخرة للمرض إذا لم يتم العلاج.

◄ الكبد الدهنية

هي حالة تتراكم فيها الدهون داخل خلايا الكبد بشكل مفرط، ما يتسبب في تضخم الكبد والتهاب الأنسجة المحيطة، وهناك نوعان رئيسيان من الكبد الدهنية FATTY LIVER DISEASE:

• الكبد الدهنية الكحولية AFLD يحدث هذا النوع نتيجة استهلاك الكحول بكميات مفرطة لفترات طويلة، ما يؤدي إلى تراكم الدهون في خلايا الكبد والتهابها؟

• الكبد الدهنية غير الكحولية NAFLD وهو يحدث عند الأشخاص الذين لا يستهلكون الكحول بكميات كبيرة وسببه:

1 - السمنة، خاصة في منطقة البطن بسبب استهلاك كميات كبيرة من سكر الفركتوز الموجود في العصائر المصنعة والعصائر الطازجة والحلويات السكرية والمشروبات الغازية والعسل ومشروبات الطاقة.

2 - تناول الأطعمة السريعة والمصنعة، مثل منتجات الدقيق الأبيض الخالي من الألياف والمعجنات والسكريات المكررة وحبوب الإفطار السريعة وأيضاً الأطعمة الغنية بالدهون مثل الوجبات السريعة.

3 - مقاومة الأنسولين وأيضاً مرض السكري، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، خاصة النوع الثاني، يكونون أكثر عرضة لتراكم الدهون في الكبد.

4 - ارتفاع مستوى الدهون في الدم، خاصة الدهون الثلاثية والكوليسترول، يسهم في تراكم الدهون في الكبد.

◄ النظام الغذائي المناسب

ذكرت الوزان أنه يجب تحديد السعرات الحرارية التي يحتاجها المصاب، التي يتم حسابها عن طريق المتابعة مع اختصاصي التغذية لتحديد احتياجاته حسب العمر والجنس وحالته البدنية والتي تساعده على إنقاص وزنه إلى الوزن الطبيعي، ونصحت باتباع التعليمات الغذائية التالية:

1 - الامتناع عن الوجبات السريعة والأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من السكر، خاصة سكر الفركتوز الموجود في العصائر والحلويات والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.

2 - استبدال الكربوهيدرات المكررة، وهي الأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض والأرز الأبيض بالكربوهيدرات المعقدة، وهي منتجات الحبوب الكاملة.

3 - زيادة تناول الألياف الموجودة في الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، مثل الشوفان التي تسهم في تحسين صحة الكبد.

4 - اختيار مصادر الدهون الصحية، خاصة الأطعمة الغنية بالأوميغا والموجودة في الأسماك والمكسرات والبذور، والابتعاد عن الدهون المهدرجة والوجبات السريعة.

5 - اختيار لحوم ذات محتوى قليل من الدهون، مثل الدجاج واللحوم الحمراء والأسماك والبقوليات.

6 - ممارسة الرياضة بانتظام لمدة لا تقل عن 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أسبوعياً، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة والسباحة.

7 - شرب الماء بكمية جيدة وإبقاء الجسم رطباً من الداخل.

8 - الصيام المتقطع اختيار جيد للبالغين، ولكن يفضل تحت إشراف اختصاصي تغذية.