قالت الباحثة السياسية اللبنانية الدكتورة إيمان شويخ، إن الأحداث الأخيرة، التي تضمنت استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقوات اليونيفيل في لبنان، تشير إلى سياسة إسرائيلية واضحة تهدف إلى تعزيز سيطرتها على المنطقة، كما أن الاستهدافات المتكررة، بما في ذلك الهجمات على أبراج المراقبة والمراكز، تعكس نية إسرائيلية متعمدة وليست مجرد أخطاء عارضة كما تدعي.

وأوضحت إيمان شويخ أن تصريحات السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة بشأن طلب سحب قوات اليونيفيل إلى مسافة خمسة كيلومترات عن الحدود، يأتي في إطار محاولة إسرائيل إبعاد المراقبة الدولية عن تحركاتها. ويؤكد أن هذا السلوك قد يضع إسرائيل في مواجهة مع المجتمع الدولي، خاصة في ضوء التفويض الممنوح للقوات الدولية منذ عام 1978.

وحذرت الباحثة اللبنانية في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، من أن التحركات العسكرية الإسرائيلية، قد تمهد لعملية برية جديدة. وتشير إلى محاولة إسرائيل فرض حصار بحري، ما يعكس رغبتها في منع أي نشاط في المياه اللبنانية، سواء كان ذلك من الصيادين أو من المدنيين الذين يذهبون للاستجمام. هذه التحركات توحي بأن إسرائيل تسعى للاستفادة من الأخطاء السابقة في عملياتها العسكرية.

وفي سياق الحديث عن حزب الله، أكدت إيمان شويخ وجود تنسيق متزايد مع إيران، محذرة من أي تصعيد في العمليات قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، كذلك أي تحركات عسكرية إسرائيلية في لبنان قد تؤدي إلى استهداف المدنيين، ما يزيد من معاناة الشعب اللبناني.

ودعت شويخ إلى ضرورة الحلول الدبلوماسية، محذرة من أن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر، ويؤكد أن الأطراف المعنية يجب أن تجلس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء دوامة العنف والمآسي، وأن السلام يتطلب تنازلات من الجميع.

وأشارت إلى الأحداث الأخيرة المتعلقة بقاعدة بنيامينا يوم الأحد الماضي والتي نفذها حزب الله، حيث أسفرت الاشتباكات عن سقوط عدد من الجنود الإسرائيليين. معتبرة أن هذه العملية قد تكون نتيجة لإدارة وتنسيق إيراني، خاصة بعد استهداف العديد من القادة العسكريين لحزب الله، كما أن وجود قائد جديد لحزب الله يعكس محاولة إيران لتجديد قيادتها في ظل الظروف الحالية.

وأوضحت الباحثة اللبنانية أن التنسيق بين إيران وحزب الله قد يفضي إلى تنفيذ عمليات معقدة تسعى لإلحاق خسائر بإسرائيل. لكن هذه الديناميكيات قد تؤدي إلى تصعيد أكبر، خاصة في ظل التصريحات المتزايدة من قبل المسئولين الإسرائيليين التي تهدد بشن عمليات عسكرية شاملة على الأراضي اللبنانية.

وأكدت إيمان شويخ أن استهداف المدنيين اللبنانيين من قبل الاحتلال يُظهر خطورة التصعيد العسكري، ويشير إلى أن هذا النوع من العمليات قد يُستخدم كذريعة من قبل الحكومة الإسرائيلية لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني.

وشددت إيمان شويخ على ضرورة الحلول الدبلوماسية، مشيرة إلى أن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر والمآسي، لذا التوصل إلى اتفاق يتطلب حدثًا كبيرًا يغير الموازين ويدفع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، مؤكدة أهمية الجهود الدولية للبحث عن حلول سلمية، تجنبًا لدوامة جديدة من العنف والدمار.