اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، إن المنظمة تعمل في قطاع غزة على ثلاث مراحل متوازية للتعامل مع أزمة الغذاء، موضحًا أن المرحلة الأولى تركز على استعادة القدرة الإنتاجية بشكل عاجل، من خلال تقديم دعم نقدي مشروط لآلاف المزارعين لإعادة زراعة ما يمكن زراعته، خصوصًا أن 37% من الأراضي يمكن الوصول إليها حاليًا، منها نحو 600 هكتار غير متضررة بالكامل، يمكن إعادة تشغيلها سريعًا لإحياء الإنتاج الزراعي.
وأضاف الواعر، في تصريحات للإعلامية أمل الحناوي، مقدمة برنامج «عن قرب» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن المرحلة الثانية تشمل توفير الأعلاف الطارئة والمدخلات البيطرية لضمان استمرار الثروة الحيوانية بشكل صحي، والحفاظ على إنتاج الحليب والبيض واللحوم اللازمة.
وتابع أن المرحلة الثالثة تتمثل في إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية التي دُمرت بالكامل خلال الحرب، موضحًا أن المنظمة تطمح إلى وضع برنامج تعافٍ طويل المدى بتمويلات خارجية لإعادة هيكلة منظومة الغذاء والزراعة داخل غزة.
وفي سياق آخر، تحدث الواعر عن الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة بشأن إعلان حالة المجاعة في غزة خلال أغسطس الماضي، بعد وفاة عشرات الآلاف من السكان، موضحًا أن هناك انتقادين رئيسيين، الأول يتعلق بتأخر صدور التقرير، والثاني بمصداقية نتائجه.
وقال إن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) لا تقوم به «فاو» بمفردها، إذ تشترك فيه 19 منظمة دولية، بينها عدد من منظمات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية، تعمل جميعها على جمع البيانات من عينات المتضررين لتقييم قدرتهم على الوصول إلى الغذاء.
وأوضح أن تقرير المجاعة لا يصدر إلا بعد مراجعته من لجنة مختصة تُعرف باسم «لجنة مراجعة المجاعة»، وهي التي تتحقق من صحة البيانات قبل اعتمادها.
وأشار إلى أن التقرير الصادر في أكتوبر الماضي أكد عدم إمكانية تحديد مدى حدة انعدام الأمن الغذائي في شمال غزة بسبب الحصار ومنع وصول الخبراء، ما يبرهن على دقة التقرير وشفافيته، لأنه لم يدرج أرقامًا غير مؤكدة.
وأضاف أن تقارير الأمن الغذائي تصدر بشكل دوري، فقد صدرت تقارير في يناير وأبريل ويوليو، ثم في أكتوبر، لافتًا إلى أن تقرير يوليو حذر من «تهديد بالمجاعة»، بينما أكد تقرير أكتوبر تحققها فعليًا.
وذكر أن التقرير لم يكن متأخرًا، بل صدر وفق الجدول الدوري المعتمد، مشيرًا إلى أن تأخر الوصول الميداني بسبب الحرب وإغلاق المعابر حال دون تقييم الوضع في حينه.
وتابع الواعر أن التمويل الدولي يمثل عنصرًا حاسمًا في مواجهة الكارثة الإنسانية، موضحًا أن المنظمة أطلقت نداءً عاجلًا لإنقاذ غزة من المجاعة بقيمة 75 مليون دولار، لكنها لم تتلق سوى 10% فقط من هذا المبلغ حتى الآن، مؤكدًا أن توافر التمويل ضروري لتمكين الأمم المتحدة من تنفيذ إجراءات إنقاذ عاجلة وفعالة.
وانتقل مساعد المدير العام لمنظمة «فاو» للحديث عن الوضع في السودان، موضحًا أن البلاد التي كانت تُعرف يومًا بـ«سلة الغذاء العربي» تمر بأزمة حادة لا ترجع إلى ضعف القدرة الزراعية أو الإنتاجية، وإنما إلى النزاع المسلح وعرقلة الوصول الإنساني.
وقال إن بؤر المجاعة تتركز في مناطق النزاعات، خصوصًا في الفاشر وكادوقلي وبعض مخيمات النازحين داخليًا، حيث يُمنع وصول المساعدات الغذائية.
وأوضح أن المنظمات الإنسانية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة، لم تتمكن من الوصول إلى هذه المناطق في الوقت المناسب لإيصال الإمدادات الضرورية، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها «فاو» وشركاؤها في مجموعة المساعدات الإنسانية.
وأكد الواعر أن حجم الكارثة في السودان كبير للغاية، مشيرًا إلى أن الأزمتين في غزة والسودان هما في جوهرهما من صنع الإنسان، وليستا نتيجة كوارث طبيعية مثل الجفاف أو الفيضانات، بل بسبب النزاعات والصراعات المسلحة التي تفاقم انعدام الأمن الغذائي وتمنع وصول المساعدات.
وختم قائلًا إن «فاو» تواصل العمل بشكل عاجل للوصول إلى المناطق المهددة بالمجاعة في السودان، في محاولة لإنقاذ الأرواح والحد من تفاقم الأزمة الإنسانية.


































