المنامة في 25 يونيو/ بنا / نظّم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، ضمن موسمه الثقافي الثلاثين، محاضرة توعوية بعنوان 'التبرع بالأعضاء بين الطب والثقافة المجتمعية'، قدّمها استشاري أمراض وزراعة الكلى الدكتور علي العرادي، وأدارها الدكتور رضا علي، وذلك بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الصحي والإنساني.

وأكد الدكتور العرادي خلال المحاضرة أن التبرع بالأعضاء يُعدّ قضية طبية وإنسانية وثقافية، تعكس وعي المجتمع وتقدمه وتعاونه، ويمثل عملًا نبيلًا يساهم في إنقاذ الأرواح.

وأشار إلى أن التبرع يوفر حلولًا علاجية لبعض الأمراض المزمنة والمستعصية، ويحسن من جودة ومدة حياة المرضى، كما ينعكس إيجابًا على أسرهم، منوهًا بأن تكلفة زراعة الكلى للمصابين بالفشل الكلوي تُعدّ أقل بكثير على المدى الطويل مقارنة بجلسات الغسيل الكلوي المستمرة.

وتطرقت المحاضرة إلى أبرز أنواع التبرع، كالتبرع بالكلى وجزء من الكبد والخلايا الجذعية، والفوائد الصحية والنفسية المرتبطة بالتبرع من الأقارب، إضافة إلى عرض دراسة حالة حديثة تبرز سرعة تعافي المتبرعين.

وقدّم الدكتور العرادي شرحًا وافيًا حول التبرع من المتوفى دماغيًا، موضحًا الخطوات المتّبعة بعد الوفاة لضمان سلامة الإجراءات، كما استعرض الجوانب القانونية والشرعية المنظمة لهذا النوع من التبرع، مسلطًا الضوء على فتاوى المجامع الفقهية والضوابط التي تضمن حفظ الحقوق وكرامة المتبرع.

وتناول المحاضر تاريخ زراعة الكلى في مملكة البحرين، مشيرًا إلى بداياتها في التسعينيات والجهود التي بُذلت لتطوير هذا المجال، مع استعراض واقع ثقافة التبرع في دول الخليج، وما يواجهه من تحديات تتعلق بالوعي المجتمعي والمفاهيم المغلوطة.

وسلّط العرادي الضوء على معوقات الثقافة المجتمعية، مثل الخوف من المجهول، والمفاهيم الدينية الخاطئة، مشددًا على أهمية معالجة هذه التحديات عبر حملات توعية شاملة، وتسهيل إصدار بطاقات تبرع تُعبّر عن رغبة الأفراد، وإطلاق برامج إعلامية ودينية مشتركة، وتطوير الأطر التشريعية، إلى جانب إنشاء مركز وطني متخصص في زراعة الأعضاء.

واختتم الدكتور العرادي المحاضرة برسالة إنسانية دعا من خلالها إلى تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء بوصفها رسالة حياة ومبادرة نبيلة تستحق الدعم المجتمعي والمؤسسي.

وتأتي المحاضرة في إطار حرص مركز عبدالرحمن كانو الثقافي على تعزيز الوعي المجتمعي بمختلف القضايا الصحية والثقافية والإنسانية، عبر استضافة الخبراء والمختصين وفتح مساحة للحوار البنّاء مع الجمهور.

ع.ب.ع, م.ص, s.a