اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
عقد الجامع الأزهر الملتقى الأسبوعي بـ لغة الإشارة، وتناول فيه'أسباب الهجرة النبوية ونتائجها'.
يأتي هذا الملتقى في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الوعي الديني والثقافي بين فئات المجتمع، بما في ذلك ذوي الهمم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في النقاشات حول بعض الموضوعات الدينية، وحاضر فيه، منى عاشور، الواعظة بالأزهر الشريف وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة.
وأوضحت منى عاشور أن الهجرة النبوية كانت نقطة تحول عظيمة في تاريخ الإسلام، حيث جمعت بين معاناة الماضي وبداية النصر، وأسست لمجتمع إسلامي متماسك يُنير درب للبشرية، فمنذ اللحظة الأولى للدعوة الإسلامية، وكان النبي محمد يدرك أن خروجه من مكة أمر محتوم، وقد أشار إليه ورقة بن نوفل في بداية البعثة بقوله: “ليتني أكون حيًّا إذ يُخرجك قومك”.
كما كانت هناك أسباب متعددة لهجرته، أبرزها تعرض المسلمين لألوان من العذاب والاضطهاد، حين رفضت قريش الدعوة واستخدمت أساليب الإيذاء الشديد، فعانى أصحاب النبي من أنواع متعددة من التعذيب، مثل آل ياسر وبلال وسُمية رضي الله عنهم أجمعين، في حين استخدم النبي كل أساليب اللين والحكمة لهداية قومه، لكن قريش قابلته بالرفض والسخرية، بل والتكذيب والإيذاء الجسدي والمعنوي، حتى بلغ الأمر حد التآمر على قتله، ما جعل الهجرة ضرورة لبناء مجتمع إسلامي آمن يوفر الحماية لهم، وجاءت الهجرة النبوية المباركة بعد محاولات سابقة للبحث عن موطن آمن، فلقد سبقت الهجرة الكبرى محاولات عدة للهجرة، بما في ذلك هجرتان إلى الحبشة ورحلة الطائف، لكنها لم تثمر عن وطن يُؤوي الدعوة بشكل كامل.
وأشارت الواعظة بالأزهر الشريف، إلى أن الهجرة الهجرة سُنّة ماضية في حياة الأنبياء، مثل سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهم السلام، حيث تركوا أوطانهم بحثًا عن بيئة تقبل دعوتهم وتحميها، وحينما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة، أدرك النبي أن نشر الدعوة يحتاج إلى كيان سياسي يحميها، فكانت الهجرة مرحلة ضرورية لإقامة دولة تحمل رسالة الإسلام إلى العالم، فأُقيمت الدولة الإسلامية الأولى، وتأسست نواة المجتمع الإسلامي المنظم، تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
وقام النبي بترسيخ مبدأ الأخوّة بين المهاجرين والأنصار، لتظهر أسمى معاني الإيثار والتلاحم بين المسلمين، حيث شارك الأنصار إخوانهم المهاجرين في المال والمسك وحتى.
كما قام النبي بإنهاء العصبيات الجاهلية، فتوحدت قبائل الأوس والخزرج وغيرهم تحت راية الإسلام، وزالت الأحقاد القبلية، ما ساعد الدعوة على الانتشار بسرعة في المدينة.