تُعد تكلفة إنتاج الهيدروجين موضوعًا مهمًا ومثارًا للجدل، حيث يطرح العديد من التساؤلات حول كيفية حساب هذه التكلفة ولماذا تبدو مرتفعة في بعض الأحيان، ووفقًا للمهندس وائل حامد عبد المعطي، الخبير الدولي في مجال الغاز والهيدروجين بمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول 'أوابك' فى تصريحات له اليوم أن هناك عدة عوامل تؤثر في التكلفة الإجمالية لإنتاج الهيدروجين، من بين هذه العوامل:

1- تكلفة رأس المال (Capex):تشمل التكاليف الأولية لإنشاء المنشآت والبنية التحتية اللازمة للإنتاج.

2- تكلفة الكهرباء: وهي الجزء الأكبر من التكلفة وتشمل الطاقة المستخدمة في عملية التحليل الكهربائي للمياه.

3- تكلفة المياه: تُستخدم مياه منزوعة الأملاح في عملية الإنتاج.

4- تكاليف الصيانة والتشغيل السنوية: تُحسب كنسبة من رأس المال.

5- تكاليف التأمين: تضاف كنسبة من رأس المال.

6-تكلفة استبدال وحدات التحليل الكهربائي: تشمل استبدال مجموعة المحلل الكهربائي (Hydrogen Stack)بشكل دوري.

تعتبر تكلفة الكهرباء المستخدمة في التحليل الكهربائي عاملًا رئيسيًا، حيث تشكل ما بين 60% و70% من التكلفة الإجمالية. لإنتاج 1 كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر، يتم استهلاك حوالي 55 كيلووات ساعة من الكهرباء المتجددة.

على سبيل المثال، في ألمانيا عام 2024 بلغ متوسط سعر الكيلووات ساعة من الكهرباء المنتجة بالطاقة الشمسية نحو 0.06 دولار، وبالتالي، فإن تكلفة الكهرباء لإنتاج 1 كجم من الهيدروجين تصل إلى 3.3 دولار، وهو ما يعادل نحو 29 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وأشار وائل إلى أنه عند إضافة بقية العوامل، مثل رأس المال والصيانة والتأمين وتكاليف استبدال وحدات التحليل الكهربائي، تصل التكلفة الإجمالية لإنتاج 1 كجم من الهيدروجين إلى ما بين 4 و5.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقًا لموقع المشروع وظروفه.

ويشير عبد المعطي إلى أن خفض تكلفة الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة هو العامل الأساسي لتقليل التكلفة النهائية للهيدروجين، كما يمكن تقليل التكاليف عبر خفض تكلفة رأس المال وتقليل الحاجة لاستبدال وحدات التحليل الكهربائي، التي تستمر عادة لمدة تتراوح بين 7 و10 سنوات.

وأكد المهندس وائل عبد المعطي، أن الدول العربية تمتلك فرصًا واعدة في مجال إنتاج الهيدروجين بفضل قدرتها على توفير الكهرباء من مصادر متجددة بأسعار منخفضة نسبيًا، كما هو الحال في عُمان، السعودية، والإمارات، ومع ذلك، فإن نجاح هذه الدول في المنافسة يعتمد على قدرتها على إبرام اتفاقيات بيع طويلة الأمد مع المشترين المحتملين المستعدين لتحمل التكلفة المرتفعة للهيدروجين كجزء من جهود تحقيق الحياد الكربوني.

يُعتبر استخدام مزيج من محطات الرياح والطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر حلًا عمليًا لخفض التكلفة النهائية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك، بعض المشاريع المعلنة في سلطنة عُمان، التي تعتمد على هذا النموذج لتعزيز كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف.